تنسيق عربي وخليجي قبيل زيارة بايدن للمنطقة

22
تنسيق عربي وخليجي قبيل زيارة بايدن للمنطقة

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. يبدو أن الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جون بايدن للمنطقة العربية وضعت قادة دول المنطقة في حالة تأهب قصوى، لتجري سلسلة من اللقاءات والاجتماعات للوصول إلى موقف موحد ووضع مجموعة من النقاط على أجندة اللقاء المرتقب، وفي هذا الإطار التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية خاصة على الصعيد الاقتصادي وزيادة الإستثمارات الإماراتية في مصر، ومن جهة أخرى تحديد أهم القضايا والتحديات التي تواجه دول المنطقة العربية بتلك الفترة، خاصة الملف الإيراني والأزمة الليبية، والقضية الفلسطينية، و الصراع الذي تشهده الكثير من الدول العربية، وفي هذا الإطار يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد في الحوار الصحفي التالي”

يسري عبيد – كاتب صحفي

خلال لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية خاصة على الصعيد الإقتصادي وزيادة الاستثمارات الإماراتية في مصر فما أهمية ذلك لمصر؟
بالتأكيد هذه اللقاءات التي تجريها مصر مع قادة الدول العربية، وبعض المسؤولين العرب خلال هذه الفترة، الهدف الأول منها سياسي، وهو تنسيق المواقف وإتخاذ موقف عربي واحد، تجاه  التحديات التي تواجه المنطقة العربية قبل زيارة الرئيس الأمريكي جون بايدن الشهر المقبل إلى الخليج، ولقائه ببعض الزعماء العرب، وبالتالي الشق السياسي مهم للغاية، وذلك لتنسيق المواقف، فرأينا لقاء مع ولي العهد السعودي، و لقاء أمير قطر و زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعمان وأيضا البحرين، ولقائه وزير الخارجية الإماراتي، وبالتالي أعتقد أن كل هذه اللقاءات الهدف منها هو تنسيق المواقف العربية، لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، ومن ضمنها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والملف النووي الإيراني، بالإضافة إلى الشق الإقتصادي وهو زيادة الإستثمارات بين الجانبين مصر والإمارات، ورفعها إلى مستوى كبير للغاية، لأن هذا بالتأكيد سيعود بالنفع على الإقتصاد المصري، وسيعمل على زيادة التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة المقبلة، بما يعزز من قوة الإقتصاد المصري، وضخ عملة صعبة في جسد الإقتصاد، مما يجعله يتفادى جميع السلبيات الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية.

زيارة وزير خارجية الإمارات لمصر تأتي  قبل اللقاء المرتقب بين قادة المنطقة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن فهل يجرى تنسيق عربي قبيل هذا اللقاء خاصة وأن الزيارة الإماراتية سبقها لقاء مصري سعودي؟
بالتأكيد هذه الزيارة والزيارات التي تم إجراؤها تهدف إلى التنسيق بين الدول العربية، لإتخاذ موقف عربي واحد تقابل به الدول العربية لقاء الرئيس الأمريكي المقبل خلال منتصف يوليو، ولقائه بزعماء دول الخليج ومصر والعراق والأردن، وبالتالي لا بد أن تكون الدول العربية على موقف واحد، لديها إتجاهات واحدة، لديها إجراءات تواجه بها هذه الزيارة، وبالتأكيد الرئيس الأمريكي سيحمل مطالب على الدول العربية أن تقوم بها خلال الفترة المقبلة، وبالتالي لابد أن يكون هناك تنسيق كبير بين الزعماء العرب، لأن المنطقة العربية تواجه تحديات كبيرة، منها الملف النووي الإيراني، ومنها الإجراءات التي تقوم بها قوات الإحتلال الإسرائيلي في القدس، و بالإضافة إلى التداعيات الكبيرة في مجال الطاقة والغذاء للحرب الروسية الأوكرانية، العالم الآن يعيش فترة حرجة للغاية، يحاول أن ينقسم إلى قسمين، وبالتالي الدول العربية عليها أن تحدد موقفها، عليها أن تنظر إلى مصالحها السياسية والإقتصادية، وأن تتخذ القرار المناسب.

