زيارة بايدن للمنطقة.. إسرائيل أولا والنفط ثانيا

34
زيارة بايدن للمنطقة.. إسرائيل أولا والنفط ثانيا

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. يبدو أن زيارة الرئيس الأمريكي جون بايدن للمنطقة العربية لم تحقق طموحات واشنطن التي ترمي إليها، فسرعان ما أدرك قادة الدول العربية أن الولايات المتحدة الأمريكية تستهدف تحقيق مصالحها فقط، من خلال تحقيق زيادة إنتاج النفط للتعويض عن النفط الروسي، و حماية مصالحها ومصالح إسرائيل، لكن الاجتماعات خرجت بتوصيات عربية بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، دون تدخل خارجي، فيبدو هنا أن الدول العربية أيضا تسعى لحماية مصالحها السياسية والإقتصادية والعسكرية، والتي تربطها بعلاقات جيدة مع الجانب الروسي، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الناصر منصور في الحوار الصحفي التالي:

عبد الناصر منصور - محلل سياسي وكاتب صحفي
عبد الناصر منصور – محلل سياسي وكاتب صحفي

يرى عدد من المحللين أن بايدن لم يحقق الهدف السياسي أو حتى الإقتصادي من الزيارة.الي الشرق الأوسط ،فهل تتفق مع ذلك؟
زيارة بايدن للمنطقة هي زيارة سياسية إقتصادية عسكرية، لكن نجاحها بنسبة 100% غير وارد على الإطلاق ولكن الهدف من الزيارة هو الدعم السياسي ضد روسيا خاصة فيما يتعلق بزيادة الإنتاج وزيادة تصدير النفط حتى يحد من الأزمة الروسية الأوروبية والأمريكية، خاصة وأن روسيا هي من أكبر الدول المصدرة للنفط والغاز سواء لأوروبا أو لدول أخرى.

ما أهم القضايا التي تم تداولها خلال زيارة بايدن؟
أهم القضايا التي تم تناولها هي القضية الفلسطينية بشكلٍ أساسي، وقضية سد النهضة وإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وهذا كله كان على طاولة المباحثات خلال قمة جدة، التي ضمت دول الخليج العربي إلى جانب مصر والعراق و الاردن في مقابل الولايات المتحدة الأمريكية.

هل الهدف الأمريكي هو استمالة دول المنطقة إلى واشنطن ضد روسيا؟
الهدف الأمريكي الغير معلن هو استمالة واشنطن لدول المنطقة ضد روسيا بشكل يعوض دول المنطقة قلة الواردات من النفط والغاز الروسي الذي كان يمثل نسبة كبيرة جدا لدول أوروبا و أمريكا، إلى جانب حدوث تأييد واضح من دول المنطقة للحلف العربي ضد روسيا، لكن الرد كان واضح من الزعماء العرب أن الحل هو الجلوس على طاولة المفاوضات للتباحث، بدون التدخل في شؤون الدول بأي شكل من الأشكال.

هل تسبب تلك المحاولات الأمريكية قلقا روسيا خاصة وأن روسيا تربطها العديد من العلاقات بدول المنطقة؟
روسيا تعلم جيدا ما تقوم به دول أوروبا و أمريكا في إستمالتهم لدول المنطقة، لكن دول المنطقة يعلمون جيدا أن هذه الحرب ليس للدول العربية أي شأن بها، ولكن الدول العربية تربطها علاقات قوية بكلا الطرفين، وللدول العربية مصالح مع روسيا وأوربا و أمريكا، هناك تحالفات واستثمارات وتعاون عسكري، وتعاون إقتصادي، وعلاقات سياسية قوية، والأمر واضح بالنسبة لزعماء العرب، وهو أن الحل يكمن في الجلوس على طاولة المفاوضات، وليس التوجه نحو الحلول العسكرية، لا من جانب روسيا ولا الجانب الغربي.

يرى البعض أن الزيارة لم تنجح في حسم القضايا الإستراتيجية التي كانت محل نقاش قبل الزيارة مثل: زيادة صادرات النفط من المنطقة وخفض أسعاره، الملف النووي الإيراني، تشكيل حلف عسكري يضم إسرائيل فكيف ترى ذلك؟
أعتقد أن أمريكا تعمل لمصالحها الشخصية وأمن واستقرار إسرائيل، فهي لا تعمل لمصالح الدول العربية أو استقرارها كحليف إستراتيجي، ولكن ما يهم في الأساس هو أمن و استقرار إسرائيل بشكل أساسي في المنطقة، والدعم الذي تريده أمريكا من الدول العربية هو دعم إقتصادي سياسي عسكري، لكن الدول العربية لها مصالحها ولها استراتيجيتها التي تدافع عنها، ولها مصالحها الاقتصادية والعسكرية والسياسية، والقرار نابع بشكل أساسي من الشعوب العربية والقيادات العربية، التي تعمل لمصلحة دولها وليس لمصلحة أمريكا أو روسيا أو أي دولة أخرى.

خلال الزيارة سعى بايدن إلى تحقيق زيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار وتشديد لدغة العقوبات ضد روسيا. كجزء من إعادة ضبط أوسع للعلاقات بين الولايات المتحدة ودول المنطقة فهل يمكن تحقيق ذلك؟
دول المنطقة الناتجة للبترول هي أعضاء في منظمة أوبك، و قرار زيادة الإنتاج لتعويض النقص الذي توقف تدفقه من روسيا هذا أمر غير مقبول، لابد أن يكون القرار صادر من أعضاء منظمة أوبك، وقرار أوبك هو النهائي لزيادة الإنتاج أو خفضه، وليس بقرارات أمريكية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here