كورونا في مصر، بين زيادة الاصابات والجهود الحكومية

42

بقلم: سحر جمال

افريقيا برسمصر. يترقب المصريون الزيادة المستمرة في اعداد الاصابات بفيروس كرونا والتي وصلت لاكثر من الف حالة يومية ووفيات بمعدل 60 حالة يومية ليصل اجمالي اعداد المصابين لاكثر من 158175 حالة اصابة و 8697 حالة وفاة.
هذه الارقام حملت الكثير من القلق في زيادتها اليومية ففي بداية الازمة كان الامر مجرد توقعات وتكهنات اختلفت من شخص لاخر ليختلف الامر مع زيادة الخطر وليصبح المشهد اكثر سوادا مع دخول البلاد مراحل جديدة من الاصابات بالفيروس القاتل الذي اصبح الشبح المخيف بالشارع المصري.

جهود حكومية للسيطرة على الاوضاع

منذ بداية ظهور فيروس كرونا في مصر وزيادة اعداد الاصابات بشكل كبير اتجهت الحكومة المصرية لمجموعة من الاجراءات لاحتواء الازمة تضمنت فرض حظر التجول في المساء ووضع عقوبات على خرق حظر التجوال وفرض غرامات علي المخالفين اضافة لاغلاق المقاهي والمطاعم بشكل تدريجي لتصل في النهاية الى وضع مجموعة من القيود للعمل من خلال منع الزحام وتقليل اعداد العاملين وفرض التباعد الاجتماعي داخل الاماكن المخصصة للطعام وفرض مجموعة من الاجراءات الوقائية والالزام بالاغلاق مساء لتقليل وتيرة الاصابات السريعة واعدادها الكبيرة .

تعليق حركة الطيران

وعلقت الحكومة حركة الطيران في كافة المطارات بهدف منع انتشار الفيروس اضافة لتعقيم الفنادق والمنشآت السياحية خلال فترة تعليق الطيران مع تخفيض عدد العاملين في أجهزة الدولة والمصالح الحكومية بهدف تقليل الاختلاط بين المواطنين الامر الذي شكل تحديا كبيرا امام السياحة والاقتصاد المصري الذي يعتمد على هذا القطاع بشكل اساسي.

الصعوبات الاقتصادية

حظر التجوال واغلاق المطاعم والمطارات والمنشات الترفيهىة امر خلف الكثير من العقوبات الاقتصادية اما المواطنين فتقليل اعداد العاملين واغلاق اماكن العمل زاد من نسبة البطالة بشكل كبير بتلك الفترة خاصة بقطاع السياحة والقطاع الصناعي والتجاري وزاد العبأ على محدودي الدخل والمعتمدين على الاجر اليومي ليكون خطر الفقر والبطالة اكثر صعوبة من خطر الكرونا والحصول على لقمة العيش اصبح هو الشغل الشاغل للمواطنين.

حزمة تحفيز بـ 100 مليار جنيه

وزير المالية محمد معيط أطلق مجموعة من الخطوات للتعامل مع الازمة من خلال حزمة التحفيز التي تم إطلاقها بـ 100 مليار جنيه تم تمويلها من احتياطيات الموازنة العامة للدولة وذلك للحد من آثار تفشي فيروس كرونا كما وجه البنك المركزي البنوك المحلية بعدة اجراءات لتخفيف آثار انتشار فيروس كورونا على الأعمال والأفراد.
كما أمر المركزي البنوك المحلية بتأجيل الاستحقاقات الائتمانية للشركات المتوسطة والصغيرة والمتناهية لمدة 6 أشهر بالإضافة إلى عدم تطبيق عوائد وغرامات إضافية على التأخر في السداد اضافة لإلغاء الرسوم والعمولات المطبقة على رسوم نقاط البيع والسحب من الصرافات الآلية والمحافظ الإلكترونية وزيادة الحدود اليومية للتعامل ببطاقات الخصم والائتمان.

إجراءات الحماية الاجتماعية

اتخذت الحكومة مجموعة من الإجراءات لتخفيف من حدة التداعيات خاصة على الفئات الأكثر ضعفاً والمعرضة للتأثر سلباً بشكل كبير أكثر من غيرها ومن بينها العمالة غير المنتظمة كما اتجهت لحماية الموظفين عن طريق تقليل أعدادهم في أماكن عملهم وتحسين المعاشات لضمان توفير مستوى معيشة مناسب وتوفير مبالغ شهرية كدعم للمواطنين محدودي الدخل خلال فترات حظر التجوال وتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية وحماية الطلاب من خلال استخدام تقنيات التعلم عن بعد وذلك خلال فترة تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات اضافة لتقديم كافة التسهليات للطلاب لمساندتهم.

إعادة العالقين في الخارج

منذ بداية ظهور الجائحة بُذلت جهود لإعادة العالقين في الخارج إلى مصر من العديد من الدول وتنظيم دخولهم الحجر الصحي لتلقي العلاج اللازم والتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس بهدف الإطمئنان عليهم وإعادتهم إلى منازلهم. واطلقت الحكومة رحلاتها الجوية الخاصة لاعادة المواطنين من كافة الدول بشكل يومي الامر الذي مثل خطوة هامة ساعدة على لم شمل الاسر المصرية خلال الجائحة فعلى الرغم من قرارات تعليق الرحلات الجوية الا ان عودة المصريين الى اراضيهم كان قرارا استثنائيا لاقى ترحيبا كبيرا لدى ذويهم.

المبادرات الاجتماعية

قام القطاع الخاص ممثلا في كبرى الشركات والشركات الصغيرة والقطاع الحكومي ممثل في أجهزة الدولة والمؤسسات الدينية وعدد من الإتحادات بالتنسيق فيما بينها بهدف التبرع لصندوق تحيا مصر وتقديم كافة سبل الدعم اللازم سواء للاسر أو للأطقم الطبية للتخفيف من حدة التداعيات السلبية للجائحة عليهم من خلال مبادرة “أهالينا” والتي تدعم الفئات الأكثر تضرراً من تفشي الفيروس الامر الذي نجح وبشكل كبير في تقديم الدعم والتاكيد على الوحدة خلال الازمة.

التعايش مع كرونا

مع اعلان الحكومة الدخول الى مرحلة التعايش مع الفيروس اطلقت وزارة الصحة مجموعة من الإجراءات المخصصة لكل منشأة أو جهة أو وسيلة نقل خلال تطبيق الخطة العامة لكيفية التعايش مع فيروس كورونا من خلال تنظيف وتطهير المكاتب على مدار 24 ساعة والحد من التزاحم ومنع دخول أي شخص للمؤسسة دون ارتداءء الكمامة والحرص على تطهير الحمامات وغلق اماكن الترفيه داخل العمل وتزويد الموظفين والعملاء بمطهرات الايدي وغلق صالات الطعام والتهوية الجيدة وقياس درجات الحرارة لجميع المترددين على المنشأة ووضع مجموعة من الإجراءات الاحترازية الفردية داخل وسائل المواصلات من خلال الزام الجميع بارتداء الكمامات ووضع غرامة تصل لـ 4 آلاف جنيه أوالحبس للمخالفين.

الرعاية الطبية

منذ بداية ظهور فيروس كرونا عالميا رفعت المستشفيات المصرية اقصي درجات التاهب لاستقبال المصابين وانشاء المستشفيات المؤقتة واماكن العزل الصحي وتوفير اقصي درجات الرعاية الطبية والتعقيم المستمر للمسستفيات والادوات الطبية والسرائر وكل المستلزمات الشخصية للمرضى اضافة لاجراء التحاليل الطبية بالمجان والعزل الفوري للمشتبه باصابتهم بالفيروس ونشر التوعية المباشرة وغير المباشرة لكيفية الوقاية من الفيروس.

اللقاح الصيني

واستقبلت وزارة الصحة شحنات لقاح فيروس كورونا من إنتاج شركة (سينوفارم) الصينية حيث أثبت اللقاح فاعلية بنسبة 86% في الوقاية من فيروس كورونا المستجد و99٪ في إنتاج الأجسام المضادة للفيروس و100٪ في الوقاية من الوصول للحالات المتوسطة والشديدة ليمثل الامر انفراجة للمصريين بعد فترة طويلة من الخوف وفقدان الامل اضافة لتوجه الصحة المصرية لدراسة انتاج اللقاح محليا لتغطية كافة المحافظات.
وسط كل هذه الجهود الا ان الخطر مازال قائما والتوعية بخطورة الامر هو السبيل الافضل لدى الدولة التي تعتمد على رفع وعي المواطنين باتخاذ كل الاجراءات الوقائية لحماية انفسهم وابنائهم من هذا الخطر المحدق بالجميع.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here