
إعداد سحر جمال
أفريقيا برس – مصر خلال لقاء جمع الرئيس عبدالفتاح السيسي و محمد إدريس ديبي رئيس المجلس العسكري الإنتقالي لجمهورية تشاد، تم التأكيد على حرص مصر على تقديم الدعم الكامل لتشاد خلال المرحلة الإنتقالية الحالية، وتعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات، امتداداً لتميز العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والتي ترسخت دعائمها خلال فترة الرئيس الراحل “إدريس ديبي”، ووضع في الاعتبار علاقة الجوار الإستراتيجي التي تجمع بين مصر وتشاد، فضلاً عن إتفاق الرؤى حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وأشاد محمد إدريس ديبي بالعلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى حرص بلاده على تفعيل وتطوير التعاون الثنائي مع مصر، ومعرباً عن تقديره العميق لما تقدمه مصر وشعبها وقيادتها لتشاد من مساندة ودعم خلال المرحلة الراهنة الحساسة التي تمر بها تشاد في العديد من المجالات، خاصةً في مجال دعم القدرات، وذلك لمساعدتها على تحقيق تطلعاتها في التنمية، مع التأكيد على وجود آفاق واسعة لتطوير العلاقات ودفع أطر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين عل مختلف الأصعدة، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الناصر منصور في الحوار الصحفي التالي:

شهدت القاهرة لقاء جمع بين السيسي ومحمد إدريس ديبي رئيس المجلس العسكري للتشاد، فما أهم نقاط المباحثات بين الطرفين؟
التعاون الثنائي بين مصر والتشاد يأتي في الكثير من المجالات المختلفة ، سواء كان على المستوى الأمني أو الإستخبراتي أو العسكري، ومحاربة الفكر المتطرف في تشاد ودول الجوار هدف أساسي تسعى إليه الدولتان، بهدف تحقيق الأمن والإستقرار، ومنع تسلل الإرهاب والتطرف إلى الدولتين لتحقيق الإستقرار، ليس على نطاق البلدين فقط، ولكن بالمنطقة كلها.
تطرق الحديث حول الأزمة الليبية وضرورة خروج المرتزقة من ليبيا، فما أهمية تلك الخطوة لمصر ولماذا تقلق مصر من وجود المرتزقة في ليبيا؟
الأزمة الليبية من الأزمات التي تقلق المجتمع العربي والإقليمي، وتحديدا فى شمال أفريقيا خاصة مصر وتشاد ودول الجوار، وخروج المرتزقة من ليبيا هو أمر يهم كلا البلدين مصر وتشاد ، وهو ما ركزت عليه المباحثات، خاصة وأن إستمرار وجود المرتزقة في ليبيا سيعود بنا إلى المربع صفر منذ بداية الأزمة الليبية، لكن مع نجاح مصر والقيادات في ليبيا وقيادات القبائل الليبية ، وإجتماع كثير من دول المنطقة على أن المرتزقة في ليبيا هم من أخطر الأمور التي تهدد أمن وإستقرار ليبيا، والذي ينتقل إلى دول الجوار، وبالتالي فإن مصر حريصة دائما على إستقرار ليبيا بكل الطرق، وتحاول مع المجتمع الدولي وايضا مع دول الجوار، خاصة وأن دول الجوار مثل الجزائر وتونس وتشاد وأيضا مصر متضررة تماما من وجود هؤلاء المرتزقة المدعومين من تركيا.
ما أهم رسائل السيسي خلال اللقاء الثنائي الذي جمعه بديبي خاصة فيما يتعلق بقضايا المنطقة؟
من أهم الرسائل أن مصر حريصة دائما على إستقرار تشاد ودعمها الكامل في المرحلة الإنتقالية ، لتستقر تشاد من خلال الوصول إلى إنتخابات ووجود أجهزة برلمانية، تدعم الإستقرار في البلاد، وأيضا هناك رسائل أخرى حول الإستقرار في المنطقة، سواء كان في ليبيا أو السودان أو غيرها من الدول المجاورة لكلتا الدولتين الشقيقيتين، لما لهما من علاقات وطيدة وطويلة منذ زمن بعيد.
كيف تقرأ سعي مصر لتحقيق مصالحها في المنطقة من خلال سلسة اللقاءات مع الكثير من دول القارة الأفريقية؟
مصر تسعى دائما إلى تحقيق الإستقرار في الداخل أو الخارج، ودول الجوار والمنطقة بشكل كامل ، أما عن أزمتها مع أثيوبيا فالمباحثات تسير في إتجاه صحيح، وهناك مجتمع دولي يدعم مصر في قضيتها للحفاظ على حقها الأمني والمائي في نهر النيل، وتشاد من الدول المجاورة لكلتا الدولتين، وإستقر تشاد هو إستقرار لباقي الدول المجاورة، سواء كان في السودان شمالا و جنوبا وغيرها من الدول، والدعوة إلى إستقرار المنطقة والتفاهمات بين كافة الدول لصالح المنطقة بشكل كامل ودول نهر النيل، خاصة وأن النزاعات داخل أثيوبيا، لا تهدد أثيوبيا فقط ولكن تهدد دول كثيرة مجاورة لها، لكن مصر تعلم جيدا حدودها، وتعلم جيدا أهمية أمنها وإستقرارها، وتستطيع أن تحافظ على حقوقها المائية من أي إتجاه، وعدم انتهاك حقوقها من قبل أي دولة.
