محمود بكري لـ”أفريقيا برس”: تركيا مضطرة للمصالحة مع مصر

13
محمود بكري لـ
محمود بكري لـ"أفريقيا برس": تركيا مضطرة للمصالحة مع مصر

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. بعد سنوات من التوتر بين مصر وتركيا، صافح أردوغان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قطر، الأسبوع الماضي، فيما وصفه بيان للرئاسة المصرية بأنه بداية جديدة في العلاقات الثنائية بينهما، وقالت مصادر مصرية إن المصافحة بين الرئيسين المصري والتركي “لم تكن مصادفة”، وإن قطر سعت خلال الآونة الأخيرة إلى ترطيب العلاقات بين القاهرة وأنقرة. و في حواره مع “أفريقيا برس”، أكد النائب في البرلمان المصري محمود بكري؛ أن فشل المحاولات التركية في زعزعة أمن واستقرار مصر، و فشل دعوات 11/11، جعل تركية مضطرة لتحسين علاقاتها مع القاهرة، كما أكد أن مصر تتمسك بمطالبها لتحقيق تلك المصالحة بضرورة توقف أنقرة عن دعم الجماعات المسلحة، و تخليها عن جماعة الإخوان المسلمين، و سحب قواتها من ليبيا

د. محمود بكري، عضو مجلس الشيوخ و رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الأسبوع

هل يمكن أن يكون اللقاء بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان مجرد مصافحة أم نقلة نوعية في العلاقات التركية المصرية؟
بالتأكيد المصالحة جاءت نتيجة تدخل أمير قطر، هناك هدوء في العلاقات المصرية التركية منذ فترة من الوقت، هناك محاولة للتغلب على المصاعب الكبيرة التي تواجه علاقات البلدين، لكن لا نستطيع القول أن هناك صفحة جديدة تفتح في سجل العلاقات المصرية التركية ، لأن هذا يرتبط بأفعال الدولة التركية تجاه العناصر المتورطة في عمليات العنف والإرهاب في مصر ، والتي تحرض على العنف حتى الآن من خلال قنوات تبث من إسطنبول و أنقرة.

إتفق الرئيسان على أن تحترم كل دولة مصالح الدولة الأخرى، ماذا يعني ذلك وهل ستبنى المحادثات المقبلة على هذا الأساس؟
لا شك أن كل دولة تبحث عن مصالحها ، لكن مصر لديها رؤية إستراتيجية و مواقف ثابتة ، فهي لن تغير مواقفها تجاه قبرص و اليونان مثلا، ومواقفها ثابتة تجاه قضايا الإرهاب، ولن تغير مواقفها تجاه ما يحدث في سوريا و العراق ، بدليل أن الخارجية المصرية أصدرت منذ أيام قليلة بيانا أدانت فيه التغلغل التركي في شمال سوريا و العراق، إذا فالمسألة ليست مصالح على حساب المواقف القومية المصرية التي لن تتغير تحت أي ظرف من الظروف.

هل يمكن أن نشهد بداية محادثات عالية المستوى بين البلدين (وزراء الخارجية أو القادة) خلال المرحلة المقبلة؟
من المبكر أن نقول إن المحادثات على مستوى عالٍ ، لكن المحادثات على مستوى المستشارين المندوبين المهتمين على مدى القنوات التحتية السفلية، والوصول إلى مستوى عالٍ من المحادثات يرتبط بالأساسيات التي ترتكز عليها تلك العلاقات، تركيا تتوقف عن التدخل في الكثير من الأمور الخاصة بالعالم العربي، وتتخذ الإجراءات اللازمة تجاه العناصر الإرهابية الموجودة على أراضيها ، ثم بعد ذلك تفتح الملفات كلها وتكون الطريق ممهدة للقاءات على مستوى عالٍ.

