سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. قمة ثلاثية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، تم التباحث بشأن تداعيات التطورات العالمية، خاصة فيما يتعلق بأزمة الطاقة، واستقرار الأسواق، والأمن الغذائي، فضلاً عن تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه آخر مستجدات عدد من القضايا الدولية والإقليمية، ويرى كثيرون أن التطورات التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، ربما تكون هي التي عجلت بإتمام اللقاء، خصوصاً أنه كانت هناك ترتيبات لخطوات مغايرة، كانت تتضمن زيارة مسبقة لرئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، إلى “إسرائيل” قبل زيارة بينت، التي كانت مقررة نهاية الشهر الحالي”، وتناول اللقاء مناقشات حول خطة مشاريع اقتصادية في محافظة شمال سيناء، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، لإقامة مدينة صناعية، ستتولى الإمارات الجانب الأكبر من تمويل مشاريعها، ويرى البعض أن هذه الإتفاقات تستهدف من ورائها “إسرائيل” تعزيز روابط تحالف أوسع مع دول الإقليم، وعلى رأسها مصر، لمواجهة إيران، بمشاركة كل من الإمارات والسعودية، في ظل اضطرار الإدارة الأميركية لتوقيع الإتفاق النووي، بشروط تمثل قلقاً بالغاً لحلفاء أميركا في المنطقة وعلى رأسهم تل أبيب وأبوظبي والرياض، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أكرم رحيم في الحوار الصحفي التالي:

ما هي أهمية القمة الثلاثية “المصرية الإسرائيلية الإماراتية” والملفات المطروحة من حيث التوقيت؟
يأتي اللقاء الهام الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد إبن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت ضمن اللقاءات الهامة، التي تناولت التباحث بشأن تداعيات التطورات العالمية، خاصة في عدة مجالات من بينها مجال الطاقة وإستقرار الأسواق والأمن الغذائي، وتبادل القادة الرؤى في تلك القضايا، وتداعياتها في ظل التطورات العالمية الجديدة، والتعاون المشترك بين البلدان الثلاث، إلى جانب الإتفاق على مجموعة من المشروعات الأخرى، والتعاون الإقليمي في إطار العلاقات المشتركة بين مصر وإسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأنا أرى أن اللقاء سيكون له إنعاكسات عديدة في هذا التوقيت، حيث يعكس الإهتمام العربي المشترك، لتحريك المياه الراكدة في بعض الملفات وأهمها القضية الفلسطينية وعودة المباحثات ما بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إضافة لمجالات التعاون بين الدول الثلاث، وذلك سيكون له نتائج إيجابية خاصة وأن هذا اللقاء هو الأول الذي يجمع القادة الثلاث على أرض مصر، ويأتي هذا الإجتماع لإمكانية إنضمام أطراف عربية أخرى من ضمنها الجانب الفلسطيني، وعودة المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية، خاصة في مجال التعاون الأمني، وايضا من ضمن المباحثات التي تمت في هذا اللقاء تعديل البروتوكول الأمني بين مصر وإسرائيل، وهذا يؤكد على تنمية العلاقات بين مصر والإمارات، وتناول اللقاء تحول مصر إلى مصدر إقليمي متعاظم للطاقة في ظل الأزمة الناتجة عن الحرب الأوكرانية الروسية، والإرتفاع الكبير في أسعار الطاقة عالميا، وتصاعد الدعوات للقاهرة للعب دور يساعد على إمداد الطاقة لأوروبا، ونحن نعلم أن مصر تمتلك مصنعين لإسالة الغاز في إدكو ودمياط، إضافة إلى عقود لإستيراد الغاز من إسرائيل وقبرص واليونان، مما يجعل لها فرصة مصر كبيرة للتحول إلى مصدر إقليمي للطاقة في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، وفيما يتعلق بالأمن الغذائي فالدول الثلاث تعتمد على إمدادات الحروب من روسيا وأوكرانيا، وبعد هذه الحرب ربما تتأثر تلك الإمدادات ويمكن أن يكون هناك نقاش بينهما لتأمين الإمدادات في ظل الأزمات الإقتصادية التي سببتها تلك الحرب، ومن بين المناقشات التي تناولها اللقاء الملف الإيراني، والإتفاق النووي الإيراني الذي يزعج إسرائيل، ومناقشة هذا الملف يهم عددا من الدول من بينها المملكة العربية السعودية ودول خليجية، وضرورة عودة التكتلات مرة أخرى للوقوف في وجه إيران، وهناك تنسيق بين تلك الدول لمنع التمدد الإيراني، رغم أن القاهرة تعتمد على الحوار السياسي في حل تلك القضية.
اللقاء تناول تعزيز العلاقات بين الدول وأهمية التعاون والتنسيق والتشاور بما يلبي طموحات التنمية والإستقرار في المنطقة، وأمن الطاقة فكيف سينعكس ذلك على الدول الثلاث؟
اللقاء تناول تعزيز العلاقات بين الدول، وأهميته تكمن في تنمية التعاون والتنسيق والتشاور فيما بينهم، لتنمية الطموحات ولتحقيق الإستقرار في المنطقة وأمن الطاقة، وهذا ينعكس على إستقرار تلك الدول، لأن توقيع إتفاق التعاون المشترك ما بين تلك الدول الثلاث سيكون له مردود إيجابي كبير على المنطقة، واللقاء سيكون له إنعاكسات عديدة في هذا التوقيت، وهذا يعكس الإهتمام العربي المشترك لتحريك القضية الفلسطينية، وعودة المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية، بما يضمن تحقيق الإستقرار فى تلك المنطقة المتوترة، ومناقشة القضايا الشائكة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تحت رعاية عربية تقوم بها مصر والإمارات، وأيضا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تتدخل كطرف ضامن، وناقش اللقاء التبعات الإقتصادية في تفعيل البروتوكول الأمني بين مصر وإسرائيل، والحد من العمليات الإرهابية في سيناء، وخطط التنمية المستدامة التي تقوم بها مصر في سيناء، إضافة إلى تحول مصر إلى مصدر إقليمي للطاقة، في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وتصاعد الدعوات لمصر كي تلعب دورا هاما في إمدادات الطاقة لأوروبا، لأن إسرائيل يهمها في المقام الأول والأخير أن يكون لها دور في إمداد أوروبا بالطاقة، كما تم للتباحث حول إيجاد صيغة لإمداد الدول المتضررة من تلك الحرب.
