مصر وطريقها نحو التسليح البحري

23
مصر وطريقها نحو التسليح البحري

حوار: سحر جمال

أفريقيا برسمصر. أظهرت بيانات موقع “غلوبال فاير باور” المختص بالشؤون العسكرية، أن مصر والجزائر من أقوى دول العالم التي تمتلك أسطول غواصات. وحسب القائمة المنشورة على موقع “غلوبال فاير باور”، جاءت الجزائر في المركز الـ 15 وتلتها مصر في المركز الـ 16، وتمتلك كل منهما 8 غواصات.

في حين احتلت الصين الصدارة عالميا، حيث تمتلك 79 غواصة، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بـ 68 غواصة، ثم روسيا 64 غواصة، ثم كوريا الشمالية 36 غواصة، إيران 29، كوريا الجنوبية 22، اليابان 20، الهند 17، تركيا 12.

ويليهم كولومبيا واليونان وبريطانيا وتمتلك كل منهم 11 غواصة، وفرنسا 10، وباكستان 9. بينما تمتلك كل من أستراليا والبرازيل وألمانيا والنرويج وفييتنام 6 غواصات، وإندونيسيا والبيرو والسويد 5 غواصات، وأذربيجان وكندا والشيلي وتايوان 4 غواصات، وبولندا وجنوب أفريقيا 3 غواصات. في حين تمتلك الأرجنتين وبنغلاديش والإكوادور وماليزيا والبرتغال وإسبانيا وفنزويلا غواصتان، وميانمار غواصة واحدة.

وأشار الموقع أن الجيوش تستخدم الغواصات لدعم عمليات القوات الخاصة وأعمال الاستطلاع، كما أن الغواصة الهجومية الحديثة قادرة على هجوم بحري وبري من خلال الوسائل التقليدية والنووية، ولكنها في المقام الأول تستخدم كعنصر رادع في المياه الإقليمية.

وأوضح الموقع أن القائمة التي نشرها لا تعتمد في تقييمها على التمييز بين الأنواع التي تعمل بالطاقة النووية والديزل والكهرباء ولا تأخذ في الاعتبار تصنيف الغواصات “الهجوم التقليدي والهجوم النووي” والعمر وجودة البناء.

يأتي هذا التصنيف في وقت تسعى فيه مصر نحو تقوية قدراتها التسليحية ودعم حدودها لمواجهة المخاطر والتهديدات التي تواجهها خلال تلك الفترة. وفي هذا الشأن كان لـ “أفريقيا برس” هذا اللقاء مع المحلل والخبير العسكري اللواء عبد الرافع درويش.

حدثنا عن تاريخ صناعة الغواصات في مصر ومدى أهميتها الاستراتيجية لمصر؟

30% من الاقتصاد الإسرائيلي يتم تأمينه عبر بيع الأسلحة، فمن يملك سلاحه والقدرة على تصنيعه فهو يمتلك كرامته ونحن الآن نستورد الأسلحة لكن من المهم أن نشارك في التصنيع العسكري سواء بحريا أو بريا أو دفاعا جويا او مدرعات اي كل أفرع الأسلحة للقوات القتالية، ونحن لدينا ترسانة بحرية من أقوى الترسانات في العالم لتصنيع الأسلحة البحرية ومن المهم أن ننتهج الشراكة في التصنيع ونحن لدينا قوتان بجريتان واحدة في البحر الأبيض المتوسط والأخرى في البحر الأحمر  وهذا أمر هام لتأمين مضيق باب المندب وتأمين قناة السويس، لأن أي ضرر يلحق بهذا المضيق سيؤثر على قناة السويس وستتوقف عن العمل.

والأمر الآخر هو حقل ظهر لابد من حمايته وبالطبع لابد من توفير أسلحة قوية في البحر الأبيض المتوسط لتأمين الغاز في حقل ظهر حيث وصلنا الآن إلى تصدير الغاز إلى أوروبا والكثير من الدول تقوم بتصدير الغاز إلينا لتكريره ثم نقوم بإعادة إرساله مرة أخرى، وهذا الأمر يتطلب وجود جاهزية دفاعية في البحر الأبيض المتوسط وعند الحديث عن تاريخ صناعة الغواصات في مصر فالأمر مازال حديثا، فنحن نقوم بمشاركة تصنيع الغواصات مع الجانب الألماني وايضا هناك اتفاقيات مع الجانب الفرنسي تجري حاليا وهذا يعد طريقا جديدا نحو تصنيع الغواصات وبدأت الغواصات تدخل ضمن الترسانة البحرية المصرية ونحن لم ننتج غواصات مصرية بشكل كامل حتى الآن.

كيف تأهلت مصر للمركز ال 16 عالميا كأقوى دول العالم امتلاكا لأسطول غواصات، وماذا يعني ذلك عسكريا لمصر ؟

اللواء عبد الرافع درويش – خبير عسكري

هذا وضع متقدم جدا بالنسبة للقوات البحرية المصرية ونحن الآن نتقدم بشكل كبير في التصنيفات العالمية ونأمل أن نحرز المزيد من التقدم عالميا ونصبح من الدول العظمى في إنتاج وامتلاك أسطول بحري قوي، ونحن الآن نشهد تسارعا وتنافسا عالميا في تصنيع الغواصات البحرية والتعاقد على قطع بحرية متطورة وهناك الكثير من التقدم في مجال اكتشاف حقول الغاز الطبيعي في مصر مما يعني الحاجة للتأمين القوي لها ضد أي اعتداءات.

كيف يؤثر امتلاك أسطول قوي من الغواصات على مكانة مصر العسكرية في المنطقة، وكيف يقوي من تواجدها عربيا وعالميا؟

منذ أن كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع وحتى الآن؛ كان حريصا على تنويع مصادر الأسلحة لأن مصر شهدت حصارا خارجيا على امتلاك الاسلحة وقت ثورة المصريين على نظام حكم الإخوان وتولي الرئيس السيسي، فكان لمصر 10 طائرات أباتشي في الولايات المتحدة الأمريكية تحت الصيانة لكن الولايات المتحدة الأمريكية رفضت تسليم الطائرات المصرية إلينا واستغرق الأمر عامين حتى تم فك الحصار وإعادة الطائرات مرة أخرى، وبالطبع كان هناك حصار على استيراد الأسلحة من أوروبا  والولايات المتحدة الأمريكية ومع دراسة التقلبات التاريخية لصفقات الأسلحة ووقوع مصر تحت ضغط روسيا خلال فترة طويلة بسبب رفضها تصدير الأسلحة لمصر، فانتهجت مصر خلال الفترات الحالية نهج تنويع الأسلحة وعدم الإعتماد على مصدر واحد، فعقدت مصر صفقات الأسلحة مع روسيا والصين وايضا بدأ التعاون العسكري مع كوريا الجنوبية وايضا كوريا الشمالية إضافة لفرنسا واسبانيا وهذا التنويع في مصادر الأسلحة بهدف عدم الاختناق او الوقوع تحت ضغط أي قوى خارجية وهذا كان قرار سياسي صائب لمصلحة مصر في ظل رغبة أمريكية لعدم وصول مصر عسكرياً لمنافسة الجانب الإسرائيلي الحليف الأكبر لواشنطن

ما الخطط التي تضعها مصر مستقبلا لتقوية تسليحها بحريا وعسكريا وكيف ترى اهتمامها في هذه الناحية من خلال خلق تعاون عسكري بحري والاتجاه نحو التسليح القوي والتدريبات المشتركة؟

اي قطع حربية تنضم للقوات البحرية فهذا يعتبر مكسبا كبيرا لمصر وفي ظل وجود غواصات قوية ومتطورة لدى البحرية المصرية فنحن لا نتحدث عن مصادر تسليح عددية فقط بل نحن أمام تسليح الكم والكيف، وعندما نقوم بالحصول على أقوى الأسلحة العالمية ونضع مقومات تكنولوجية حديثة لمواجهة أي مخاطر او حروب قد تحدث ووضع خطط للتشويش على الأسلحة المعادية فنحن هنا نتحدث عن منظومة متكاملة من الغواصات والمدمرات ولانشات صواريخ، اي تنويع شامل للأسلحة الحربية إضافة لتشكيل استراتيجية لاستخدام كل هذه الأسلحة بشكل فعال وتشكيل قوة ردع والتطوير المستمر لإنشاء قواعد بحرية مصرية في الدول الأفريقية وقواعد جوية أيضا حتى نتمكن من التواجد في المنطقة بشكل كبير وشامل.

خلال تلك الفترة ومع التهديدات المختلفة والتوترات في المنطقة، ما أهمية تقوية مصر لأسطولها البحري وخاصة في مجال تأمين حدودها البحرية؟

مجال البحرية منظومة تتبع القوات المسلحة فنحن ندرس الأوضاع الحالية والمحيطة لمعرفة العدو الحالي والعدو المحتمل وما حجم قوته وحجم تسليحه أيضا من خلال دراسة  المعارك الحربية ووضع استراتيجية لقياس حجم القوات المعادية وما هي الاحتياجات القتالية من عدد الغواصات والمدمرات وامكانياتها لمواجهة القوى المعادية المحتملة ووضع خطة للتفوق عليها من خلال التزود بأسلحة ومعدات أكثر تطورا من التي يمتلكها العدو فنحن نواجه تهديدا من كل اتجاه؛ من ليبيا وايضا من السودان وإثيوبيا، الأمر الذي يتطلب الاستعداد لمواجهة كل هذه المخاطر والتهديدات، وايضا يقع على عاتق مصر الكثير من المهام وهي الحفاظ على الأمن القومي العربي ولذلك سنجد تضامنا سعوديا وإماراتيا و بحرينيا وعربيا مع مصر خلال تلك الفترة لأن مصر هي الحائط الصد في المنطقة الأمر الذي يتطلب الاستعداد والجاهزية للقيام بتلك المهمة.

وعند الحديث عن الأمن القومي المصري فاذا لم نقم بتأمين أنفسنا بشكل جيد فستتعرض قناة السويس للكثير من التهديدات واسرائيل تستهدف إنشاء قناة موازية لقناة السويس وهذا خطر يواجه القناة بشكل كبير، الأمر الذي يتطلب تأمينا قويا للقناة من خلال وجود قوات بحرية قوية للوصول إلى تصنيف أكثر تقدما عالميا ووضع حائط ضد أي قوى قد تنوي إلحاق الضرر او تشكيل خطر على الأمن القومي المصري خاصة مع توقع استكشاف البترول أيضا في البحر الأحمر، وهذا يتطلب المزيد من التأمين للبحر الأحمر خلال الفترة المقبلة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here