ماذا بعد الملء الثاني لسد النهضة؟

53
إثيوبيا ترفض قرار جامعة الدول العربية بشأن سد النهضة

أفريقيا برسمصر. الملء الثاني لسد النهضة واتخاذ أديس أبابا المزيد من الخطوات والمواقف الأحادية دون الرجوع للمجتمع الدولي ودون الاتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان أمر آثار الكثير من ردود الأفعال الدولية وفي الشارعين المصري والسوداني خاصة وان تصريحات أثيوبيا لا تتفق مع السيناريوهات المتوقعة وتجاهلت تماما التحذيرات المصرية، وحول تداعيات هذا الموضوع كان هذا الحوار لـ “أفريقيا برس” مع الكاتب الصحفي والخبير بالشأن الأفريقي يوحنا أنور.

حوار : سحر جمال

بعد الإعلان الأثيوبي عن انتهاء الملء الثاني للسد ما هي السيناريوهات المتوقعة؟

يوحنا أنور، كاتب صحفي وخبير بالشأن الأفريقي

ملء ثاني بمقدار 3 مليار متر مكعب أو الحد الأقصى 4 مليار متر مكعب هذا ما نجحت أثيوبيا في تحقيقه من خلال الملء الثاني بعد ما كان متوقع أن تقوم بملء ١٨ مليار متر مكعب لكن ما حدث أنها فشلت في تعبئة الممر الأوسط للسد بمقدار 595 متر ونجحت فقط في تعبئة 8 أمتار بمقدار 573 متر مكعب وهذا لا يسمح سوى بملء من 3 الى 4 مليار متر مكعب وهذا لم يحقق ضرر على مصر والسودان ولكن يظل هذا أمر مرفوض تماما لأنه تصرف فردي. لكن في ظني ربما يكون ما حدث هو أن أثيوبيا بهذه الخطوة أرادت أن تعطي صورة الإنتصار أمام الشعب الأثيوبي بأنها استطاعت تحقيق الملء الثاني وإن كان هذا انتصار رمزي وفي الجانب الآخر حققا الجانبان المصري والسوداني انتصارا أيضا بعدم حدوث ضررا لهما حتى الآن ويمكن القول أن كل الأطراف مستفادة من هذا الوضع الحالي ومن الملء بهذه الطريقة أما السيناريوهات المتوقعة ستظل كما كانت قبل الملء إما الوصول إلى إتفاق نهائي ملزم أو الوصول الى مواجهة عسكرية لا مفر منها لأن النيل بالنسبة الى مصر والسودان مسألة حياة أو موت لكن في ظني أن الملء طالما حدث بهذه الطريقة وبهذه الكمية فهناك نية أثيوبية بعدم استفزاز مصر والسودان وهناك نية لحدوث إتفاق قانوني.

لماذا لم تتدخل مصر عسكريا حتى الآن على الرغم من الإعلان الأثيوبي عن ملء السد؟
مصر لم تتدخل عسكريا حتى الآن لأنها مازالت في مرحلة طرح حسن النوايا ومن خلال هذا الملء بهذه الطريقة لم يتحقق عليها اي ضرر يذكر لذلك لم تلجأ الى الخيار العسكري ولكن سيظل الخيار العسكري قائما و مصر تدرك جيدا أن الجميع سيخسر في النهاية بعد المواجهات العسكرية ولكن إن كان لابد منها فحتما ستحدث المواجهة العسكرية ولكنها ستظل الخيار الأخير الذي يمكن اللجوء إليه على الرغم من أنه مطلب الكثير من الأوساط الإعلامية والشعبية ولكن الأمر لا يدار بهذه الطريقة خاصة فيما يتعلق بقرارات الحروب وان اضطرات مصر إليها فستلجأ بالتأكيد إليها ولكن حتى الآن لم تتدخل مصر عسكريا ولم تؤكد على المواجهة العسكرية مباشرة خاصة وأن الملء الأثيوبي بتلك الكمية يوحي بالنية لعقد إتفاق قانوني أو ربما يكون هناك فشل أثيوبي في ملء السد على حساب ما كانت تنويه أثيوبيا من ملء 13 مليار متر مكعب من المياه.

في ظل حصول مصر على أكثر من 40 مليار متر مكعب وارتفاع أعداد السكان واحتياج البلاد إلى كميات مياه أكبر فكيف ستكون الأوضاع؟
حصة مصر من المياه تقريبا 55 مليار متر مكعب سنويا ربما تأتي إليها كميات أخرى من الأمطار وهذا ما يحدث منذ توقيع اتفاقية 1959 بين مصر والسودان والآن مر أكثر من 50 عام وتضاعف أعداد السكان بصورة كبيرة وزادت الإحتياجات للمياه و بالنسبة لمصر أمامها ثلاثة إتجاهات لتحسين الوضع المائي الأول هو المحافظة على حصتها من المياه والتي تبلغ 55 مليار متر مكعب وعدم التفريط في مليار واحد منها والثاني ترشيد إستهلاك المياه عن طريق طرق الري الحديثة وثالثا لابد من إيجاد مصادر مياه جديدة كالمياه الجوفية وتحلية مياه البحر وكلها حلول ربما تساعد مصر في استيعاب حجم الزيادة السكانية وربما تتجه مصر نحو التوقف عن أي المحاصيل التي تحتاج الى كميات مياه كبيرة وأعتقد أن مصر ستلجأ الى تلك الطرق لحل الأزمة ولن تسمح مصر بتقليل حصتها من المياه.

هل سيبقي ترشيد استهلاك المياه هو الخيار الوحيد أمام مصر لمواجهة الأزمة؟
كما أسلفت الذكر لا يمكن أن يكون ترشيد استهلاك المياه هو خيار مصر الوحيد خيارات مصر متعددة فالأول هو الحفاظ على حصتها المائية بالإضافة إلى بعض المشروعات واكتشاف مصادر مياه جديدة مثل الجوفية وتحلية مياه البحر كما سبق وذكرت.

كيف تنظر للموقف الدولي الذي اكتفى بالتنديد؟
للاسف الشديد هناك الكثير من الدول دعمت التوجه الأثيوبي منها روسيا وهناك دول أخرى اتخذت الحياد في تلك القضية وهناك دول أخرى نددت بالموقف الأثيوبي ولكن في النهاية شاء من يندد أو لم يندد فان مصر ليس لديها أي خيار سوى أن تدافع عن حقوقها ومكتساباتها المائية والغرض الوحيد من اللجوء لمجلس الأمن والمجتمع الدولي هو إثبات حسن النوايا من قبل الجانب المصري.

الأوضاع في المرحلة المقبلة

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here