إعداد: سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. تحرص مصر على دعم الاستقرار الليبي منذ بداية الأزمة، فأتجهت إلى إستضافة المؤتمرات الدولية وجمع المتنازعين من القيادات السياسية الليبية على أراضيها في إجتماعات دورية، بهدف تحقيق الوافاق بين كافة الأطراف لحل النزاع، كما إتجهت مصر نحو طرح القضية الليبية بالمحافل الدولية لكسب التأييد الدولي لتحقيق الإستقرار الليبي، وطرد المرتزقة والعناصر الأجنبية المسلحة من داخل ليبيا، كما أكدت مصر رفضها للتدخل التركي والخارجي بالشأن الليبي الداخلي، ووضعت مصر مجموعة من الشروط بهدف إستكمال الإستحقاق الإنتخابي بليبيا , بهدف تحقيق الإرادة الحقيقية للشعب الليبي.
وفي هذا الإطار يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أكرم رحيم في الحوار الصحفي التالي:

مصر تطرح رؤية جديدة حول الإستحقاق الإنتخابي الليبي فما هي تلك الرؤية؟ وحسب رأيكم هل هناك تباين مصري أميركي من الانتخابات الليبية؟ وهل الموقف الأمريكي مع وصول شخصية من بنغازي أم من طرابلس؟
مصر تطرح رؤى جديدة حول الإستحقاق الإنتخابي الليبي ، فمصر تسابق الزمن لإنجاز ملف الإنتخابات الليبية ، والتي تجرى في 24 ديسمبر المقبل، حيث يلقى هذا الملف أهمية كبرى لدى القيادة السياسية المصرية، خاصة وأن مصر لديها رؤية كبيرة في تحقيق الإستقرار داخل ليبيا، وهناك دولتين محوريتين لمصر هما ليبيا و السودان ، فإستقرارهما هو إستقرار لمصر ، و شاركت القاهرة وبقوة خلال السنوات الماضية في تحقيق الإستقرار الليبي الداخلي ، ووقف المعارك التي كانت ما بين الأطراف المتنازعة، وتمكنت بمساعدات دولية من تشكيل اللجنة المشتركة 5+5، بمشاركة الأمم المتحدة للوصول إلى حكومة توافقية بقيادة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، و الإنتخابات الليبية تمثل لمصر محورا أساسيا، خاصة وأن مصر ترى أن الإستقرار الليبي من الملفات الهامة بالنسبة لمصر، إذ تساعد مصر على وقف الحرب بين الأطراف المتنازعة، وتشكيل الحكومة الليبية، والقيادة المصرية تدعم وبشدة المسار السياسي وصولا إلى إجراء الإنتخابات في موعدها ، إلى جانب خروج المرتزقة من ليبيا ، ومصر دائما تحث على عدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي الذي يستهدف تأجيج الإنقسامات الداخلية بين صفوف الشعب الليبي، و هناك عدة مؤتمرات عقدها وزير الخارجية المصري سامح شكري مع الرئيس الفرنسي ماكرون، ووزير الخارجية الفرنسي ورئيس الوزراء الفرنسي ، وكذلك تم عقد إتفاق بين الجانب المصري ووزير الخارجية الأمريكي مع زيارة مبعوث الوفد الأمريكي ، ثم زيارة سامح شكري إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأثنى الجميع على ما يقوم به الجانب المصري في ملف القضية الليبية ، والسعي المصري يهدف لإجراء الإنتخابات الليبية في موعدها ، فالولايات المتحدة الأمريكية تتفق مع الجانب المصري لتحقيق الإستقرار الداخلي في ليبيا وإجراء الإنتخابات الليبية في موعدها، كما أن مصر تتفق مع واشنطن في فكرة إخراج المرتزقة من ليبيا والقوات الأجنبية التي تهدد أمن وسلامة العملية الإنتخابية ، من جهة أخرى فالموقف الأمريكي لا يهتم بأن يكون المرشح من طرابلس أو من بنغازي أو من أي مكان في ليبيا، وكل ما يهم الجانب الأمريكي هو تحقيق المصالح الأمريكية، فأمريكا يهمها في المقام الأول المرشح الذي يحقق مصالحها ويتوافق مع الرؤى الأمريكية وخاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية في حاجة إلى النفط الليبي والدخول في الإعمار كشريك بعد الإنتخابات الليبية.
