لماذا تسعى مصر للحصول على منظومة صواريخ ألمانية؟

89

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. تسعى مصر في الفترة الأخيرة لتحسين وتطوير أجهزتها الدفاعية والقتالية بكافة أفرع القوات المسلحة، فشهدنا خلال الفترة الماضية الكثير من التعاون العسكري، وعقد صفقات هامة مع مختلف الدول المهمة في مجال تصنيع الأسلحة والمعدات الحربية، ومن أهم تلك الصفقات هي الصفقة المصرية الألمانية التي يتوقع كثيرون أن تضع مصر كرائدة في إمتلاك أحدث وأقوى الأجهزة القتالية والدفاعية بالمنطقة، ويتحدث إلى أفريقيا برس بهذا الشأن الكاتب الصحفي والمحلل السياسي والعسكري يسري عبيد في الحوار الصحفي التالي:

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن الجيش المصري يواصل تعزيز قدراته الأمنية والعسكرية، بالصواريخ والطائرات المسيرة الحديثة، هل ترى أن هناك قلق إسرائيلي من توجهات مصر العسكرية؟
بالتأكيد هناك قلق إسرائيلي كبير من الأنباء التي وردت عن إستلام مصر منظومة صواريخ دفاع جوي ألمانية، حتى شبهها الإعلام الإسرائيلي بأنها تشبه منظومة القبة الحديدية التي يمتلكها جيش الإحتلال الإسرائيلي، وبالتالي فإن إسرائيل تريد أن تكون هي القوى المهيمنة في الشرق الأوسط، وأن تكون هي القوة الأكبر في المنطقة كلها، ولا تريد لدولة سواء مصر أو غيرها أن تنازعها هذه القوة، والدليل ضربها الأهداف في سوريا وشمال العراق، وخوفها من تنامي القوة النووية الإيرانية، وبالتالي فإن إسرائيل قلقة من أي دولة تحصل على أي أسلحة من شأنها التأثير على توازن القوى الذي ترى أسرائيل أنها تمتلكه، بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية.

المنظومة الألمانية التي تحدث عنها الاعلام الاسرائيلي توازي منظومة “القبة الحديدية” التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي إضافة إلى أن منظومة البطاريات الجديدة ستنضم إلى بطاريات الصواريخ الروسية لاعتراض الصواريخ، ماذا يعني ذلك؟
الجيش المصري الآن هو الجيش العاشر على مستوى العالم، وفقا للتصنيف العسكري العالمي، وبالتالي مصر دائما وأبدا تعمل على تطوير القدرات العسكرية المصرية، و مصر ليست دولة معتدية ولكنها تحصل على أحدث الأسلحة للدفاع عن أمنها القومي، لأن التنمية في الإقتصاد والحفاظ على السلام، كل هذا يحتاج إلى قوة عسكرية تحميه، وبالتالي فإن مصر دائما وأبدا تعمل على تحديث وتطوير القدرات العسكرية للجيش المصري، حتى يكون الجيش هو صمام الدفاع عن الأمن القومي المصري ، والأمن القومي العربي ضد أي قوى تحاول تهديد هذا الأمن.

تضم منظومة الدفاع الجوي الألماني نوعين من الصواريخ، التي تُمكن مستخدمها من إطلاقها صواريخ موجهة قصيرة ومتوسطة المدى من البر والبحر والجو، وفقا لاحتياجاته الميدانية، فكيف تقيم تلك الصفقة العسكرية المصرية الألمانية؟
أعتقد أن هذه الصفقة مهمة للغاية للجيش المصري، فمنظومة الدفاع الجوي الألمانية تعتبر متطورة للغاية، لأنها تضم صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، تمكنها من التعامل مع الأهداف التي تحلق على إرتفاعات منخفضة، وتنطلق من مسافات قريبة، خاصة الطائرات المسيرة التي أصبحت تمثل تهديدا عسكريا خطيرا، لعدم قدرة المنظومات الدفاعية الموجودة حاليا على التعامل معها، وبالتالي فإن هذه المنظومة تضم نوعية من الصواريخ تمكن مستخدمها من إطلاقها سواء صواريخ موجهة قصيرة المدى أو متوسطة المدى، سواء من البر أو البحر أو الجو، إضافة المحطات الرادار ومراكز القيادة والسيطرة، كما أنها تحتوي على صواريخ موجهة قصيرة المدى جو جو و الطائرات الحربية، وهذه المنظومة دخلت الخدمة في عام 2005، و يستخدمها عدد من الجيوش الأوروبية وتمتلك قدرة كبيرة على المناورة، ودقة عالية في إصابة الهدف، وتصل سرعة الصاروخ في هذه المنظومة 3 أضعاف سرعة الصوت، أي مدى الصاروخ 25 كم، ويمكنه العمل من مقاتلات متنوعة مثل التايفون و إف 16 و إف 18 وتورنادو و غيرها من الطائرات الأخرى.

حدثنا عن الصواريخ الألمانية و مميزاتها مقارنة بالروسية والفرنسية، وأهمية إمتلاك مصر لها؟
أعتقد أن هذه الصفقة مهمة للغاية بالنسبة للجيش المصري، فحيازة مصر والقوات المسلحة المصرية لمنظومة دفاع جوي قصيرة ومتوسطة المدى تضاف إلى الصواريخ الروسية إس 300 طويلة المدى، والتي لديها قدرة كبيرة على مجابهة الأهداف التي تخرج منها الطائرات القتالية، وهذه المنظومة مخصصة للطائرات المسيرة والطائرات ذات المدى المتوسط، وبالتأكيد مصر تحسب حساب لمثل هذه الأسلحة الجديدة وهي الطائرات المسيرة، التي تخوض الحروب في المستقبل، وبالتالي فإن مصر تعمل على مدار الأيام والساعات على تحديث الجيش المصري ومواكبة أي تطور يحدث في المنطقة وفي العالم.

في نهاية 2018، ذكر تقرير لصحيفة “زود دويتشه” الألمانية، أن مصر تستعد لاستلام منظومة الدفاع الجوي التكتيكي “إيريس تي” (إس إل إم)، التي تصنعها شركة “دايل” الألمانية. فما الأهمية العسكرية لتلك الصفقة أيضا وهل يفتح ذلك المجال للمزيد من التعاون العسكري المصري الالماني، وكيف يشكل ذلك تهديدا للقوى المنافسة في المنطقة من الناحية العسكرية؟
بالتأكيد هذه الصفقة ستزيد من التعاون العسكري المصري الألماني، الذي كان مزدهرا خلال فترة المستشارة أنجيلا ميركل، فهناك صفقة غواصات ألمانية حصلت عليها مصر خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى بعض الأسلحة الخاصة بالذخيرة و الأسلحة الأخرى، سواء معدات عسكرية أو غيرها، كل هذا كان خلال فترة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، وبالتالي كان التعاون العسكري في أعلى مراتبه بين الجانبين، وبالتالي هذه الصفقة ليست موجهة لأحد، فكل دولة لها الحق في الحصول على أحدث أنواع الأسلحة التي تعزز بها جيشها للدفاع عن أمنها القومي، والجيش المصري يحصل دائما على أكثر الأسلحة تطورا في العالم، لأن الجيش المصري يحمي الأمن القومي المصري والعربي.

لماذا احتاجت مصر 3 سنوات لتقييم منظومة دفاع جوي قصيرة-متوسطة المدى؟
أعتقد أن إستغراق مصر 3 سنوات لتقييم صفقات الأسلحة ليست مدة طويلة، فعندما يتم توقيع صفقات الأسلحة والعقود، فإن الأمر يستغرق سنوات طويلة نظرا لأن الأسلحة يتم تصنيعها لدولة ما، فيتم تصنيع الأسلحة على حسب كمية ونوعية الأسلحة التي تحتاجها تلك الدولة، وبالتالي فإن الأمر يستغرق وقتا طويلا، و صفقات الطائرات كمثال و صفقات السفن كل هذا يحتاج إلى وقت حتى يتم تسليمه، وبالتالي فإن 3 سنوات ليس وقتا طويلا، و أعتقد أن مصر تقيم جدا السلاح الذي ستمتلكه لأن الجيش المصري الآن مصنف ضمن العشر جيوش الأقوى في العالم.

لماذا لم تعلن مصر رسميا عن استلامها للمنظومة الدفاعية الألمانية بل الاعلام الاسرائيلي هو الذي سرب الخبر؟
أعتقد أن هناك إتجاه داخل مصر والقوات المسلحة المصرية لعدم الإعلان عن الصفقات التي يبرمها الجيش المصري مع الدول الكبرى، فرأينا قبل ذلك صفقة صواريخ إس 300 الروسية، وشاهدنا بعض الغواصات التي حصلت عليها مصر من ألمانيا ولم يتم الإعلان عنها إلا بعد إستلامها، بالإضافة إلى بعض الطائرات مثل طائرات الرافال، و أعتقد أن هناك إتجاه لدى القوات المسلحة المصرية بعدم الإعلان من الجانب المصري، ولكن من المرجح أن يتم الإعلان من الجانب الأخر، وهناك بعض الصفقات التي تحدث في سرية حتى يتم الإنتهاء منها وتسليمها بالكامل.


يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here