حوار: سحر جمال
افريقيا برس – مصر. قررت الحكومة المصرية رفع أسعار الوقود للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر. وأعلنت وزارة البترول المصرية زيادة أسعار الوقود، حيث قررت لجنة التسعير التلقائي للوقود رفع أسعار البنزين والسولار 25 قرشا.
وقررت الوزارة تعديل سعر بيع منتجات البنزين بأنواعه الثلاثة وهي: 7 جنيهات للتر البنزين 80، و8.25 جنيهات للتر البنزين 92، و9.25 جنيهات للتر البنزين 95، كما جاءت زيادة السولار 25 قرشا، ليصل سعره إلى 7 جنيهات.
وقررت الوزارة تحديد سعر بيع المتـر المكعـب مـن الغـاز الطبيعـي المـضغوط المـستخدم كوقود للسيارات بمحطة التموين بـ 375 قرشًا للمواصفات العادية. وكانت الحكومة قد قررت في يوليو الماضي رفع أسعار الوقود أيضا وبواقع 25 قرشا للتر.
وتعد زيادة الجمعة الثالثة منذ تأسيس لجنة التسعير في أكتوبر 2019 عقب استكمال إصلاحات اقتصادية وإنهاء تدريجي لدعم منتجات الوقود في إطار برنامج إصلاح مدعوم من صندوق النقد الدولي.
وتعتمد لجنة تسعير الوقود، التي تضم ممثلين لوزارتي البترول والمالية، في قرارها على قياس مستوى الأسعار العالمية للبترول وأسعار الصرف وتكاليف النقل والتشغيل والإنتاج، وتجتمع بشكل ربع سنوي لمراجعة أسعار الوقود، وتحريكها ارتفاعا أو انخفاضا بنسبة 10% أو تثبيتها.

ويتحدث الى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي يسري عبيد للمزيد من التفاصيل حول هذا الأمر في الحوار الصحفي التالي.
ما أسباب لجوء الحكومة الى رفع أسعار الوقود؟
لجأت الحكومة الى رفع سعر الوقود بعد تشكيل لجنة خاصة بالتسعير شكلت بناء على قرار رئيس مجلس الوزراء حيث تجتمع اللجنة كل ثلاثة أشهر وتنظر في سعر البترول عالميا وبالتالى تقر سعر جديد بالانخفاض او بالزيادة وهذه اللجنة تمارس عملها منذ فترة كبيرة حيث يتم رفع سعر البنزين في حدود ١٠% ليأتي قرار رفع سعر البنزين خلال الأسبوع الماضي بناء على الدراسات التي وصلت اليها اللجنة بعد تحليل الاسعار العالمية للبترول واسعار التكلفة والانتاج.
هل سيسبب هذا الارتفاع ضررا على المواطن المصري؟
الحكومة راعت في رفع أسعار الوقود تثبيت سعر السولار والذي يؤثر بشكل كبير على أسعار الخدمات والسلع بالنسبة للمواطنين كما يؤثر سعر السولار على أسعار تعريفة الركوب لسائقي الأجرة ولذلك لم تقم الحكومة برفع سعر السولار ولكن قامت برفع سعر البنزين للسيارات الخاصة لأن تلك الخطوة ستعمل على تخفيف الآثار المترتبة على رفع أسعار الوقود وبالتالي لا تحدث زيادة كبيرة في الخدمات دون التأثير على نسبة التضخم.
كيف سيؤثر هذا الارتفاع في أسعار الوقود على أسعار السلع الاستهلاكية؟
لن يؤثر هذا الإرتفاع بشكل كبير على أسعار السلع الإستهلاكية بل ستكون الارتفاعات خفيفة وربما لن تحدث ارتفاعات في السلع الاستهلاكية على الإطلاق حيث لم تقم الحكومة برفع سعر السولار الذي يدخل في كثير من السلع الخاصة بالمواطنين سواء سيارات الركوب أو الأفران أو الاستخدامات الاخرى الخاصة بالمواطنين وبالتالي تثبيت سعر السولار سيساعد على تثبيت الأسعار.
كيف ستتعامل الحكومة مع الأسواق لضبتها وحماية المواطن من تلاعب البعض بالأسعار بعد زيادة أسعار الوقود؟
عندما قامت الدولة برفع سعر الوقود بـ25 قرش قامت لجان من وزارتي التموين والداخلية بالمرور على مواقف السيرفيس الخاصة بالركاب وعلى بعض الأسواق لمتابعة أسعار السلع الاستهلاكية، وأسعار تعريفات الركوب الخاصة بسائقي الأجرة حتى لا يستغلها بعض التجار وبعض السائقين في رفع الأسعار وبالتالي سارعت الحكومة في نفس اليوم بإرسال لجان لضبط هذه المسألة وفرض عقوبات على المخالفين لحماية المواطنين.
هل تتوقع ارتفاعا مجددا لأسعار الوقود خلال الفترة المقبلة؟
أتوقع خلال الفترة المقبلة أن الحكومة ستلتزم بقرارات لجنة التسعير التلقائي التي أقرتها وبالتالي خلال 3 أشهر ستنظر اللجنة في أسعار البترول عالمياً ونحن نعلم أن الموازنة العامة للدولة كانت تعتمد سعر برميل البترول بـ 60 دولاراً والآن سعر البترول يقترب من 80 دولار، وبالتالي كل هذا ساهم في قرار اللجنة برفع سعر البنزين وربما تنخفض الأسعار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة وبالتالي تقوم اللجنة بخفض أسعار الوقود مرة أخرى.
هل زيادة أسعار الوقود استجابة لتوصيات صندوق النقد الدولي بضرورة أن ترفع مصر الدعم عن المحروقات بشكل تدريجي؟
مصر بالفعل رفعت الدعم عن أسعار الوقود منذ سنوات وهناك أيضا أسعار التكلفة التي تتحملها الدولة، فنحن نعلم أن هناك قفزات كبيرة حدثت في أسعار الوقود نظراً لبرنامج الإصلاح الإقتصادي الذي اقرته مصر منذ أكثر من 5 سنوات حيث وصلت أسعار البترول حاليا إلى سعر التكلفة وبالتالي هو يخضع الآن للأسعار العالمية، والحكومة وعدت بتحرير هذه الأسعار وربما ترتفع او تنخفض بنسبة قليلة بعد التحرر من الدعم الذي كانت تتحمله الحكومة، حيث تهدف الحكومة إلى بلوغ الاكتفاء الذاتي من المواد البترولية عام 2023 حيث سيساهم هذا بشكل كبير في تثبيت الاسعار.