هل ترى أن هناك دعم عربي وخليجي من الإمارات و غيرها  لمصر إقتصاديا في تلك الفترة الحرجة على الصعيد العالمي؟
هناك دعم خليجي لمصر في هذه الفترة، الزيارات التي تمت خلال الأسابيع القليلة الماضية، تم الإعلان فيها عن توقيع مجموعة من الإتفاقيات الإقتصادية، بالإضافة إلى أنه في السابق تم الإعلان عن ودائع إقتصادية تم ضخها إلى البنك المركزي المصري بالدولار، سواء من المملكة العربية السعودية أو الإمارات أو من خلال زيارة أمير قطر التي بالتأكيد ستعمل على ضخ إستثمارات قطرية للسوق المصري خلال الفترة المقبلة، وبالتالي دائما وأبدا الدعم الخليجي لمصر لا يتوقف، ومصر هي الشقيقة الكبرى، وبالتالي الدول الخليجية لا تريد للإقتصاد المصري أن يهتز لأن إستقرار مصر إقتصاديا وسياسيا هو جزء من إستقرار الخليج، وأمن مصر هو من أمن الخليج، وبالتالي الدعم الذي تقدمه الدول الخليجية لمصر هو يعتبر دعم لتلك الدول قبل مصر، لأن قوة مصر تعطي قوة للدول العربية وخاصة لدول الخليج.

من وجهة نظرك ما اهم نقاط المباحثات المصرية الإماراتية في تلك الزيارة على الصعيد السياسي؟
بالتأكيد الذي تصدر مباحثات الرئيس السيسي مع وزير خارجية الإمارات هو الإستعداد للقمة المقبلة بين الرئيس الأمريكي وقادة دول الخليج ومصر والعراق والأردن، بالإضافة إلى أن هناك تحديات تواجه المنطقة العربية تتمثل في الملف النووي الإيراني، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، سواء في مجال الطاقة أو الغاز، بالإضافة إلى الإجراءات التي تقوم بها قوات الإحتلال الإسرائيلي في الاراضي الفلسطينية، وأيضا الحرب في اليمن و الحرب في سوريا وليبيا، وكل هذه الملفات أعتقد أن مواقف مصر والإمارات متطابق، وبالتالي زيارة وزير الخارجية أعتقد أنها تساهم في تعزيز تنسيق المواقف، وتساهم في أن تكون مواقف مصر والإمارات في هذه الملفات واحدة، وبالتأكيد هذا سيكون لصالح الأمن القومي لكلا البلدين، بالإضافة إلى الأمن القومي العربي، الموقف المصري الإماراتي متطابق  بشكل كبير لليبيا واليمن وسوريا، ومتطابق بشكل كبير إزاء التحديات التي تواجه المنطقة.

ما أهم النقاط التي يتم حاليا إجراء تنسيق عربي وخليجي حولها تجهيزا للقاء جو بايدن؟
أعتقد أن أهم النقاط التي يجرى التنسيق بشأنها بين القادة العرب والخليجيين قبل زيارة الرئيس بايدن إلى المنطقة تأتي في مقدمتها مناقشة تداعيات الملف النووي الإيراني على المنطقة العربية، وبعض التقارير التي تتحدث عن قرب إيران من صنع قنبلة نووية تهدد الأمن القومي العربي وأمن الخليج، بالتالي هذه النقطة ستكون بشكل كبير على مائدة النقاش بين الرئيس الأمريكي وقادة العرب، بالإضافة إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ومناقشة ملف الطاقة والغذاء، لأن بالطبع هناك تأثير كبير من تلك الحرب على منطقة الشرق الأوسط والدول العربية، بالإضافة إلى أنه لابد أن يكون هناك تنسيق مواقف بين القادة العرب والإدارة الأمريكية خاصة في الملف الفلسطيني، والإجراءات التعسفية التي تقوم بها قوات الإحتلال لمحاولة تهويد القدس، الولايات المتحدة الأمريكية هي الراعية الأكبر لإسرائيل، وبالتالي لابد أن يكون للقادة العرب موقف حول هذا الأمر مع الرئيس بايدن، بالتأكيد العملية التركية المرتقبة في سوريا هي على رأس هذه التحديات، وأيضا الأمور في اليمن والحرب في ليبيا وإجراء الإنتخابات، كل هذه الملفات أعتقد أنها ستكون على مائدة القادة العرب والرئيس الأمريكي.

