خبير مصري: مناورات حارس الجنوب تعكس المخاوف المصرية تجاه كل الحدود

13
تعاون عسكري مصري سوداني يوجه رسائل عدة لأديس أبابا و جهود لتأمين الحدود
تعاون عسكري مصري سوداني يوجه رسائل عدة لأديس أبابا و جهود لتأمين الحدود

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. جاء إعلان الجيش المصري عن إنطلاق مناورة حارس الجنوب – 2 مع نظيره السوداني، للتدريب بهدف تأمين الحدود ومكافحة التهريب والتسلل، لتطرح العديد من الآراء حول تلك الخطوة، فيرى البعض أن هدفها هو تأمين الحدود المشتركة بين الجانبين ضد تسلل الجماعات الإرهابية و يرى آخرون أن الهدف هو توجيه رسالة مباشرة لأثيوبيا حول وجود الخيار العسكري على الطاولة في حال إستمرار تعنتها، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد في الحوار الصحفي التالي:

بدأ الجيش المصري، مناورات مشتركة مع الجيش السوداني تحت عنوان “حارس الجنوب 2″، لتأمين الحدود ومكافحة التهريب والتسلل، هل هناك مخاوف مصرية تجاه الحدود الجنوبية المشتركة مع السودان؟

بالتأكيد هناك مخاوف مصرية تجاه الحدود الجنوبية المشتركة مع السودان وتجاه الحدود الغربية مع ليبيا وتجاه كل الحدود المصرية ، سواء على البحر المتوسط أو البحر الاحمر وكل الحدود الإستراتيجية المصرية ، و بالتأكيد القيادة المصرية والقوات المسلحة المصرية تتحسب كثيرا لعمليات التسريب والتسلل من عناصر خارجة عن القانون تهدد الأمن القومي المصري سواء من قبل الجماعات الإرهابية أو جماعات التهريب ، أو الجماعات التي تتسلل إلى داخل الحدود المصرية وتقوم بأعمال خارجة عن القانون أو أعمال تخريبية ، وبالتالي لابد أن تكون قوات حرس الحدود المصرية على جاهزية تامة لمواجهة عمليات التهريب ، سواء عمليات تهريب أو تسلل للعناصر الإرهابية.

هل مناورات “حارس الجنوب” بما يوحي به اسمها هي أولوية أمنية مصرية أكثر من كونها سودانية، لأن حدود “جنوب مصر” هي في الحقيقة حدود “شمال السودان”، كان يمكن تسميتها “حارس الحدود” على سبيل المثال؟

بالتأكيد الجيش المصري يتقدم على الجيش السوداني من الناحية العسكرية بشكل كبير للغاية ، وترتيب الجيش المصري الثاني عشر على مستوى العالم ، وبالتالي لديه القوة والجاهزية لمواجهة كافة التحديات ، بالإضافة إلى أن لديه جميع الإمكانيات سواء الإمكانيات العسكرية أو الإمكانيات الخاصة بالجنود والعناصر البشرية ، وبالتالي أعتقد أن تسمية تلك المناورات بحارس الجنوب ، يأتي في الأساس لحماية الحدود الجنوبية المصرية بالإشتراك مع القوات السودانية في شمال السودان ، وبالتالي فإن تأمين الحدود هو أولوية مصرية ، لأن الذي يقوم بالتهريب يقوم بالتهريب من السودان إلى مصر ، لأن مصر لديها سوق أكثر من مائة مليون مصري ، بالإضافة إلى العوائد الكبيرة التي يتم جنيها من جانب الإرهابين و من جانب العمليات التي تقوم بها عصابات التهريب ، وبالتالي فهذه أولوية من جانب القوات المسلحة المصرية.

ماهي المخاطر التي تواجهها مصر من حدودها المشتركة مع السودان؟

المخاطر التي تواجهها مصر من حدودها مع السودان هي بالأساس مخاطر تسلل العناصر الإرهابية ، السودان كانت في الماضي ملجأ لجميع العناصر الإرهابية ، سواء من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ، أو من عناصر إرهابية أخرى من أفريقيا وغيرها ، وبالتالي نحن نعلم أن السودان كانت لديها معسكرات لتدريب الإرهابيين خلال أيام عمر البشير ، والعناصر التي شاركت في محاولة إغتيال الرئيس الراحل محمد حسني مبارك كانت موجودة في السودان ، وبالتالي فإن الجيش المصري وقوات حرس الحدود المصرية تتحسب جيدا لهذا الأمر ، بالإضافة إلى عصابات التهريب التي تقوم بتهريب الممنوعات من الحدود الجنوبية المصرية مع السودان.

كشفت تحقيقات أمنية سابقة أن تحركات مسلحي داعش والقاعدة في سيناء مرتبطة بقواعد خلفية لهم في السودان، هل يمكن أن تكون مناورات “حارس الجنوب” ضمن جهود مصر لتوسيع الحزام الأمني لمحافظة سيناء والتضييق على تحركات عناصر داعش؟

بالتأكيد هذه المناورات وهذه التدريبات تأتي كعملية وقائية يقوم بها الجيش المصري وحرس الحدود ، لمواجهة أي عناصر إرهابية تكون موجودة في السودان أو في أفريقيا وتتسلل إلى الحدود المصرية عن طريق شمال السودان ، وتأخذ طريق البحر الأحمر وصولا إلى سيناء ، وبالتالي فإن الجيش المصري والمخابرات المصرية لديها معلومات كاملة عن هذا الأمر ، وبالتالي فإنها تقوم بتلك التدريبات كتدريبات وقائية لحماية الحدود الجنوبية ، ولمواجهة أي أمر طارئ من أي عناصر إرهابية تقوم بالتسلل من السودان إلى الحدود المصرية.

شهد العامان الماضيان زيادة في وتيرة التدريبات العسكرية المصرية السودانية مثل مناورات “حماة النيل”، هل هذه المناورات المشتركة مرتبطة بالتوترات مع إثيوبيا في ملف سد النهضة؟

بالتأكيد التحديات التي تواجه مصر هي التي تواجه السودان بخصوص أزمة سد النهضة ، مصر والسودان ستتضرران بشكل كبير من بناء سد النهضة و إكتماله وحجز المياه عن كل منهما ، بالإضافة إلى أن هناك أخطار تهدد السودان إذا ما حدث إنهيار للسد ، وبالتالي لابد من وجود تنسيق للأمور والمشاورات والجهود بين مصر و السودان لمجابهة أزمة سد النهضة ، وأعتقد أنه كان هناك تعاون و تشاور مستمر بين الجانبين ، وربما هذا لم يكن يحدث أيام عمر البشير الذي كانت له خلفية إخوانية ، ولكن أعتقد أنه بعد قيام الثورة السودانية وخلع عمر البشير ، أعتقد أن التنسيق زاد بشكل كبير بين الجانب المصري والسوداني لمواجهة تلك الأزمة ، والمناورات التي كانت تسمى حماة النيل كانت رسالة واضحة للجانب الأثيوبي بأن المصير مشترك بين كل من مصر و السودان ، وأن الدولتين لن تسمحا بأي ضرر يلحق بهما من جراء إستمرار أثيوبيا في بناء سد النهضة.

هل يمكن أن تؤدي التحركات العسكرية المصرية السودانية المشتركة إلى إستفزاز أثيوبيا أمنيا؟

هذه التدريبات ليست موجهة للجانب الأثيوبي بشكل كبير هي مجرد رسالة لإثيوبيا وغيرها ، بالإضافة إلى أن تلك التدريبات تحديدا هدفها الأساسي هو حماية الحدود الجنوبية لمصر والشمالية للسودان من العناصر الإرهابية وعمليات التهريب التي ربما يحاول البعض القيام بها ، وليست موجهة لأثيوبيا بأي شكل من الأشكال ، وأعتقد أن الأمور الآن مستقرة بخصوص أزمة سد النهضة ، الجانب الأثيوبي ليست لديه القدرة على الإستمرار في ملء السد ، وبالتالي فإن سد النهضة يواجه صعوبات كبيرة ، و حتى الآن لم تحدث أي أزمة بخصوص نقص المياه من جانب مصر و السودان ، ولا توجد أي تهديدات خطرة على الأمن القومي المائي المصري أو السوداني ، ومازال لم ينتقل إلى مرحلة التهديد ، لأن مرحلة التهديد في النهاية ستواجه برد عسكري مصري ، ولكن هذا التحدي تعمل الدولة المصرية على مواجهته بالوسائل السلمية والدبلوماسية ، وإذا لم تفلح فأكيد الوسائل العسكرية موجودة على الطاولة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here