مصر والجزائر..تعزيز تعاون فرضته المرحلة الراهنة في المنطقة

37
تبون والسیسی

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. في إطار الحرص المصري على تحقيق المصالح المشتركة للبلدين في المنطقة، وتحقيق التعاون في المجالات المختلفة لبلوغ التنمية الاقتصادية، ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تعزيز التعاون التجاري والأمني والعسكري بين البلدين، إضافة إلى الأزمة الليبية حيث تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا من تبون، أكد خلاله الأخير اهتمام بلاده “بتكثيف التعاون والتنسيق الثنائي في كافة المجالات؛ خاصة الاقتصادية والأمنية وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين كما تطرق الجانبان إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة في الجارة ليبيا، وذلك لتحقيق هدف رئيسي وهو تفعيل إرادة الشعب الليبي من خلال دعم مؤسسات الدولة الليبية، ومساندة الجهود الحالية لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا”. ويتحدث إلى “أفريقيا برس”، الدكتور محمود بكري، عضو مجلس الشيوخ و رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الأسبوع في الحوار الصحفي التالي:

محمود بكري، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي

ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تعزيز التعاون التجاري والأمني والعسكري بين البلدين، كيف تقيم التقارب المصري الجزائري رغم اختلاف التوجهات السياسية بينهما؟
التقارب بين مصر والجزائر يأتي في ظروف إقليمية ودولية إستثنائية، وتعبر عن الرغبة الحقيقية في تعزيز وتنويع علاقات التعاون القائمة، وتعزيز أواصر الأخوة بين البلدين، وتنسيق جهود البلدان العربية الرامية إلى توحيد الرؤى حول القضايا التي تخص الوضع القائم في الوطن العربي وأفريقيا، وتعد بمثابة عصر جديد لمستقبل العلاقات بين البلدين.

ما أبرز المجالات التي يمكن خلق تعاون خلالها بين مصر والجزائر خاصة على المستوى الإقتصادي؟
هذا التقارب في العلاقة بين مصر والجزائر يؤكد علي الرغبة الحقيقية في تحقيق شراكة إقتصادية تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، وتسهم في تنشيط الإستثمارات من خلال تفعيل مجتمع رجال الأعمال في البلدين لبناء استثمارات وشراكات حقيقية، ولعل توجيه الرئيسين المصري والجزائري بعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة بين مصر والجزائر برئاسة رئيسي وزراء البلدين، وكذلك آلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، خلال النصف الأول من هذا العام، يؤكد على السير قدما صوب تعاون أوسع بين البلدين بالإضافة إلى زيادة معدلات التبادل التجاري، وتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات في مختلف المجالات بما يدعم جهود الدولتين في تحقيق التنمية والرخاء.

الرئيس المصري ونظيره الجزائري، ناقشا تعزيز التعاون الأمني والعسكري، ما هي المخاطر التي تهدد البلدين وتجعل التعاون الأمني والعسكري أمرا ضروريا؟
من أهم ما يشغل مصر والحزائر حاليا؛ سبل إيجاد آلية مشتركة لمواجهة تنامي الحركات الإرهابية، وهو مايؤكد على حتمية التعاون في إطار شراكة استراتيجية، إستنادا إلى المصير المشترك، والرغبة في حلحلة الأزمات الأفريقية والعربية، خاصة وأن مصر والجزائر إستطاعتا التغلب على التحديات والمؤامرات والفوضى التي عصفت بدول عدة في المنطقة العربية، ومن ثم فإنه يقع على عاتقهما إعادة ترتيب البيت العربي ومساعدة دول الجوار في التغلب على التحديات المفروضة عليهم. وتعد مكافحة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، هدفا مشتركا للبلدين، حيث تستهدف تلك الجماعات الإرهابية كلاهما، على اعتبار مصر والجزائر من أكبر الدول العربية مساحة، وتعد مصر أكبر الدول العربية سكانا وتمثل ربع سكان العالم العربي، وهو ما يفرض عليهما التعاون من أجل إجهاض مخططات تلك الجماعات الإرهابية العابرة للحدود.


تطرق الجانبان المصري الجزائري إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة في الجارة ليبيا، ما مصلحة البلدين في تحقيق الإستقرار الليبي؟
هناك توافق بين مصر والجزائر، حيث يرفض البلدان التدخل الخارجي في ليبيا بكافة أشكاله وألوانه، ويتوافقان كذلك حول أهمية استئناف المسار السياسي والنظر إلى كل المشاكل الموجودة في ليبيا كحزمة واحدة متكاملة، لحل المشاكل كافة، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية وإعادة بناء المؤسسات الليبية وإعادة البناء السياسي والدستوري، وهناك اتفاق بين البلدين حول ضرورة خروج كل القوات من ليبيا، وليس فقط المرتزقة، إلا أن هذا الخروج لا بد أن يكون منظما وتحت إشراف دولي، ولا يجب أن يكون فوضويا وغير منظم، ما يؤثر على إستقرار دول الجوار، وفي المقدمة منها مصر والجزائر، واللتان ترتبطان بحدود مشتركة مع الجارة ليبيا، مايجعل الأحداث في ليبيا مؤثرة وبشكل مباشر على الأمن والإستقرار في كلا البلدين.

هل تعتقد أن الخلافات السياسية بين البلدين قد تشكل عائقا أمام تحقيق التعاون المصري الجزائري، أم إن المصالح المشتركة ستكون لها الأولوية؟
لاشك أن القاهرة والجزائر تشكلان قلب المشرق والمغرب العربي، وبتعاونهما ستكونا قادرتان على مواجهة مختلف التحديات التي تطرأ على الساحة العربية والإقليمية والدولية، وكليهما لديه فهم حقيقي لمختلف الأجندات التي تستهدف أمن المنطقة، وهو فهم نابع من عقيدة أمنية وإقتصادية قائمة على مبادئ مشتركة تؤسس لأهمية وحدة وحماية دول الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض كافة أشكال التدخل الأجنبي في المنطقة. هذه التحديات تجعل من البلدين على توافق من مختلف القضايا، وتدفع نحو التقارب والتعاون رغم التباينات بينهما حول جملة القضايا السياسية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here