سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. شهدت العلاقات المصرية الألمانية الكثير من التطور في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والعسكرية، خلال الفترة الماضية شهد البلدان زيارات متبادلة، وتوقيع الإتفاقيات الإقتصادية، وهناك أيضا التعاون العسكري الذي يشهد نموا كبيرا من خلال عقد صفقات أسلحة عدة، تحرص مصر على استمرارها، خاصة وأن ألمانيا من أكثر الدول تقدما في مجال صناعة السلاح. وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس”؛ الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد في الحوار الصحفي التالي:

ذكرت وزارة التعاون الدولي في تقريرها السنوي أن عام 2021 شهد العديد من التطورات على مستوى العلاقات المصرية الألمانية، فما أوجه هذا التعاون من وجهة نظرك؟
أعتقد أن هناك مجالات كثيرة للتعاون بين مصر وألمانيا، كان هناك توقيع إتفاقيات لعدد من المجالات المختلفة، منها مجال النقل حيث تم توقيع إتفاقية بين وزارة النقل المصرية وشركة “سيمنز” الألمانية في مجال الجر الكهربائي والسكك الحديدية، حيث ستقوم تلك الشركة بتنفيذ خط القطار الكهربائي المصري “العين السخنة-العلمين”، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الطاقة المختلفة والإتصالات والمجال الطبي، حيث قامت ألمانيا بمنح مصر أكثر من 400 ألف جرعة من لقاح استرازينكا، لمواجهة كورونا، بالإضافة إلى تبادل الزيارات المختلفة بين الجانبين، ومجال التسليح، حيث تعاقدت مصر على 4 غواصات ألمانية الصنع، وعدد من الأسلحة الأخرى التي قامت ألمانيا بتوريدها إلى مصر، وأعتقد أن العلاقات بين مصر وألمانيا تتمتع بأوجه تعاون كثيرة.
تشهد العلاقات المصرية الألمانية العسكرية تعاونًا واضحًا في شتى المجالات، ولعل ما يؤكد على ذلك عمق العلاقات الثنائية بين البلدين فى هذا المجال المهم. فما أوجه هذا التعاون من وجهة نظرك؟
بالتأكيد التعاون مع الجانب الألماني وعقد الإتفاقيات العسكرية بين مصر وألمانيا في مجالات كثيرة سواء في مجال الدفاع أو مكافحة الإرهاب، كل هذا بالتأكيد في ظل تلك الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة مهم للغاية، و مصر تعمل على تحسين علاقاتها بجميع الدول سواء في الشرق الأوسط أو في أوروبا، وألمانيا كانت دائما من الحلفاء الرئيسيين لمصر في أوروبا، والعلاقات العسكرية والإقتصادية بين مصر وألمانيا كانت تشهد دائما زيادة كبيرة وتعاون في جميع المجالات، وبالتالي عندما تعزز مصر وألمانيا هذا التعاون العسكري في ظل هذه الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، بالتأكيد هذا سيكون مفيدا للجانب المصري ويعمل على تطوير القدرات العسكرية للجانب المصري، بالإضافة إلى أنه يساعد على نمو التبادل التجاري ونمو التعاون العسكري والتجاري بين كل من مصر وألمانيا، وبالتالي الشراكة بين البلدين في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به المنطقة، والأزمات الكثيرة التي تمر بها المنطقة، والحروب سواء في اليمن أو في سوريا أو في ليبيا، والتوتر بين إيران والغرب حول الملف النووي، كل هذه الأشياء بالتأكيد التعاون المصري الألماني سيعزز وسيكون مفيدا لكلا الجانبين في التعامل مع الملفات في المنطقة، بالإضافة إلى أن مصر تعاملت مع ألمانيا في المسئلة الليبية، فتم عقد مؤتمر برلين 1 وبرلين 2، ودعمت مصر هذا المؤتمر، وحضر الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا المؤتمر لعودة الإستقرار إلى ليبيا مرة أخرى وبالتالي تعزيز التعاون بين الجانبين.
شهدت العلاقات المصرية الألمانية الكثير من التعاون والاتفاقيات العسكرية في مجال مكافحة الإرهاب فما أهمية تلك الخطوة في ظل الظروف الراهنة التي تتعرض لها المنطقة ؟
أعتقد أن التعاون مع دولة مثل ألمانيا في هذا التوقيت سواء في مكافحة الإرهاب أو في تعزيز التعاون العسكري بالتأكيد له فائدة كبيرة لمصر، ألمانيا دولة كبيرة في مجال التصنيع العسكري، وخاصة في مجال الغواصات وأسلحة الدفاع الجوي، وبالتالي التعاون معها في هذا المجال بالتأكيد سيساعد الدولة المصرية في مواجهة التحديات الأمنية، سواء في مكافحة الإرهاب أو في غيره، بالإضافة إلى أن هذا التعاون سيؤدي إلى تعزيز العلاقات بين الدولتين في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة، وفي ظل أجواء الحرب التي تخيم على أوروبا بسبب الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى أن هذا سيعطي زخما كبيرا للعلاقات بين البلدين، وسيؤدي في النهاية إلى أن تحصل مصر على أسلحة متطورة للغاية من الجانب الألماني في المستقبل، وهو ما سيعزز قدرة الجيش المصري على مجابهة كافة التحديات.
ما حجم ومضمون صفقات السلاح التي تم إبرامها بين برلين والقاهرة، وهل يقتصر التعاون العسكري بين البلدين على استيراد الأسلحة الألمانية؟
التعاون العسكري المصري الألماني شهد خلال فترة تولي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل؛ زيادة كبيرة في مجال صفقات الأسلحة المتبادلة، وحصلت مصر على أربعة غواصات ألمانية متقدمة الصنع، بالإضافة إلى أن مصر حصلت أخيرا على منظومة دفاع جوي ألمانية، وتبادل المعلومات بين الجانبين والزيارات العسكرية بين الجانبين، وتبادل المناورات العسكرية بين مصر وألمانيا في مجالات التدريب، وللقوات البحرية التي إشتركت في مناورات كثيرة خلال الفترة الماضية.
وافقت الحكومة الألمانية عام 2021 على صادرات أسلحة بلغت قيمتها 9.35 مليار يورو، وهي قيمة غير مسبوقة في صادرات الأسلحة الألمانية، فما أهمية تلك الخطوة لمصر؟
أهمية صادرات الأسلحة الألمانية لمصر وحجم هذه الأسلحة يعزز التعاون بين الجانبين، ويجعل العلاقات الثنائية المصرية الألمانية متينة للغاية، بالإضافة إلى زيادة تبادل الخبرات العسكرية بين الجانبين، وكل صفقات الأسلحة التي أبرمتها مصر مع الحكومة الألمانية، سواء الغواصات أو وسائل الدفاع الجوي كلها تعزز القوات المسلحة المصرية، وبالتأكيد إنضمام هذه الأسلحة إلى القوات المسلحة المصرية تعمل على زيادة كفاءتها، وستعمل على تحسن تصنيف الجيش المصري ضمن الجيوش الكبرى في العالم.
جاءت مصر ضمن قائمة أهم الدول الحاصلة على تصاريح لتوريدات أسلحة من الحكومة الألمانية خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2021، فلماذا تهتم مصر بالحصول على أسلحة ألمانية؟
تهتم مصر بالتأكيد بالسلاح الألماني نظرا للسمعة الكبيرة التي تحظى بها الصناعات العسكرية الألمانية في العالم، سواء عن طريق الغواصات أو الفرقاطات البحرية أو وسائل الدفاع الجوي أو الذخيرة والأسلحة الأخرى، ألمانيا من الدول الكبرى في صناعة الأسلحة وبالتالي عندما تبرم مصر معها صفقات كبيرة فبالتأكيد هذا سيعود بالنفع على الجانب المصري وعلى الجيش المصري، لأنه سيزيد من الأسلحة المتطورة داخل القوات المسلحة المصرية، وسينقل الخبرة الألمانية إلى الجانب المصري، وسيعمل هذا التعاون العسكري بين الجانبين على تبادل الخبرات ووسائل التدريب بين الجيشين الألماني والمصري، وهذا سيعزز العلاقات العسكرية بين مصر وألمانيا ويجعل ألمانيا شريكا لمصر في الشرق الأوسط.
يتم حاليا تنفيذ 14 مشروعًا بين مصر والمانيا بقيمة 117.8 مليون يورو في قطاعات: الهجرة وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة والصرف الصحي وسوق العمل والتعليم الفني والتدريب المهني فما أهمية تلك المشاريع لمصر؟
أعتقد أن هذه المشاريع مهمة للغاية بالنسبة لمصر، سواء في مجال الهجرة أو الطاقة أو الصرف الصحي أو سوق العمل والتعليم الفني والتدريب المهني، لأن هذه المشاريع المتبادلة بين الجانبين تساعد على نقل الخبرات الألمانية إلى مصر في هذه المجالات، ألمانيا دولة متقدمة للغاية، وبالتالي عندما يتم التعامل معها في هذه المجالات تكتسب مصر وتكتسب الحكومة المصرية الكثير من الخبرات للتعامل مع هذه المشكلات، وتنفيذ الكثير من المشاريع التي تأخذ خبرة الجانب الألماني في الحسبان، وبالتالي تعمل على تطوير هذه المشروعات، بالإضافة إلى أن الخبرات الألمانية مفيدة للغاية بالنسبة للحكومة المصرية والجانب المصري.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس