مصر تحصل على 30 مقاتلة جوية من طراز رافال

19
مقاتلة من طراز رافال الفرنسية تابعة للقوات الجوية المصرية

إعداد: سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. تسعى مصر بكل جهد لتطوير منظومتها الدفاعية بكافة أفرع القوات المسلحة بشكل عام والجوية بشكل خاص، إيمانا بأهمية التطوير والتسليح لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، وفي وقت تواجه فيه مصر الكثير من التهديدات الداخلية والخارجية.

و في هذا الإطار أثار إعلان شركة “داسو أفياسيون” الفرنسية، دخول عقد توريد 30 مقاتلة من طراز “رافال” للجيش المصري حيز التنفيذ، ردود فعل مرحبة في مصر، وسط إشادات بإمكانياتها وقدراتها الهائلة.

وكانت الشركة الفرنسية كشفت أن عدد طائرات رافال التي باتت تمتلكها القوات الجوية المصرية سيرتفع إلى 54 طائرة، مما يجعلها ثاني أكثر دولة في العالم امتلاكا لطائرات رافال، بعد القوات الجوية الفرنسية.

ومطلع مايو من العام الجاري، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، أن مصر وفرنسا وقعتا عقد توريد 30 طائرة، على أن يتم تمويل العقد المبرم من خلال قرض تمويلي يصل مدته كحد أدنى إلى 10 سنوات.

وهذه الصفقة ليست الأولى من نوعها بالنسبة للقوات المسلحة المصرية، إذ أبرمت مصر وفرنسا عام 2015، عقدا لتوريد 24 طائرة طراز رافال لصالح القوات الجوية المصرية، وفي هذا الإطار يتحدث إلى “أفريقيا برس” اللواء ناجي شهود في الحوار الصحفي التالي:

ما أهمية حصول مصر على 30 مقاتلة من طراز رافال الفرنسية؟

اللواء ناجي شهود، نائب مدير المخابرات الحربية الأسبق

فيما يتعلق بحصول مصرعلى 30 مقاتلة رافال فيجب تحديث وتطوير القوات الجوية المصرية بنفس نمط تطوير كافة أذرع القوات المسلحة المصرية، وهذا جزء حتمي ورئيسي، خاصة أن التحديات والتهديدات التي تمر بالمنطقة تأخذ شكلا جديدا وظروفا جديدة، ليس لها نمط وبعيدة عن الحرب النظامية والتهديدات النظامية، وهذا أمر يستدعي أن تكون مصر على أهبة الاستعداد بكل أفرع قواتها المسلحة وعلى رأسها القوات الجوية لمواجهة تلك التهديدات، والقوات المسلحة المصرية لديها عقيدة راسخة بألا تعتدي أو تتجاوز أو تجور على حدود دولة أخرى، ولذلك أهمية إمتلاك تلك الطائرات هو التحديث والتطوير والتماشي مع التهديدات، في التوقيت الذي تتطلبه مهام القوات الجوية والقوات المسلحة المصرية.

مع تلك الخطوة سيتغير تصنيف غلوبال فاير باور لعدد القطع الجوية لتتقدم مصر من المركز العاشر عالميا إلى الثامن فكيف ستغير تلك الصفقة قواعد اللعبة في الجو ؟
فيما يخص تصنيف غلوبال فاير باور في حقيقة الأمر أنا أرى أن هذا التصنيف مغرض، وله أهداف خاصة، فهو يرفع ويخفض الدول طبقا لرؤى وتوجهات خاصة، لذلك فأنا لا أعترف بهذا التصنيف والتقييم ولا أضعه في اعتباراتي، سواء للقوات الجوية أو لأي فرع للقوات المسلحة، فمصر تقدر إحتياجاتها دون الاهتمام بأي تصنيفات، لأن تلك التصنيفات لها أهداف سياسية، وإذا سلمنا بتلك التصنيفات فهذا يعني أننا لا نملك قيمة لحقوق الإنسان كما ذكر في بعض التصنيفات العالمية،  وهذا الأمر لا يتماشى مع الواقع،  فنحن نعلم قيمتنا وقيمة أجهزتنا وقواتنا المسلحة، وتصنيفا وتجهيزاتنا تتشكل من حيث تقييمنا للتهديدات الموجودة في المنطقة.

كيف ستغير الصفقة وضع مصر عسكريا في المنطقة خاصة في ظل التحديات ووجود الكثير من التوترات؟
بالطبع تلك الخطوة تمثل إضافة جديدة، خاصة وأن هناك الكثير من التغيرات والتطورات في العالم، والإرهاب العالمي الآن ممول من جهات معينة تقوم بتمويله وتسليحه بأسلحة سواء مرتبطة بتهديد القوات الجوية أو البرية أو البحرية، ولذلك وجود هذه الطائرات يمثل إضافة للقوات المسلحة المصرية، ولا توجد مقارنة ولا نضع في إعتباراتنا المقارنة بين قواتنا المسلحة بأفرعها المختلفة مع أي قوات مسلحة لأي دولة أخرى،  وما يعنينا هو تنفيذ المهام التي تطلب من القوات الجوية المصرية ومن القوات المسلحة المصرية.

لماذا وضعت مصر خطة لتطوير تسليحها عسكريا وجويا وكيف تتوقع الخطوات القادمة للجهاز الدفاعي المصري؟
فيما يتعلق بالتطوير وتحديث القوات الجوية والمسلحة فيجب أن نتفق على أن التطوير هو سمة الحياة، القوات المسلحة المصرية هي ككائن حي يتنفس ويعيش وعلى جاهزية لتنفيذ مهامها،  والقوات المسلحة المصرية يجب أن تكون على أهبة الإستعداد لتنفيذ أوامر شعب مصر، هذا الأمر يستوجب أن يكون لدى مصر دائما تطوير مستمر لقواتها المسلحة، بما فيها القوات الجوية وهذا يتماشى مع التطوير الذي يحدث مع باقي أفرع القوات المسلحة، وطبعا ما يعلن عنه دائما من تسليح خارجي  يحدث يذكر على الملأ، ولكن  هناك أيضا تطوير لخطط الاستهداف والتكتيكات الداخلية، والتي لا يعلمها سوى المسؤول والمختص بتنفيذ المهام بتلك المعدات.

كيف تقيم التعاون العسكري بين مصر وفرنسا خلال العقدين الأخيرين؟
فيما يخص بتقييم العلاقة والتعاون العسكري بين مصر وفرنسا خلال العقدين الأخيرين فلكي يكون هناك تعاون عسكري بهذا الحجم وبهذا القدر من الأهمية؛ لابد أن يكون هناك تقارب في الرؤى السياسية، فالدولتان متفاهمتان من الناحية السياسية ومتفقتان على طبيعة التحديات والتهديدات التي تخوضها القوات المسلحة المصرية، وهناك تأييد مشترك لحق مصر في مواجهة تلك التحديات، وهذا المسار الصحيح لبلدين لهما تاريخ وحضارة وسمات حضارية عريقة، وفرنسا مشرفة على مخرج القطع البحرية في البحر المتوسط،  ومصر مسؤولة عن عن الإتجاه الجنوبي الشرقي، والدولتان تنفذان مهام متقاربة،  وهذا يدفع للتقارب بين مصر وفرنسا، إضافة أيضا للتدريب المتوالي المشترك، وتبادل الآراء في الرؤى السياسية،  وأنا أرى أن هذا مسار صحيح للعلاقة بين دولة مثل فرنسا في أوروبا و دولة مثل مصر في أفريقيا، وتعديل هذا المسار الصحيح يدفع المنطقة إلى إتخاذ المسار الصحيح وبالتالي تأخذ مصر مكانتها المعتادة في المنطقة بعد فترة من العزلة عاشتها، وذلك بسبب بعض المؤامرات التي حيكت ضدها حتى 2013، فعادت مصر بعد ذلك لمكانتها العالمية، وفرنسا لم تكن لتقدم على تلك الخطوة للتعاون العسكري مع مصر لولا قناعتها بأهمية مصر كدولة محورية وأساسية عربيا وأفريقيا وعالميا.

 

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here