محادثات مصرية سنغالية ترسم طريقا جديدا للقاهرة في أفريقيا

20
محادثات مصرية سنغالية ترسم طريقا جديدا للقاهرة في أفريقيا
محادثات مصرية سنغالية ترسم طريقا جديدا للقاهرة في أفريقيا

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. جاءت الزيارة الرئيس السنغالي ماكي سال إلى القاهرة حاملة معها الكثير من الأهداف أهمها توطيد العلاقات بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. كما أن القاهرة ترى في تولي السنغال رئاسة الاتحاد الأفريقي في شباط 2022 فرصة لها لحل أزمة سد النهضة عبر بوابة الاتحاد الأفريقي بالاضافة الى المكانة الاقتصادية والسياسية التي تحتلها السنغال في غرب أفريقيا. وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الدندراوي في الحوار الصحفي التالي:

عادل الدندراوي، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي

ماهي أسباب زيارة الرئيس السنغالي “ماكي سال” إلى مصر وكيف يمكن تقييم هذه الزيارة على المستوى السياسي والاقتصادي؟
تأتي زيارة الرئيس السنغالي إلى مصر في إطار دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفع تلك العلاقات نحو المزيد من التقارب والتفاهمات السياسية، وعقد العديد من الإتفاقيات وعلاقات التعاون الإقتصادي هذا أولا، ثانيا تأتي في إطار أن السنغال هي الرئيس الحالي للإتحاد الإفريقي ويسعى رئيسها لدعم موقف بلاده في الإتحاد الإفريقي لهذه الدورة، عبر إيجاد المزيد من الأفكار الجديدة لإدارة الدورة الحالية و تحقيق المزيد من التقدم والنهضة لتقارب الدول الأفريقية في هذه الدورة، عبر العديد من التفاهمات مع العديد من دول العالم، في إطار جولات مكوكية يقوم بها رئيس السنغال.

السنغال بلد بعيد جغرافيا عن مصر واقتصاديا لا يعد من الدول الاقتصادية القوية، ما هي مصلحة مصر في بناء علاقة من هذا النوع؟
السنغال يقع في منطقة غرب أفريقيا و مصر حريصة على دعم العلاقات الصناعية مع كافة الدول الإفريقية، و مصر هي بوابة أفريقيا وهي حريصة على التقارب مع القارة الأفريقية، ودعم تلك العلاقات مع جميع الدول الأفريقية، وبناء مثل هذه العلاقات يقوي العلاقات المصرية السنغالية، وبالتالي يدعم موقف مصر والسنغال على المستوى السياسي والإقتصادي.

هناك تعاون مصري سنغالي بمجالات الاتصالات والنقل وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات الصحية، والزراعة، والطاقة، ونقل الخبرات المصرية وتأهيل الكوادر السنغالية، مع هذا فان حجم التبادلات التجارية بين البلدين لايزال ضعيفا ولم يتجاوز 60 مليون دولار، في مقابل استثمارات تركية تجاوزن 400 مليون دولار، لماذا؟
هناك تعاون مصري سنغالي في العديد من المجالات الاقتصادية والسياسية، لكن لا يرقى إلى تجارة بينية، لا تزيد عن 61 مليون دولار بالمقارنة مع التجارة البينية التي تجري بين تركيا و السنغال، والتي تتجاوز 400 مليون دولار، هذا بالطبع هو ما حرصت عليه مصر والسنغال خلال زيارة الرئيس السنغالي إلى مصر، وخلال الزيارة تم توقيع العديد من مذكرات التفاهم والإتفاقيات الإقتصادية العديدة في مجالات الطاقة والزراعة والخدمات الصحية وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات، وغيرها من إتفاقيات دعم الخبرات المصرية لتأهيل الكوادر السنغالية، هذا طبعا بالإضافة إلى أهم تلك الإتفاقيات وهي مكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية، وهي من الإتفاقيات الإستراتيجية المهمة في الفترة القادمة للعديد من الدول الأفريقية خاصة مصر.

هل القطاع الخاص المصري يفكر بالإستثمار في السنغال وهل هذا البلد يغري رجال الأعمال المصريين؟
هناك بالفعل ما يسمى بمجلس الأعمال المشتركة بين السنغال ومصر وقد تم تفعيل هذا المجلس في يوليو 2021، وهو يأتي في إطار دعم الإتفاقيات مع منظمة دول غرب ووسط أفريقيا، وقد تم الإتفاق مسبقا على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وفتح آفاق الفرص المشتركة بين رجال الأعمال المصريين والسنغاليين، وهو ما قد تم دعمه وتفعيله في إطار الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السنغالي إلى مصر، وبالتالي فتح كل الآفاق بين القطاعين الخاص في كلا البلدين.

كيف سينعكس تولي السنغال لرئاسة الاتحاد إلافريقي في شهر شباط على حل أزمة سد النهضة وهل وجود السنغال على راس الاتحاد سيكون لصالح مصر مع العلم أن الرئيس السنغالي تعهد في اغسطس 2021 بأن بلاده ستضع على رأس أولوياتها على رأس الاتحاد الافريقي إيجاد حل جذري لأزمة السد؟
مع تولي السنغال رئاسة الاتحاد الأفريقي تعتزم المضي قدما في حل المشكلات الخاصة بالقارة الأفريقية، وعلى رأسها الأزمة الحالية بين مصر وأثيوبيا وهي أزمة سد النهضة، والتي رأى فيها رئيس السنغال ضرورة تحقيق التفاهم بين البلدين وعدم الإضرار بمصالح دول المصب، وأكد مرارا أن بلاده ستضع على رأس أولوياتها إيجاد حل جذري لأزمة سد النهضة، والرأي العام المصري ينتظر من رئيس السنغال إختراق تلك الأزمة وإيجاد حلول تهدأ المصريين، خاصة وأن نهر النيل يمثل للمصريين شريان الحياة.

قبل شهر احتضنت السنغال “منتدى التعاون الصيني الإفريقي” الذي ركز على بحث سبل تعزيز التجارة والأمن بين الصين والدول الأفريقية ، ويرغب الرئيس السنغالي بحضور مصري في دول الساحل لتثبيت الأمن وتعزيز التجارة ، فماهي إستراتيجية مصر لهذا الموضوع؟
منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي احتضنته السنغال ركز على سبل تعزيز التجارة والأمن بين الصين والدول الأفريقية، خاصة وأن هناك تنافس قوي وشديد بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية تجاه أفريقيا في جميع المجالات السياسية والإقتصادية، وبالتالي تحرص كل من واشنطن وبكين على التواجد في القارة الأفريقية، و السنغال حريصة على تواجد مصر في هذا الإطار، مما يثبت ويعزز إستراتيجية مصر في هذا الإطار، والسنغال ترى أن مصر لها دور حيوي ومهم في القارة الأفريقية، وهي دولة رائدة منذ الخمسينيات، وبالتالي هناك دور حيوي لهذا التواجد و خاصة مع تعاظم التنافس الأمريكي الصيني في السنوات الأخيرة تجاه القارة الأفريقية.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here