القاهرة تبدي قلقها من إجراء الانتخابات الليبية، في 24 ديسمبر بسبب وجود القوات التركية، والمقاتلين السوريين وتعتبر ذلك يؤثر على نتيجة الإنتخابات. هل هذا هو السبب الحقيقي أم هناك أسباب أخرى؟
القاهرة تبدي قلقها حول الإنتخابات الليبية بسبب وجود القوات التركية والمقاتلين السوريين، واعتبرت مصر أن ذلك يؤثر على نتيجة الإنتخابات، الجانب المصري يريد تحقيق الإستقرار داخل ليبيا خاصة في ظل ما تعانيه ليبيا من إنقسامات حقيقية، لكن الجانب التركي يحاول بقدر الإمكان أن يلعب دورا في الإنتخابات الليبية، ويريد أن يكون له وجود كما كان له وجود في عدة دول مثل سوريا والعراق ولبنان وعدد من الدول العربية، ولكن الأهم أنه يريد أن يكون له دور حقيقي في ليبيا ، خاصة وأنه ساعد في الفترة الماضية الحكومة الليبية بقيادة السراج في وقف تقدم قوات حفتر من الدخول إلى طرابلس، وعقدت حكومة السراج والجانب التركي العديد من الإتفاقيات المشتركة ، فضلا عن الإتفاق حول دخول عدد من القوات الليبية، مقابل دعم الجانب التركي لحكومة السراج، وتركيا ترى أن الإنتخابات بالنسبة لها تعني لها أهمية كبرى لدعم عناصر الإخوان في ليبيا، رغم أن ذلك يتعارض مع التصريحات السابقة لتركيا بعدم التدخل في الشأن الليبي، وكان المتحدث بإسم الجيش الليبي قد ذكر أكثر من مرة أن تركيا لها وجود حقيقي في ليبيا، وأن الجانب الليبي يخوض حربا حقيقية مع تركيا منذ 2014 ، خاصة أنها دعمت الحكومة السابقة وقامت بشحن أسلحة كثيرة إلى هذه الحكومة ، ودعمت مشروع الإخوان لتحقيق مصالح مشتركة داخل ليبيا، و كل ما يهم الجانب التركي هو دعم المرشح الإخواني، مما يضمن تحقيق المصالح التركية في ليبيا خاصة وأن عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين متواجدين في تركيا، ومصر تخشى تأثير الجانب التركي على الإنتخابات، وتخشى تركيا أن يفوز مرشح يتعارض مع مصالحها ولا يحقق لها طموحها داخل ليبيا.