يرى محللون أن التطورات التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، ربما تكون هي التي عجلت بإتمام اللقاء، خصوصاً أنه كانت هناك ترتيبات أخرى له، فما حجم الأضرار الواقعة على البلدان الثلاث لعقد هذا اللقاء؟
أنا أرى أن التطورات التي تشهدها المنطقة هي جزء وليس كل الأسباب لعقد هذا اللقاء، فجزء من اللقاء جاء لمناقشة القضية الفلسطينية وتنمية سيناء وأيضا تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وضرورة التقارب الفلسطيني الإسرائيلي، حتى لا تزداد الأمور تعقيدا، ولكن الجزء الآخر الذي عجل اللقاء بين الرؤساء الثلاث، هو الأزمة الأوكرانية الروسية وما تبعها من أزمة الوقود، وأن يكون لتلك الدول دور مؤثر حول أزمة الطاقة، والسبل التي تتخذها تلك الدول لمواجهة هذه الأزمة، إلى جانب الإتفاق النووي الإيراني مع السداسية الدولية، وهذه الدول يهمها في المقام الأول تحقيق الإستقرار في المنطقة، فتلك الدول تتحمل الكثير من الأضرار، مثل أزمة الغذاء ونقص القمح وعدم الإستقرار، والتوترات التي تهددها، والأزمة أيضا بين المعسكر الروسي والأمريكي، كل هذا يهدد المنطقة، وأيضا إنقسام العالم إلى المعسكرين يهدد العالم، ولكن دول الشرق الأوسط تتحمل الضرر الأكبر.
فيما يخص التعاون الإقتصادي بين الأطراف الثلاثة، يرى البعض أن هناك تفاهمات في ما بينهم على خطة مشروعات إقتصادية في محافظة شمال سيناء، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، بشأن إقامة مدينة صناعية، ستتولى الإمارات الجانب الأكبر من تمويل مشاريعها، هل يسهم هذا التعاون في حل الأزمة الراهنة؟
فيما يخص التعاون الإقتصادي بين الأطراف الثلاثة يرى البعض أن هناك تفاهمات ما بين تلك الدول على خطة مشروعات إقتصادية في شمال سيناء بالقرب من الحدود مع غزة، لإقامة منطقة صناعية، والجانب المصري حرص في السنوات الأخيرة على تنمية سيناء إقتصاديا وصناعيا وزراعيا، وإقامة مجمعات صناعية بها والعديد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتمويل أكثر من 5 آلاف مشروع من المشروعات القومية.
يرى البعض أن للتحالف المقرر تشكيله، وإن كان بشكل غير رسمي، يستهدف فرض ضغط في مواجهة ما سيرتبه الإتفاق النووي فور دخوله حيز التنفيذ، في ضوء عزم الولايات المتحدة حذف الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية وعلى وقع الضغوط الأوروبية على واشنطن لإتمام الإتفاق بشكل سريع، فهل تتفق مع ذلك؟
من المعلوم أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وضعت الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب في 2019 بعد قراره بالإنسحاب من الإتفاق المبرم بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية في 2015، وطبعا عندما جاء بايدن أراد أن يحيي الإتفاق المبرم بين الغرب وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، بشرط إمتثال إيران الكامل بإلتزاماتها التي تراجعت بعد إنسحاب واشنطن، وبدأ الجانبان في أبريل 2021 في مفاوضات غير مباشرة لإعادة تفعيل الإتفاق، بمشاركة تلك الأطراف، وطبعا على رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، برعاية الصين وروسيا، و أجمع الخبراء على أن تلك المباحثات تعتبر مرحلة فاصلة في وضع النقاط على الحروف، لإعادة مسار المفاوضات مرة أخرى، إضافة لإصرار طهران على رفع إسم الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، ورفع العقوبات عن الجانب الإيراني، ويهم الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول عودة إيران مرةأخرى إلى إلتزامتها النووية، وعدم تخصيب اليورانيوم إلى المعدل الأعلى المنصوص عليه، ولكن كان هناك رفض إسرائيلي لعودة إيران إلى الإتفاق، وحاولت بشتى الطرق إثناء الولايات المتحدة الأمريكية عن رفع إسم الحرس الثوري من قائمة الإرهاب تمهيدا للتوصل إلى إتفاق نووي، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الإتفاق النووي بأنه ثمن لا يمكن تحمله، وأن الجانب الإسرائيلي قلق من هذه الخطوة، التي يعتبرها خطيرة جدا، خاصة فيما يتعلق برفع إسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، لأن إسرائيل ترى أن الحرس الثوري الإيراني له دور كبير جدا في تهديدها، وما يهم الجانبين المصري والإماراتي وهو التزام إيران بتعهداتها، والتوصل إلى إتفاق ملزم لكافة الأطراف، وأن يعود الإستقرار إلى تلك المنطقة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس