سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. بعد مفاوضات طويلة وصعبة تجاوزت بكثير الموعد المحدد، أختتم مؤتمر الأطراف حول المناخ “كوب27″ ، بعدما أقر نصا كان محور نقاشات محمومة لإنشاء صندوق لتعويض الدول الفقيرة المتضررة من التغيّر المناخي من دون إعادة تأكيد أهداف جديدة لخفض إنبعاثات الغازات الدفيئة ، وأُقر الإعلان الختامي الكثير من التسويات، لخفض سريع لإنبعاثات الغازات الدفيئة من دون تحديد أهداف جديدة مقارنة ب”كوب26” العام الماضي في غلاسغو، وأسف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لكون مؤتمر الأطراف فشل في وضع خطة “لخفض الإنبعاثات بشكل جذري، وأكد أن “كوكبنا لا يزال في قسم الطوارئ، و نحتاج إلى خفض جذري للإنبعاثات الآن وهذه مسألة لم يعالجها مؤتمر المناخ هذا.

وفي حواره مع “أفريقيا برس” أكد النائب حسام الخولي رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن أنه على الدول المتقدمة والغنية تحمل تكلفة تنفيذ المشاريع التي ترمي لحل أزمة المناخ خاصة وأنها هي المتسببة في تلك الأزمة منذ البداية ، كما أكد أن التهرب من المسؤولية سيزيد من حجم الأزمة وصولا إلى نقطة لا تجدي فيها أي حلول نفعا خاصة وأن الأزمة تزداد يوما بعد يوم.
كانت الخلافات والتباينات في الآراء بين الدول المشاركة في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ واضحة واستمرت النقاشات ليوم الأحد عوضا عن إختتام القمة يوم الجمعة كما كان مقرر لها، أين كان موطن الخلاف؟
حلول مشكلة المناخ معروفة ولكنها مكلفة جداً ، و بالتالي الدول المتقدمة هي من يجب أن يدفع التكلفة لأنها هي التي أثرت على المناخ ، و المشكلة هي من الذي يجب أن يدفع التكلفة و كيفية الدفع وهل هناك إستعداد لدى تلك الدول للدفع ، و الخلاف دائما حول طريقة الدفع ومن سيدفع أكثر ، و كل الدول تضررت بسبب أزمة المناخ ولكن الدول الأفريقية والنامية هي الأكثر تضررا على الرغم من أنها لم تكن السبب حول أزمة المناخ ، و أثناء حضوري قمة المناخ شبهت الأمر بوجود شخص غني و لكنه بخيل ذهب إلى الطبيب فأخبره أن عليه أن يدفع 100 دولار لشراء الدواء ، ولكن كونه بخيل لم يدفع حتى تملك منه المرض، حينها كان مستعدا لدفع كل ما لديه حتى ينقذ حياته ، وهذا ما يحدث لنا فهناك حالة بخل شديدة من الدول المتسببة في أزمة المناخ ، مع أنها تدفع الكثير من الأموال في حروب و مؤامرات ، والخوف هنا هو الوصول لوقت لا ينفع فيه حتى دفع الأموال لإنقاذ الوضع ، وهذه هي المعضلة من الذي يتحمل التكلفة وعدم الهروب منها.
الإتحاد الأوروبي أعرب عن خيبة أمله من الإتفاق حول الإنبعاثات الغازية الذي تم التوصل إليه في المؤتمر، ماذا كانت توقعات أوروبا؟
توقعات الإتحاد الأوروبي هي العمل على أزمة الكربون ، وهناك الكثير من المشروعات التي تم تنفيذها لحل مشكلة التلوث البيئي وأزمة المناخ ، وهذا يتطلب تكلفة كبيرة وعدم إستخدام الوقود ، مثل الفحم مثلا فحتى الدول الأوروبية إتجهت نحو عدم إستخدام الفحم ، و مع الحرب الروسية الأوكرانية تغير الوضع خاصة مع قدوم الشتاء ، حتى التوقيت العالمي صعب جدا مع الحرب الروسية الأوكرانية ، ولكن نتائج قمة المناخ في رأيي كانت رائعة ، لأن الملفات كانت واضحة ، ومصر قدمت ملفات إحترافية واضحة جدا ومحددة ، وبالتالي أنا أتخيل أن النتائج ستكون جيدة ، و الإتحاد الأوروبي صرح بخيبة أمله لأنه رأى أنه هو فقط من يتحمل التكلفة ، بينما الكثير من الدول المتقدمة والغنية تهربت من الإلتزام ، فيجب أن يتم توزيع التكلفة على الجميع وليس الإتحاد الأوروبي فقط ، فعلى جميع الدول المتقدمة المساهمة في تحمل تكلفة حل أزمة المناخ ، وهذا وضع عالمي، كما أن الوضع الإقتصادي العالمي سىء جدا.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر كذلك عن أسفه لكون المؤتمر فشل في وضع خطة لخفض الإنبعاثات بشكل جذري، ما الذي حدث حتى تكون إستنتاجات غوتيريش بهذا الشكل؟
من وجهة نظري الحلول موجودة و الإلتزامات موجودة والقيمة المالية و التكلفة العالية لمن تسبب في الأزمة ، و هو من يتسبب في زيادتها بشكل أكبر كل يوم ، وسبب الإستياء وهذا التصريح هو التهرب من هذا الإلتزام ، وإذا إستمر هذا الوضع المأسوي فبعد 50 أو 100 عام وزيادة الأزمة فلن يجدي أي حل لإنهاء تلك الأزمة حتى لو تقدمت الدول الغنية لتحمل التكلفة ، لأن ملف المناخ والأزمة ستتغير و لن نتمكن من العودة بالزمن ، فهناك فرق بين إمتلاك القدرة على الحل والمضي لحلها و تجاهلها حتى تصبح أسوأ ، و الهدف هنا تقليل الخطورة أو تأجيلها بقدر المستطاع ، لكن الوضع الحالي لا يبشر بذلك ، و الفرق في تلك القمة عن القمم السابقة هي أن المشاريع أصبحت واضحة ومدروسة وهذه نقلة كبيرة.
هل أعاقت مصالح البلدان الغنية بالنفط والغاز محادثات مؤتمر المناخ؟
لا أتفق مع ذلك ، فالبلدان التي تمتلك تلك الإمكانيات لديها إستثمارات قوية جدا في الطاقة البديلة ، ولديها الموارد المالية لإستخدام الطاقة النظيفة ، مع العلم أننا حتى في حالة وجود البدائل لن نستغني عن البترول غدا ولا حتى خلال فترة زمنية قصيرة ، فحتى الدول البترولية الغنية لديها الإمكانيات للدخول في إستخدام الطاقة البديلة.
النص المتعلق بخفض الإنبعاثات كان موضع نقاشات حادة، ونددت دول كثيرة بما اعتبرته تراجعا في الأهداف المحددة خلال المؤتمرات السابقة ولا سيما إبقاء إرتفاع الحرارة بـ1,5 درجة، لماذا لم تحل هذه المشكلة التي تهدد كل العالم في حال استمر ارتفاع درجات الحرارة؟
كما ذكرت أن الأمر يتعلق بالتكلفة ومن يتحملها ، و تلك التكلفة تحمل الدول الصناعية الكبرى التي ينتج عنها إنبعاثات ضخمة الكثير من الإلتزامات ، إضافة إلى ضرورة تحمل تكلفة تصحيح الوضع في الدول النامية لحل أزمة المناخ لأننا أمام أزمة عالمية.
البعض إنتقد مصر بأنها لم تعمل كوسيط محايد في النقاشات وأدرجت نصا يحمي بوضوح الدول النفطية وصناعة الوقود الأحفوري دون الاشارة إلى أي خطة للتخلص منه؟
دور مصر كان محدد ومنظم جدا ، ومصر قدمت الملفات بحرفية قوية جدا ، ومصر دائما تتحدث بلسان جميع الدول النامية و الأفريقية ، فمصر لم تنظر أبدا لمصلحتها فقط ، وبالتالي نحن لا نتحدث عن مصلحة دولة واحدة بل عن مصلحة الجميع ، وتلك الدول لا تستطيع تحمل التكلفة خاصة و أنها ليست المتسببة بها ، كما أن إمكانياتها المادية قليلة لذا يجب أن تكون هناك مساعدة لتلك الدول ، أما عن الوقود الإحفوري فلا يوجد هناك ملف دون دراسات عميقة ، و لكن كما ذكرت الأزمة حول التكلفة ، والإستعداد لتحملها من أجل إستمرار الحياة ، و هذه نقطة خطيرة جدا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس