مصر .. الطريق الى الطاقة النووية

32
مصر .. الطريق الى النووي

سحر جمال 

أفريقيا برس – مصر. تتجه مصر وبقوة لتعزيز قدراتها في مجال الطاقة كمنهج إتجهت إليه خلال السنوات الأخيرة الماضية، بهدف تحسين أوضاعها الإقتصادية والنهوض بالقطاعات الهامة كالصناعة والزراعة. بحثت مصر عن مصادر مختلفة ومتنوعة وجديدة لإنتاج الطاقة، ونجحت في إنشاء محطات الطاقة المتجددة كالشمسية ومحطات طاقة الرياح وغيرها لإنتاج الطاقة النظيفة، ولتأمين إحتياجاتها من الطاقة لتنفيذ مشروعاتها التنموية المستقبلية، وفي مجال الطاقة النووية عقدت مصر إتفاقية مع روسيا بقيمة 35 مليار دولار لإنشاء 4 محطات لإنتاج الطاقة النووية بمنطقة الضبعة، لترسم مصر طريقا جديدا لتكون رائدة في مجال الإستخدام السلمي للطاقة النووية في المنطقة، ولتضغ الخطط لتنفيذ مشروعاتها التنموية المستقبلية. ويتحدث إلى أفريقيا برس بهذا الشأن الكاتب الصحفي والمحلل الاقتصادي حمدي الجمل في الحوار الصحفي التالي:

حمدي الجمل - كاتب صحفي ومحلل اقتصادي
حمدي الجمل – كاتب صحفي ومحلل اقتصادي

في إطار زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عندما نتحدث عن فشل المشروع النووي المصري قبل عقود و اغتيال العديد من العلماء المصريين حتى لا تدخل مصر هذا المجال فهل ستنجح هذه المحاولة الجديدة خاصة وأن الموضوع خط أحمر بالنسبة لإسرائيل؟
فيما يتعلق بالتجربة المصرية بالطاقة النووية، فهي تجربة قديمة بدأت في الخمسينيات والستينيات خلال فترة الرئيس جمال عبد الناصر، وتم إستخدامها في المجالات العلمية والطبية، ومازال مفاعل “إنشاص” موجود حتى الآن، ومصر لديها الكثير والكثير فيما يتعلق بهذا المجال العلمي، لأن معظم الجامعات المصرية فيها قسم للطاقة النووية بالإضافة إلى معهد “إنشاص”، وأعتقد أن المجال النووي موجود في كثير من مجالات الحياة، ليس بمجال الطاقة فقط ولكن أيضا في الطب والجراحة والفضاء، فمصر لديها برنامج قوي فيما يتعلق بهذا المجال، وفيما يتعلق بالتوجه إلى الطاقة، أعتقد أن مصر تسعى منذ فترة إلى إنشاء 4 محطات طاقة نووية في الضبعة، وبدأت بشكل رسمي في هذا المجال، وتنادي مصر دائما بعدم إستخدام الأسلحة النووية في الحروب أو إمتلاكها، لكنها تدعو بشكل كبير إلى أن يكون هناك برنامج نووي للطاقة السلمية في كل دول العالم، ومصر بدأت في هذا المجال من خلال مشروع الضبعة، وذلك بعد توقيع إتفاقية مع روسيا لإنشاء هذه المناطق، وأعتقد أن مصر في هذا الإطار تريد أن تنوع مصادر الطاقة النظيفة، سواء كانت الطاقة النووية أو الطاقة الكهرومائية أو طاقة الغاز أو الرياح، وأعتقد أن مصر فيما يتعلق بالطاقة الشمسية والرياح قد قطعت شوطا كبيرا في توليد الطاقة الكهربائية.

هل تعتقد أن دورة تخصيب اليورانيوم ستكون ضمن هذا المشروع أم لا؟
اليورانيوم يتعلق بالطاقة النووية، ومصر بالتأكيد عندما وقعت إتفاقية مع روسيا لإنشاء 4 محطات للطاقة النووية كانت الإتفاقية بالتأكيد شاملة وفيها تفاصيل كثيرة، ولكن فكرة تخصيب اليورانيوم مشروع آخر ويحتاج إلى الكثير والكثير لأنه متعلق بالطاقة الحربية وإنتاج القنابل النووية، ومصر تتجه إلى الطاقة الكهربائية التي لا تعتمد على تخصيب اليورانيوم، وبالتالي لا أعتقد أن مصر ستقوم بتخصيب اليورانيوم، فكما أشرت أن اليورانيوم متعلق بالحروب والقنابل النووية، و بعد توقيع مصر على إتفاقية لمنع إنتشار الأسلحة النووية فمن المؤكد أنها لن تلجأ إلى اليورانيوم.