منذ إجتماع باريس ومصر تقود حملة إتصالات ومباحثات لحشد موقف دولي موحد للضغط على تركيا لإخراج العسكريين التابعين لها من ليبيا قبل البدء في الإستحقاقات الإنتخابية لكن على ما يبدو هذه المساعي لم تترك تأثيرا كبيرا على الأرض ، إستمرار بقاء التوقعات العسكرية لكل طرف في مكانه هل تعتقد أنها ستلزم الخاسر في الانتخابات بقبول النتيجة وعدم اتهام الطرف الثاني بالتزوير ؟ وماهي الضمانات بعدم التأثير على مسار الانتخابات؟
مصر تخوض حملة كبيرة ومباحثات دورية ومحلية لإخراج المرتزقة والعسكريين من ليبيا، إلا أن هذه المساعي لم تحدث تأثيرا، ولا شك أن مصر تسعى إلى دعم الإستقرار الليبي، وسعت بشتى الطرق للوصول إلى الإستحقاق الإنتخابي المنتظر في 24 ديسمبر، وهذا يشكل دعما للإستقرار الليبي، ومصر تخشى فقط تأثير الجانب التركي على الإنتخابات، ودعم مرشح بعينه يتوافق مع مصالحها، ولكن أعتقد أن هذه الإنتخابات تلقى دعما كبيرا من الجانب المصري والأمريكي والفرنسي الأمم المتحدة وأفريقيا، لتحقيق الإستقرار الليبي ومصر لا تدعم مرشحا بعينه، وكل ما تريده مصر هو تحقيق الإستقرار الليبي. وعدد المرشحين للإنتخابات الليبية نحو 1500 مرشح، تم قبول أوراق 98 مرشحا منهم بعد فحص أوراقهم، وسوف تأتي موافقات عقب إغلاق باب الترشح ، والمرور عبر النائب العام و مصلحة الجوازات والأمن العام وغيرها من الجهات المعنية ، وأشهر المرشحين للإنتخابات الليبية هو رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة ، واللواء خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، وسيف الإسلام القذافي وهؤلاء هم أشهر المرشحين، وبعد الموافقة والفلترة سوف يتم تصفية المرشحين وصولا الي المرشحين للإنتخابات، ثم يأتي رأي المواطن الليبي وهو الأهم لإختيار المرشح الناجح في العملية الإنتخابية.
يرى البعض أن عدم حسم القاهرة لبعض الأمور المتعلقة بمستقبل ليبيا، مع المكونات الليبية، يعد سبباً رئيسياً في موقفها غير المتحمس لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد فما رأيك في هذا الإتجاه و ما هي تلك الأمور العالقة؟
القاهرة سعت وبشكل كبير إلى خروج ليبيا من المأزق الذي تعيشه الآن، وتحقيق طموح الشعب الليبي في أن تكون دولته مستقلة، والقاهرة تريد وبشكل كبير تحقيق الإستقرار داخل ليبيا، حيث دعت كافة الأطراف الليبية وصولا إلى الإستحقاق الإنتخابي، كما أنها ساعدت كافة الأطراف الليبية ودعتهم أكثر من مرة في القاهرة، لتحقيق التوافق الليبي، وكل ما يهم القاهرة هو تحقيق الإستقرار الليبي، وأن يكون لدولة ليبيا رئيس يحظى بقبول في الشارع الليبي، وبرلمان مستقل يحدد مستقبل الدولة الليبية، دون أي تدخل خارجي وإخراج المرتزقة الليبين، الذين يشكلون خطرا على إستقرار الأمن الداخلي الليبي.
تحدثت مصادر اعلامية عن فتح القاهرة لقنوات اتصال مع وزير الداخلية الليبي السابق فتحي باشاغا، والذي تقدّم بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية هل مصر تخلت عن عبد الحميد الدبيبة ؟ وهل القاهرة تناور مع أكثر من مرشح في ظل دعم ترشيح المشير خليفة حفتر وعقيلة صالح و سيف الاسلام القذافي؟
كل ما يهم الجانب المصري هو أن يكون لدولة ليبيا مرشحا توافقيا، القاهرة لا تدعم مرشحا بعينه وإنما تريد تحقيق الإستحقاق الإنتخابي وفقا لرأي الشارع الليبي وتحقيق إرادته الحرة، وطبقا للقانون الليبي، وقائمة المرشحين لإنتخابات للرئاسة الليبية تشمل قيادات سياسية و ضمت عسكريين وفنانين، وضمت أيضا كتاب وشعراء و رجال ونساء، ولكن في النهاية الذي سيحظى بالقبول هو من لديه رؤية سياسية ودولية وقدرة على تحقيق الإستقرار الليبي، وتحقيق مصالح الشعب الليبي، واللجنة العسكرية وصلت إلى تونس للنظر في إخراج المرتزقة من ليبيا، لأن ما يهم الشارع الليبي هو تحقيق الإستقرار الليبي، ومصر لا يعنيها مرشحا بعينه، ولكن من سيحظى برضى وقبول الشارع الليبي هو من سيحظى بثقة الجميع.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس