سد النهضة.. تطورات الأزمة والمواقف منها

26
سد النهضة.. تطورات الأزمة والمواقف الدولية منها

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. مع استمرار المساعي المصرية لحل أزمة سد النهضة، وجدت مصر نفسها وسط الكثير من ردود الأفعال الدولية المختلفة، رغم كسب تأييد البعض لها ورفض الموقف الأثيوبي، إلا أن الكثير من الدول في منطقة حوض النيل لم تبد أي ردود تجاه القضية، ومع وجود الكثير من الصراعات العالمية الحالية، والتحركات العسكرية التي تهدد العالم بأكمله، لم تعد قضية سد النهضة محل اهتمام دولي وعالمي، ولتبقى الحلول السياسية هي الخيار المتاح الآن أمام مصر والسودان، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الدندراوي في الحوار الصحفي التالي:

عادل الدندراوي، كاتب صحفي ومحلل سياسي

مع المساعي المصرية لحشد حلفاء لها مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي والأفريقي في مواجهة الموقف الأثيوبي، فوجئت القاهرة بردود أفعال بعض الدول بحوض النيل والتي كانت غير مهتمة بالقضية، كيف تقرأ هذا الصمت؟
لا زالت ردود الأفعال الدولية والموقف الدولي من أزمة سد النهضة ترواح مكانها في منتصف الملعب، فرغم المحاولات المصرية ومساعيها الحثيثة لحشد حلفاء، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ودول الإتحاد الأوروبي و الإفريقي وغيرها، لمساندتها في مواجهة التعنت الأثيوبي، إلا أن ردود الأفعال والمواقف الدولية تتبع الطرق الدبلوماسية، وهي أن الإتحاد الأفريقي هو المعني بالأزمة، وبالتالي  مسألة التصعيد غير واردة، ولا يساندها أحد، والتصريحات تتفاوت ما بين تصريحات تتجه إلى الجانب المصري ، وتصريحات أخرى تلائم الجانب الأثيوبي، والمحصلة في النهاية هي أن الأساليب الدبلوماسية هي الغالبة على تلك الأزمة، التي لا يعاني منها إلا الشعب المصري بشكل خاص، ومصر والسودان بشكل عام أي دولتي المصب، وفي النهاية لا بد من حلول جذرية تأخذها الدولتان.

هل تعتقد أن المواقف السلبية التي فوجئت بها مصر ربما يكون سببها الرئيس عدم قدرة مصر على تسويق قضيتها لدى الوسطاء؟
قضية سد النهضة من البداية وتسويقها كان سببها عدم انتهاج سياسة قوية من الجانب المصري، وجاءت تبعاتها مع توقيع إتفاقية سد النهضة، وبالتالي الجانب القانوني توفر للجانب الأثيوبي، وأصبح له اليد العليا في هذه القضية، وبالتالي بنت مصر كل آمالها على وعود وهمية وغير قانونية، وبالتالي تسويق القضية لدى الوسطاء الدولية كان ضعيفا.

يرى البعض أن الإدارة الأميركية أعطت أولوية لملفات أفريقية أخرى، وصفتها بأنها أكثر إلحاحاً في الوقت الراهن، في مقدمتها ملف الأزمة في السودان فهل تتفق مع ذلك؟
الإدارة الأمريكية دائما ما تتجه نحو قضية سد النهضة بشكل خاص، وإعطاء الأولولية للحل تحت قيادة الإتحاد الأفريقي، وبالتالي انتهاج سياسات وسطية لا ترقى إلى التصعيد العسكري، لأنها ترى أن التسوية يجب أن تسير في  هذا الإتجاه، وبالتالي لديها إشارات محددة وخطوط حمراء تجاه مصر والسودان في عدم التصعيد، وما يظهره الجانبان المصري والأثيوبي هو انتهاج لما يؤدي لمصلحة كل منهما، أي أن مصر تسعى إلى توقيع إتفاق ملزم، وأثيوبيا ترى أنها لن تسبب أي ضرر لدولتي المصب مصر والسودان، وبالتالي يجب أن يتم  التعاون في إتفاقات جديدة، طالما أنه لا ضررا للدولتين، إلا أن المتضرر الوحيد و الكبير هي مصر، على الجانب الزراعي والتنموي، حيث أن نهر النيل هو شريان الحياة للشعب المصري.

هل تتوقع وجود تحركات عسكرية مصرية سودانية كحل لإنهاء الأزمة؟
التحركات العسكرية المصرية والسودانية ليست مطروحة على الإطلاق، وهذا أمر حسمه الجانب المصري، لأنه لا حل عسكري في أزمة سد النهضة، وهو أمر أتوقع أن يكون صحيحا طالما أن الرأي العام الداخلي يسير وفق منهج الدولة، وبالتالي الأزمة سترواح مكانها، حيث أن الجانب الأثيوبي هو الجانب الأقوى في المفاوضات، وهو الجانب الأكثر قوة من الناحية القانونية.

عبرت بعض الدول الأفريقية، في مقدمتها أوغندا ورواندا، عن تحفظها بشأن توظيف مثل تلك التحركات العسكرية  في الصراع الدائر بشأن أزمة السد، مؤكدة أن مثل تلك التحركات قد تؤدي إلى مزيد من التوتر في القارة فكيف تقرأ ذلك؟
عدد كبير من الدول الأفريقية لا تؤيد توظيف التحركات العسكرية في الصراع الدائر بسبب أزمة سد النهضة، وهو أمر يكاد يكون متفق عليه من جميع الأطراف، في أن مفاوضات سد النهضة هي مفاوضات سلمية، وهناك أطر قانونية ودولية وأطر حل المنازعات الدولية بطرق دبلوماسية، ليس أكثر من  ذلك، خاصة وأن أثيوبيا أيضا تهدد من جانبها حال العدوان عليها، وبالتالي ليس هناك مجال لأي حروب، وهو أمر قد يكون متفق عليه، والأولوية فقط للتحركات الدبلوماسية والوسطات الدولية.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here