عودة الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي

19

حوار: سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. مع عودة جلسات الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، هناك العديد من الملفات المستهدفة خلال اللقاء الثنائي بين البلدين، والذي سيتضمن كافة أوجه علاقات التعاون الثنائي ومجالات العمل وتعزيزها خلال الفترة المقبلة على ضوء العلاقات القوية والمتشعبة بين البلدين الصديقين، فضلاً عن التباحث حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وذلك في إطار مواصلة التشاور مع الجانب الأمريكي في أبرز ملفات التعاون المُشترك والتنسيق بين البلدين

وأكدت الخارجية الأمريكية أن مصر شريك حيوي للولايات المتحدة، وأن واشنطن ملتزمة  بتقوية الشراكة مع مصر والتي استمرت أربعين عاما من خلال تعزيز التعاون الأمني والنهوض بحقوق الإنسان وتنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية الهامة، ويمثل هذا الحوار الاستراتيجي فرصة للنهوض بكل مجال من مجالات التعاون لتحسين حياة الأمريكيين والمصريين على حد سواء.

من جهة أخرى هناك العديد من الملفات المطروحة بين البلدين من خلال تعزيز التعاون السياسي والأمني والأقتصادي، إضافة إلى بحث قضايا المنطقة العربية والتهديدات التي تواجه المنطقة من انقسامات وصراعات وتهديدات امنية، كما أن ملف سد النهضة يأتي على أجندة اللقاء بين البلدين، ووضع خطط للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف مع المحافظة على الحقوق المائية لدول المصب.

وفي هذا الإطار يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي عبد الناصر منصور في الحوار الصحفي التالي.

عبد الناصر منصور – محلل سياسي وكاتب صحفي

كيف تقيم العلاقات المصرية الأمريكية من حيث حجم العلاقات الإقتصادية والعسكرية والمساعدات المالية من قبل الجانب الأمريكي إلى الجانب المصري؟

العلاقات المصرية الأمريكية هي علاقات استراتيجية في كافة المجالات، خاصة في المجال الإقتصادي والعسكري وحتى من جانب المساعدات الإقتصادية والعسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية لمصر، العلاقات ممتدة و مبنية على أسس وقواعد سليمة تزداد وتزدهر يوما بعد يوم، الحوار مستمر ودائم ويهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في المجالين الإقتصادي والعسكري، وهناك مناورات عسكرية بين الجانبين المصري والأمريكي، فمناورة النجم الساطع عادت مرة أخرى، وحجم التجارة والإستثمار يزداد يوما بعد يوم، وهو ما يؤكد عمق العلاقات بين الدولتين.

بناء على مخرجات الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا، كيف ترى الترتيبات الخاصة في المنطقة العربية والدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في سوريا وفلسطين ولبنان؟
العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تزداد من خلال مخرجات الحوار الاستراتيجي،  بهدف دراسة الترتيبات الخاصة بالمنطقة وإيجاد حلول عملية خاصة في فلسطين وسوريا والعراق، وأعتقد أن مصر لها دور كبير في هذه القضايا ومتواجدة بقوة، ومصر تهدف من  الحوار الاستراتيجي بتحقيق المشاركة الأمريكية في كافة القضايا بالمنطقة، خاصة وأن مصر رؤيتها مسموعة لدى المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية،  وأظن أن آخر ما قامت به مصر هو الانشغال يما يحدث في ليبيا، والتأكيد على ضرورة  إجراء الانتخابات البرلمانية في ديسمبر القادم، من خلال اللقاء المشترك بين الزعيمين المصري والفرنسي، و  هناك تشاور في كافة القضايا الخاصة بليبيا، خاصة وأن  صوت  مصر مسموع لدى كافة الجهات سواء كان على المستوى الأوروبي أوالأمريكي أوالامم المتحدة ، كما أن لها دور مهم في حل كافة المشكلات السياسية والصراعات التي تحدث في بعض الدول سواء كان في سوريا أو في العراق أو لبنان أو في فلسطين أو في غيرها من دول المنطقة.

كيف يمكن أن تلعب مصر دورا هاما في الملف الإيراني لتشجيع كافة الأطراف على الحوار والوصول إلى الحل؟
أعتقد أن الوضع في العراق هو أن إيران تحاول أن يكون لها دور فاعل، سواء كان في العراق أو في منطقة الخليج أو في اليمن،  إيران تعمل حساب كبير جدا لمصر، وقوتها العسكرية والدبلوماسية، نلاحظ أن هناك بعض القلاقل التي تحدثها إيران ضد النظام الحالي في العراق مثل محاولة إغتيال رئيس الوزراء العراقي والتي فشلت بحمد الله. وهناك تشاور مستمر مع كافة الأطراف الإقليمية، حيث تحاول مصر مع العديد من الدول تحجيم دور إيران في المنطقة بما لا يضر بمصالح الدول العربية، حتى لو كان هناك محاولة لبعض الدول لعمل حوار مع إيران لحل المشكلات، سواء كان في اليمن او في العراق ، لكن لن يكون ذلك على حساب المنطقة العربية. 

كيف ترى الموقف الحالي الأمريكي حول أزمة سد النهضة وهل يمكن أن تنجح الضغوط الأمريكية على أثيوبيا في إنهاء الأزمة؟
الولايات المتحدة الأمريكية متواجدة منذ بداية أزمة سد النهضة، خاصة مع تمسك مصر حكومة وشعبا بحقها في مياه نهر النيل وهو حق أصيل ولن يتم التفريط في قطرة واحدة من المياه، وقدمت مصر للمجتمع الدولي سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو منظمة الاتحاد الأفريقي الكثير من الحلول البديلة للوضوع الحالي الذي يضر بمصالح الجميع، وهناك محاولات للوصول لحل عادل مع الحكومة الأثيوبية، خاصة وأن أثيوبيا تحاول فرض الأمر الواقع، ولكن في كل الأحوال الولايات المتحدة الأمريكية متفهمة تماما لحق مصر في المياه، وتحاول الوصول لحل أمثل مع الحكومة الإثيوبية حتى لا يحدث تلف لحق من حقوق مصر المائية والاصيلة، وقريبا ستظهر بوادر هذا الإتفاق من خلال الضغوط الأمريكية وبعض الدول والتي يمكن أن يكون لها دور في حل الأزمة،  خاصة وأن القيادة السياسية المصرية وجهت رسائل قوية لكافة الدول والزعماء في كل دول العالم في كافة المحافل الدولية، لإثبات حق مصر في مياه نهر النيل،  وفي نفس الوقت تؤكد مصر على حق أثيوبيا في التنمية لكن دون المساس بالحقوق المائية لدول المصب.

كيف ترى الموقف الأمريكي حول الأزمة الليبية وما الخطط المستقبلية لمصر في القضية الهامة التي تؤثر على مصر والمنطقة العربية ككل؟
مصر حددت موقفها منذ البداية بأن ليبيا لن تكون إلا لليبين، وعدم وجود المرتزقة داخل ليبيا،  ومصر وجهت رسالة قوية من خلال المؤتمر الذي عقد في باريس بالتأكيد على أهمية الإنتخابات التي ستجري في ديسمبر، وطرد المرتزقة من ليبيا،  وقد لاحظنا الترحيب الليبي لمساندة مصر للقضية الليبية، والولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى الوضع الحالي وترى أن من حق مصر تأمين حدودها الغربية، من خلال مساندة ليبيا لتحقيق الإستقرار لتأمين حدودها  الغربية، وحتى لا تحدث قلاقل، وأيضا المجتمع الأوروبي مهتم باستقرار ليبيا، حتى لا تكون بوابة للهجرة غير الشرعية، والتي تهدد أمن المجتمع الأوروبي من خلال دخول هجرات غير شرعية تتسبب في حدوث أزمات هناك، ليبيا أيضا بدأت في أخذ دورها في الاستقرار النفطي، وأصبحت هي رقم 1 في أفريقيا بعد أن تخطت نيجيريا في هذا المجال، وأصبحت تلبي احتياجات المجتمع الدولي، وتحدث استقرارا في أسعار النفط، وهو ما نراه وما سنراه خلال الأيام القليلة القادمة، وبالتالي فإن استقرار ووحدة ليبيا من مصلحة مصر والمجتمع الأوروبي والأمريكي.

بدأت تظهر ملامح دور مصري في بعض التغييرات التي تشهدها المنطقة لاسيما تطورات الوضع في السودان وقبلها تونس كيف تفسر ذلك؟
لو لم تكن مصر قوية ومستقرة سياسيا وإقتصاديا منذ سنوات فلم ولن يكون هناك إستقرار في أي دولة من الدول العربية، أعتقد أن هذا ما لحظناه خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك من خلال الدور القوي لمصر في المنطقة، خاصة وأن مصر عادت أقوى مما كانت عليه في 2011 وأستعادت مكانتها الإقليمية والدولية بشكل أقوى بكثير، وبالتالي أصبح لها تأثير إيجابي في الوصول لحلول لما يحدث من نزاعات ومشكلات داخل الدول العربية، وآخرها في تونس وايضا في السودان الشقيق التي تشهد بعض القلاقل من الجماعات الإرهابية التي تدعم الإنقسام، لكن أعتقد أن مصر لها دور قوي في استقرار الوضع في السودان،  كتأمين للجبهة الجنوبية لمصر، وبالتالي فإن من مصلحة مصر أن تستقر السودان وأن تعود إلى الوحدة والاستقرار وإيقاف العنف هناك، خاصة وأن هناك بعض الدول التي تؤيد عدم إستقرار السودان.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here