مصر تقترب من روسيا لتعزيز سياسة تعدد المحاور

14
مصر تقترب من روسيا لتعزيز سياسة تعدد المحاور
مصر تقترب من روسيا لتعزيز سياسة تعدد المحاور

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. توتر جديد تشهده العلاقات المصرية الأمريكية بعد تحسن تمثل في اللقاء الثنائي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الأميركي جو بايدن على هامش قمة جدة في السعودية، والتي عُقدت في 16 يوليو الماضي، وجاء هذا التوتر بعد إتخاذ القاهرة خطوات متقدمة في العلاقة مع موسكو، أبرزها تسلّم مصر 4 مقاتلات روسية من طراز “سوخوي 35” متعددة المهام. وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الناصر منصور في الحوار الصحفي التالي:

يرى محللون إن تخاذ القاهرة خطوات متقدمة تجاه موسكو خلال الأسابيع الماضية، أبرزها تسلّم مصر مقاتلات روسية من طراز سوخوي 35 من شأنه أن يسبب إنتكاسة في العلاقات المصرية الأمريكية، فهل تتفق مع ذلك؟

العلاقات المصرية الأمريكية هي علاقة إستراتيجية، ومصر تحاول أن تحدث توازن في تعاملاتها مع كافة دول العالم، ومصلحة مصر فوق كل اعتبار في التعاملات الدولية والإقليمية، خاصة مع سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

عبدالناصر منصور، محلل سياسي وإقتصادي

أعلنت الإدارة الأميركية تحفظات على إتفاقيات جرت أخيراً بين مصر وروسيا، شملت دعماً لمواقف موسكو وحلفائها، وأعلنت واشنطن بأنها ظنت أنها أمنت الموقف المصري بشكل كامل من إبداء أي انحياز، أو دعم لموسكو عقب اللقاء الذي جمع السيسي وبايدن في جدة فهل يعد ذلك تهديد أمريكي لمصر؟

الولايات المتحده الأمريكية دائما وابدا تتحدث عن مصالحها وليس عن علاقات الدول المختلفة، لكن هذا التعود جاء من خلال تعاملات الحكومة الأمريكية مع حكومة الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكن مع الوضع الجديد بعد ثورة 30 يونيو إختلف الوضع تماما، فالحكومة المصرية لا تعمل إلا لمصلحة مصر فقط، وتحدث توازنات في تعاملاتها مع مختلف دول العالم شرقا و غربا، ولكن إذا كان هناك موقف ما من أي حكومة، سواء كانت أمريكية أو غيرها من حكومات المعسكر الشرقي فهذا شأنهم الداخلي، ولكن مصر تسعى لأن تكون هناك علاقات إستراتيجية سواء مع أمريكا أو الصين أو روسيا أو أي دولة من دول العالم، حتى لا تفقد مصر مكانتها في التعامل، لأن مصر دولة كبيرة لا تنتظر أي إملاءات من أي دولة بشكل عام.

يرى البعض أن القاهرة قلقة من توتر علاقاتها بواشنطن لأسباب متعددة، أهمها إحتياجها للدعم الأميركي خلال مفاوضات صندوق النقد الدولي للحصول على القرض الجديد فكيف ترى ذلك؟

حكومة بايدن لها نظرة مختلفة عن حكومة الرئيس الأمريكي السابق، لكن نحن لا نتعامل مع أفراد بل نتعامل مع مؤسسات، وإذا كان هناك من يتحدث عن توتر في العلاقات فهذا غير صحيح، إذا نظرنا إلى اليوم تحديدا فهناك مناورات عسكرية تشارك فيها أمريكا كمراقب وأيضا بوجود الملحق العسكري الأمريكي في القاهرة، حيث قام بزيارة لأكاديمية ناصر العسكرية لدعم العلاقات فيما بين البلدين، الإستثمارات الأمريكية كما هي، التعاون العسكري مستمر وهناك طائرات أمريكية منضمة بالفعل الجيش المصري، سواء كان طائرات الأباتشي أو إف 16 أو غيرها من المعدات العسكرية، أمريكا كانت وستظل شريك استراتيجي، الوضع مع أمريكا أو مع أي دولة أخرى لا يبنى على قرار أو موقف، لكن هناك علاقات ممتدة و طويلة، ولا تتوقف عند رأي حكومة في موقف مصر تجاه أي قضية من القضايا الإقليمية أو العالمية.

هل تعتقد أن مصر تلجأ حاليا لتحسين علاقاتها مع روسيا بعد تخلي أمريكا عنها في قضية سد النهضة؟

مصر لم تلجأ لروسيا في هذا الملف تحديدا ولكن مصر تعرض موقفها من سد النهضة، وإيمانها بأن يكون هناك تنمية في أثيوبيا كدولة من الدول الشريكة معنا في نهر النيل، وهي إحدى دول المنبع لنهر النيل الذي ينتهي في مصر، أعتقد أن علاقات مصر بأمريكا وعلاقة مصر بروسيا لم ولن تتوقف عند موقف إحدى هذه الدول في قضية من القضايا، فهناك قضايا خلافية وهناك خلاف في الرأي وخلاف في وجهات النظر، الدعم الأمريكي أو الروسي لا يمنع مصر من أن تحافظ على حقها في مياه النيل، وكررها السيد الرئيس كثيرا بأن مصر تتعامل مع أثيوبيا و مع قضية النيل بشكل يحفظ حق مصر في المياه، وهو 55.5 مليار متر مكعب، لم ولن تنقص هذه الكمية نهائيا ولن يسمح بذلك سواء اليوم أو الغد أو على مدار الأعوام القادمة، روسيا لن تكون بديلا في هذا الموقف، فهناك الصين وهناك المجتمع الأوروبي وأيضا الإتحاد الأفريقي، كل هذه التجمعات أعتقد أن لها دور، ومصر فقط تشهد المجتمع الدولي على ما تريد أثيوبيا أن تحدثه من إضرار، لكن لن يسمح بأن تقوم أثيوبيا بأي ضرر خاصة في مياه النيل تجاه مصر.

هل تتوقع قيام الولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ إجراءات ضد مصر خاصة على الصعيد الإقتصادي بعد الإتفاق المصري الروسي الاخير؟

أعتقد أن أمريكا لا تنظر لمصر بهذا الموقف المتدني، خاصة وأن مصر بعد 30 يونيو إختلفت تماما عن مصر قبل ذلك، كما أن مصر حليف إستراتيجي لأمريكا وهي لا تريد أن تخسر دولة مثل مصر، فهي الحليف الإستراتيجي لها في المنطقة، حتى لو كان هناك خلافات في الرؤى أو تباين، ولكن أمريكا لاتضع مصر في موقف مثل روسيا نهائيا، أمريكا تتعامل مع روسيا كدولة عدوة هي والصين، ولكنها تتعامل مع مصر بشكل آخر حتى لو كان هناك اختلاف في الرؤى ووجهات النظر.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here