هل تتوقع أن يتم صناعة أجهزة الطرد المركزي في مصر وهل لدى مصر الإمكانيات الكافية لذلك ام ستلجأ إلى إستيرادها؟
مصر ليست بحاجة إلى أجهزة طرد مركزية، وإن كانت تحتاجها في مجال الإستخدام السلمي للطاقة النووية فأعتقد أن هذا من حقها، ومصر لديها  الخبرات في مجال الطاقة النووية، ومصر لديها الكثير من العلماء الذين ذهبوا إلى الكثير من الدول العربية وباكستان والسعودية والعراق،  وكلهم علماء مصريين لديهم الكثير من الخبرات في ذلك، ومن حقها أن تستخدم ما تراه مناسبا، ومصر وقعت على معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية، وبالتالي فيما يتعلق بالاستخدام السلمي للطاقة النووية فهي تستطيع من خلال علمائها وقدراتها وفقا لمجال الطاقة السلمية أن تفعل ما تريد، سواء تخصيب اليورانيوم أو إنشاء أجهزة الطرد المركزية فهذا لا حرج فيه، لأن مصر معنية بالإستخدام السلمي للطاقة النووية، ولا يستطيع أحد أن يفرض على دولة  تبحث عن طاقة جديدة ومتنوعة أن تتوقف عن شيء ما في هذا الإطار.

حدثنا عن مفاعلات إنتاج الطاقة في مصر وطريقة تجهيزها و حجم المشروعات التي تنوي الدولة تنفيذها بهذا المجال؟
مفاعلات إنتاج الطاقة في مصر بالإضافة إلى “إنشاص” أو المواقع العلمية أو مواقع التجارب أو مواقع الأنشطة الطبية فهناك أيضا 4 محطات طاقة نووية يتم إنشائها في الضبعة، وستدخل الخدمة في عام 2026، أي بعد أقل من 5 سنوات من الآن، ومصر وقعت إتفاقية مع روسيا في هذا المجال بقيمة 35 مليار دولار ستسدد على 30 عام، وروسيا دفعت المبلغ بالكامل للشركة الروسية، والحكومة المصرية تسدد هذا المبلغ إلى الدولة الروسية على مراحل، وأعتقد أن مصر إتجهت إلى تنويع مصادر الطاقة، ويعتبر موقع الضبعة مشروع عبقري لإنتاج الطاقة النووية، خاصة بعد التقدم العلمي ووجود الأمان بنسبة 100% فيما يتعلق بإنشاء محطات طاقة، ولا أعتقد ان هناك مشكلة، وأعتقد أن الطاقة النووية بالتأكيد ستدخل المجتمع المصري وتنقله نقلة كبيرة، ليس فقط في مجال إنتاج الكهرباء ولكن فيما يتعلق بإدخال هذا العلم الجديد وإستخدامه في مصر بتلك الكثافة، فأعتقد أنه سينقل العلماء المصريين والجامعات المصرية نقلة كبرى، وحتى أن هناك مدرسة ثانوية بدأت في تخريج بعض الطلاب في هذا المجال، لتوطين تلك التكنولوجيا والمعرفة، وبالتالي مصر تستطيع أن تتوسع في هذا المجال مستقبلا من خلال الإمكانيات الذاتية.

هل تتوقع أن تكون دورة الوقود النووي مصرية وتحت إشراف مصري أم تحت إشراف روسي خاصة وأن روسيا تمول المشروع؟
فيما يتعلق بدورة الوقود النووي فأعتقد أن روسيا ملزمة وأن مصر تسعى من خلال الإتفاقية إلى عدم وضع نفسها تحت وصاية روسيا، وبالتالي مصر سيكون لديها الإمكانية الكبرى لإنتاج الوقود اللازم لتشغيل المحطات، وعندما وقعت مصر إتفاقية مع روسيا كانت تعي معنى أن يكون الوقود في يد دولة أخرى، وبالتالي ليس هناك مشكلة عالمية أو إقليمية أو دولية في إنتاج مصر للطاقة، ومصر قادرة على ذلك.

هل تتوقع أن تفتح التجربة المصرية في مجال إستخدام الطاقة النووية الباب لوجود سباق نووي في المنطقة، وهل ستنتهج باقي الدول نفس النهج المصري في الإستخدام السلمي للطاقة النووية أم ستخرج الأمور عن السيطرة؟
لا يوجد رابط بين إنتاج الطاقة النووية للإستخدام السلمي وإنتاج الطاقة النووية لإنتاج القنابل، وأعتقد أن إسرائيل لديها برنامج وباكستان لديها برنامج خاص بها، لكن مصر والسعودية والإمارات وبعض الدول الأخرى دخلت مجال الطاقة السلمية، لإنتاج الطاقة والكهرباء من أجل الصناعة والزراعة وليس للحروب، وأعتقد أنه ليس هناك مشكلة فيما يتعلق بإستخدام مصر للطاقة السلمية، ومصر دائما وأبدا تسعى إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ومصر بهذا الصدد تعني إسرائيل، ولكن إذا إمتلكت إيران هذه الطاقة النووية فأعتقد أنه سيكون من حق الدول العربية مثل مصر والسعودية وأي دولة أخرى إمتلاك هذه الطاقة،  لأن الطاقة النووية لن يتم إستخدامها ولكنها سلاح للردع فقط ليس أكثر، ومصر لديها من الإمكانيات العسكرية أن تتولى الدفاع عن نفسها وعن مقدرات شعبها.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here