هل تعتقد أن تركيا في محاولتها التطبيع مع مصر، تعود الى إستراتيجيتها القديمة “صفر مشاكل” مع دول المنطقة بعد أن أنهت خلافات مع السعودية والإمارات و”إسرائيل” وقريبا “سوريا”؟
بالتأكيد تركيا تحاول إعادة العلاقات مع مصر بعد أن فشلت كل محاولاتها في خلخلة الأمن المصري ، بإستخدام الأدوات التي لديها من جماعات الإخوان وغيرهم في التحريض على الأمن المصري ، تركيا لم تجد ما يمكن أن تستند إليه الآن ، كي تواجه مصر بأي طريقة من الطرق ، خاصة وأن موقف مصر بليبيا واضح ، وكذلك موقفها في العراق و سوريا واضح ، وبالتالي لا تستطيع تركيا أن تحلحل الموقف المصري ، فوجدت نفسها مضطرة للتعامل مع هذا الواقع.

ماهي الملفات التي تمثل أولوية لمصر للتطبيع مع تركيا، البعض يتحدث عن ملفي الغاز وليبيا؟
الملف الأساسي للتباحث هو الملف الليبي، ومن بعده ملف الغاز، و ليبيا تمثل قضية أساسية على الحدود الغربية لمصر ، وبالتالي أي ضرر أو خلل على الساحة الليبية سيؤثر مباشرة على الأمن القومي المصري ، ومن ثم تضع مصر محاذيرها و منها نتذكر ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2020 في شهر يونيو حين وقف على الحدود الغربية ، حيث قال إن سرت و الجفرة خط أحمر ، ومن يومها لم تستطع القوات التركية أو القوات الموالية لها إجتياز هذا الخط تحت أي ظرف من الظروف.

جاء اللقاء بعد أسابيع من إعلان القاهرة تعثر المباحثات مع أنقرة حول إعادة تطبيع العلاقات بسبب تجدد الخلافات بين البلدين حول الملف الليبي وشرق المتوسط، هل تعتقد أن الخلافات انتقلت من شقها الأمني – السياسي الى الشق الإقتصادي؟
بالتأكيد العلاقات سترتبط ببعضها البعض، لا يمكن أن نفتح علاقات إقتصادية واسعة مع تركيا في ظل تدخلات أمنية و سياسية في شيؤون مصر أو الدول العربية الأخرى، و بالتحديد في ليبيا، الأمر مرتبط ببعضه و اللقاء الذي تم في الدوحة هو لقاء شكلي، في محاولة لتقريب وجهات النظر أو إعطاء صورة ذهنية مختلفة ، لكن هذا لا يبدل من الأمر في شيء، لأن كل المحادثات الجارية حتى الآن لم تسفر عن الوصول لتوافق بين الطرفين في كثير من الملفات العالقة.

التواجد العسكري التركي في ليبيا يضمن مصالح أنقرة الإقتصادية والتنقيب عن الغاز في المتوسط ، كيف ستتعامل مصر معه؟
بالتأكيد مصر لن تقبل بأي شكل من الأشكال أن تكون لتركيا هيمنة على الإقتصاد الليبي أو الغاز في شرق المتوسط ، مصر تعتبر أن هذه القضية تشكل تهديدا للأمن القومي المصري ، وتحالفاتها مع أصدقاء من الدول الأخرى مثل اليونان وقبرص، و من ثم ستتعامل مصر بحزم مع هذه القضايا قبل حدوث أي تقارب بين البلدين.

لماذا سعت الدوحة إلى تحقيق تقارب مصري تركي، فهل هناك مصالح قطرية خلف ذلك؟
بالتأكيد تركيا سعت للتقارب مع مصر ، بعد أن فشلت في التأثير على الأمن القومي المصري ، أو المساس بالدولة المصرية ، وبعد أن فشلت كل عناصرها في إيجاد موطئ قدم لهم داخل مصر ، وخاصة ما حدث في 11/11 لم تستطع العناصر المناهضة للدولة الوطنية المصرية الموجودة في تركيا ، والتي إتخذت من تركيا مجالا لبث شعاراتها و أكاذيبها والتحريض على ما أسمته ثورة 11/11 ، ومن ثم فشلت فشلا ذريعا ، وبالتالي لم يعد أمام تركيا سوى أن تسلم بالأمر الواقع ، والتعامل مع مصر على أسس موضوعية ، لأن مصر دولة كبيرة ولها ثقلها السياسي والعسكري والإقتصادي ، ولا تستطيع أي دولة تجاوزها في المنطقة.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here