هل تعتقد أن مصر تسعى لحشد تأييد أفريقي لها في المنطقة الأفريقية خاصة مع إستمرار أزمتها مع إثيوبيا و توتر علاقاتها مع الجانب التركي وايضا في ظل التحديات التي تواجه حدودها من كافة الجهات؟
أعتقد أن وضع ليبيا والجيش الليبي مستقر إلى حد كبير، فالجيش الليبي مسيطر بشكل كبير على المنطقة من ناحية الشمال والجنوب وكل الإتجاهات، هناك جزء بسيط من ناحية البحر المتوسط في طرابلس هو الذي يشهد تواجد المرتزقة المدعومين من تركيا، لكن الجنوب الليبي ليس لديه أي مشاكل، ولكن الدعم المفترض أن يكون موجودا؛ هو تأمين الحدود، وهو أمر وارد لكل دول العالم، فكل دولة تسعى إلى تأمين حدودها من كافة الجهات، والحدود من جانب مصر هي حدود آمنة، أما من الجنوب سواء من السودان أو من تشاد فالأمر مختلف ومن الطبيعي أن تسعى ليبيا لتأمين حدودها مع دول الجوار وخاصة تشاد.
تعتقد مصر بأهمية تسليح القبائل الليبية لمواجهة الجماعات الإرهابية، لكن هذه الرغبة لم تلقى تأييدا من تونس والجزائر، هل يمكن أن تلعب تشاد دورا في تسليح القبائل الليبية؟
الدور الأساسي لتشاد في هذا الوقت هو تحقيق الإستقرار والمرور بالمرحلة الإنتقالية بشكل سلمي حتى تستقر بشكل أفضل مما هي عليه الآن، لتعود كما كانت عليه في عهد الرئيس السابق، أما علاقاتها بليبيا وتأمينها للجنوب الليبي، وتدخلها لأن يكون هناك تسليح للقبائل الليبية فتشاد لن يكون لها دور كبير في هذا الأمر، خاصة وأن تشاد مشغولة دائما بإستقرارها الداخلي وأن تنتقل بالمرحلة الإنتقالية الحالية، لتحقيق الإستقرار، والإنتخابات الرئاسية والبرلمانية، لكن لا تستطيع أن يكون لها دور رئيسي في تحقيق الإستقرار في ليبيا سوى أن تحقق تأمين الحدود بين البلدين، حتى لا تنتقل المرتزقة من دولة لأخرى مثلما يحدث مع مصر، و هناك إستقرار للحدود بين ليبيا ومصر بشكل كبير جدا، والجيشان المصري و الليبي مسيطران سيطرة تامة على الحدود فيما بينهما، و إن كان هناك تعاون بين تشاد وليبيا؛ فهو البحث عن وسائل لتأمين الحدود وضمان عدم إنتقال المرتزقة من ليبيا إلى تشاد.
هناك من يقول أن مصر تبحث عن دعم تشادي بالمقاتلين لحفتر لإحكام سيطرة الأخير على مناطق الجنوب الليبي بعد أن شهدت هذه المناطق تراجعا لهيمنة قوات حفتر عليها؟
المشير خليفة حفتر سيطر بشكل كبير جدا على أغلب أو ما يقرب من 95 % من الأراضي الليبية، بإستثنتاء جزء بسيط في طرابلس، وهي المناطق القديمة التي كانت تسيطر عليها بشكل أساسي القيادة السابقة التي تخلت عن منصبها بعد أن تحقق للجيش الليبي السيطرة الكاملة والدعم الدولي، خاصة مع قيادة مصر لهذا الدعم، أما عن حصول خليفة حفتر على الدعم من تشاد من الجنوب، ضد المقاتلين، أو الارهابيين الذين يتواجدون في أماكن في الجنوب فهذا غير صحيح، لأن المفترض أن كل دولة تعمل على تأمين حدودها من جميع الجهات، والتعاون بين ليبيا وتشاد هو تعاون لتأمين الحدود فيما بينهم، حتى لا يكون هناك إنتقال للمقاتلين أو الإرهابين في أي من البلدين، لكن هذا لا يعني أن المشير خليفة حفتر لا يستطيع السيطرة على الحدود الجنوبية مع تشاد، ولكن من المفترض أن تكون السيطرة على الحدود من الجانبين، وليس من جانب واحد، فتشاد تسيطر من جانبها وأيضا ليبيا تسيطر من جانبها، هذا هو التعاون والدعم المشترك الذي يمكن أن تحتاج إليه ليبيا في الوقت الراهن ومستقبلا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس