مصر بين واشنطن وموسكو.. محاولة إيجاد توازن في العلاقات الخارجية

16
مصر بين واشنطن وموسكو.. محاولة إيجاد توازن في العلاقات الخارجية

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. مع نمو حجم العلاقات المصرية الروسية تجد مصر نفسها أمام ضغوط أمريكية، فيبدو أن هذا التقارب المصري الروسي لم يلقى قبولا لدى الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر روسيا عدو أول لها، ولا ترغب في وجود تقارب بين روسيا وأي من الدول الصديقة والحليفة لها، لكن القاهرة تحاول خلق توازن في علاقاتها الخارجية، خاصة وأنها تسعى لتحقيق شراكات إقتصادية مع أكبر الكيانات الاقتصادية العالمية، وهناك أيضا العديد من الإتفاقيات والمعاملات السياسية والإقتصادية والعسكرية بين مصر وروسيا، ومن جهة أخرى لا ترغب مصر في وجود عداء بينها وبين واشنطن، مع وجود أيضا الكثير من الإتفاقيات والمعاملات العسكرية والاقتصادية بين الدولتين، فكيف يمكن لمصر أن تحمي مصالحها الخارجية مع كافة دول العالم دون خسارة أي طرف من الأطراف، هذا ما يجيب عنه الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مصطفى مشهور في حوار مع “أفريقيا برس”:

كيف تفسر حالة الجمود التي أصابت المفاوضات الجارية بين الحكومة المصرية، التي تعيش أزمة بسبب نقص العملة الأجنبية وصندوق النقد الدولي؟
العالم كله يمر بأزمة مالية بسبب وقوع أزمات متتالية، بداية من أزمة كورونا التي أثرت على العالم أجمع والإقتصاد العالمي بصفة عامة، ثم الحرب الروسية الأوكرانية التي زادت من حجم الأزمات التي يعاني منها المجتمع الدولي، بنقص السلع الغذائية ونقص الغلال والحبوب، وهما دولتان كبيرتان مصدرتان للقمح والمنتجات الغذائية، لذلك كانت هناك حالة جمود بين مصر وصندوق النقد الدولي، ولا أعتقد أنها حالة جمود، وإنما مفاوضات، هي مفاوضات صعبة تمر بوضعها الطبيعي بسبب ما يحدث جراء الأزمات المتتالية.

يرى البعض أن إرسال مصر وفداً سياسياً رفيع المستوى إلى روسيا في زيارة خلال الشهر الماضي يعد سببا لتراجع حماسة الإدارة الأميركية تجاه خطوات دعم المفاوضات بين مصر والصندوق فهل تتفق مع ذلك؟
نعم أتفق مع ذلك تماما، الإدارة الأمريكية لا ترغب في أي تقارب بين الدول الحليفة مع روسيا، وتعتبر أن روسيا العدو الأول لها، هي والصين، فتلك الدولتان تهددان سيطرتها على العالم كله، لذلك هي تحاول بقدر الإمكان أن يكون لها تأثير أو ضغط على كل دول العالم التي لا تعادي واشنطن، لكن مصر لها سياسية خاصة بها، ولا ترضى أن تكون تابعة للإدارة الأمريكية أو تحت هيمنة أي دولة أخرى.

يرى محللون أن الإدارة الأمريكية لا تريد خسارة مصر كحليف إستراتيجي ولكنها متحفظة على التقارب بين القاهرة وموسكو فكيف ترى ذلك؟
من المؤكد أن أمريكا لا تستطيع ولا تتحمل عقبات أن تخسر مصر كحليف إستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، ومصر لها دور وثقل كبير على مستوى أفريقيا والعالم العربي، ولا يمكن لأمريكا المخاطرة بخسارة مصر، ولكنها تحاول بقدر الإمكان أن تتحفظ على التقارب بين القاهرة وموسكو، وتحاول خلق عداوة بين الدول الحليفة لها مع روسيا، ولكنها لا تستطيع أن تضغط على مصر في تغيير سياستها الخارجية، و لكن مصر لها سياسة مستقلة ولا ترضخ لأي ضغوط خارجية، إلا حسب مصلحتها وسياستها الخارجية، لكن أمريكا تحاول بقدر الإمكان أن تستخدم أوراق الضغط التي تملكها ضد أي دولة، لعدم حدوث تقارب بين الدول الحليفة لها وروسيا كعدو أول للولايات المتحدة الأمريكية.

كيف يمكن للقاهرة خلق توازن بين علاقاتها مع روسيا وواشنطن دون خسارة أي طرف فى ظل وجود مصالح مشتركة مع الجانبين؟
مصر لها سياسة خارجية مستقلة، لا ترغب في الانحياز لطرف على حساب طرف آخر، لتعمل على حسب مصالحها الخارجية، وتحاول بقدر الإمكان الحفاظ على علاقاتها مع كل الدول سواسية، سواء أمريكا أو روسيا أو الصين أو الاتحاد الأوروبي، لذلك كل العالم يعلم أن مصر تتبع سياستها الخاصة، وأن مصر دولة كبيرة ومستقلة، ومصر لا تعادي أي دولة إلا في حالة معادتها بشكل خاص، لكنها لا ترضخ لأي ضغوطات من أي جهة ما، لأن سياسة مصر سياسة مستقلة، وتعمل على مصالحها الخارجية والداخلية.

صرحت وزارة الصناعة والتجارة الروسية بأن موسكو والقاهرة ستتحولان إلى التسويات التجارية المتبادلة بالروبل والجنيه للتسويات المتبادلة؛ فهل يعني ذلك أن روسيا ستكون حليفا إقتصاديا لمصر بديلا عن واشنطن؟
 مصر لا تستبدل حليف بحليف، إنما تتعامل مع كل الدول بشكل متساوٍ وحسب مصالحها وحسب رؤيتها وسياستها الخارجية، ليس معنى أن هناك علاقات قوية وإستراتيجية بين مصر وروسيا أن ذلك ضد العلاقات المصرية الأمريكية الإستراتيجية أيضا، والتي لها جذور تاريخية، وهناك إتفاقيات ومصالح مشتركة، مصر تعمل مع كل الدول بشكل متساوٍ ومستقل، وليس لها أي تدخل بين أي نزاع بين الدول الأخرى، ولا تضع نفسها في مأزق، أو في مواجهة أي دولة إلا في حالة معاداة مصر بشكل خاص، مصر تتعامل بمبدأ المساواة، ومبدأ التكافؤ مع كل دول العالم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here