هل ستتمكن الإمارات والسعودية من اقناع مصر بتشكيل ناتو عربي؟
أعتقد أن مصر كان لها موقف واضح قبل ذلك في مسألة الانضمام إلى أي تحالفات، مصر ترفض دائماً وأبدا الإنضمام إلى أي تحالفات عسكرية في المنطقة، وبالتالي اعتقد أن الموقف المصري ربما تحاول بعض الأطراف أن تؤثر عليه، سواء عن طريق المساعدات الإقتصادية أو عن طريق بعض الأمور الأخرى، ولكن اعتقد أن القيادة المصرية سترى ما هو في صالح الدول العربية أولا وفي صالح الأمن القومي المصري، وستتخذ القرار بناء على هذا الأمر، ولكن هناك نقطة مهمة للغاية وهي أن إنضمام إسرائيل لهذا التحالف سيلقى معارضة شعبية مصرية بشكل كبير، إسرائيل مازالت هي العدو الإستراتيجي الأول لمصر، رغم وجود إتفاقية سلام باردة بين الدولتين، و لكن تاريخ الحروب بين مصر وإسرائيل يجعل إسرائيل هي العدو الإستراتيجي لمصر، وبالتالي لن يقبل أغلبية الشعب المصري أن تتحالف مصر عسكرياً ومع إسرائيل ضد أي دولة خليجية، وأعتقد أن القيادة المصرية تنظر إلى هذا الأمر بشكل جدي، وترفض ضغوط كبيرة عليها للإنضمام إلى هذا التحالف وتشكيله.

هل من مصلحة مصر ان تدخل في صراع مع إيران برغبة إماراتية سعودية اسرائيلية أمريكية وهي التي تجنبت سابقا الدخول في حروب بالوكالة؟
بالتأكيد مصر ليس لديها أي مصلحة في الدخول في صراع مع إيران على الرغم من عدم وجود علاقات بين مصر وإيران منذ فترة طويلة، إيران ليست عدوة لمصر وبالتالي مصر ليس لها مصلحة في الدخول في صراع معها سواء أكان عسكريا أو غيره، ولكن أعتقد أن القيادة المصرية ترى أن الأمن القومي العربي مهدد بسبب التصرفات الإيرانية وأنها تتريث بشكل كبير حول تكوين تحالفات ذات طابع عسكري في مواجهة إيران، مصر دولة كبيرة ولديها الجيش العاشر على مستوى العالم وبالتالي هي قادرة على حماية التراب المصري، ولكن الضغوط العربية أعتقد أنها لن تؤثر بشكل كبير على هذا الأمر، ربما تقبل مصر ببعض التعاون العسكري مع الدول العربية، ولكن إنضمام إسرائيل إلى أي تحالف عسكري فأعتقد أن الإدارة المصرية تنظر إلى هذا الأمر بشكل يمثل تهديدا خطيرا لسيادة مصر وصورة مصر في المنطقة العربية، وبالتالي أعتقد أنها ستتريث كثيرا في الانضمام إلى تحالف عربي يكون من ضمنه إسرائيل، رغم الضغوط التي تمارسها الدول العربية، لكن أعتقد أن مصر قادرة على إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here