مصر وفرنسا.. بين التعاون العسكري والمصالح المشتركة

36
مصر وفرنسا.. بين التعاون العسكري والمصالح المشتركة

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. مع وجود الكثير من المصالح المشتركة بين مصر وفرنسا، هناك الكثير من الخطط التي تم الإتفاق عليها بين البلدين لتطوير العلاقات على كافة الأصعدة خلال الفترة المقبلة، وفي هذا الإطار نفذت عناصر من القوات البحرية والجوية في كل من الجيشين المصري والفرنسي  مناورات بحرية وجوية مشتركة في مياه البحر المتوسط. من خلال التدريب المشترك الذي حمل إسم “رمسيس 2022″ والذي استمر لعدة أيام بجمهورية مصر العربية.

وشارك الجانب الفرنسي في التدريب بحاملة المروحيات الفرنسية “شارل ديغول” والمجموعة القتالية المصاحبة لها بالإضافة إلى عدد من الطائرات المقاتلة طراز “رافال”، فيما شارك من الجانب المصري تشكيل بحري من الفرقاطات ولنشات الصواريخ وعناصر من القوات الخاصة البحرية المصرية، بالإضافة إلى عدد من الطائرات المقاتلة طراز إف – 16 المتعددة المهام والطائرات المقاتلة طراز “رافال” و”الميغ – 29″. وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس”، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الناصر منصور في الحوار الصحفي التالي:

عبد الناصر منصور - محلل سياسي وكاتب صحفي
عبد الناصر منصور – محلل سياسي وكاتب صحفي

مصر وفرنسا نفذتا تدريبا عسكريا مشتركا “رمسيس 2022” في البحر المتوسط، ماهي أهمية هذه المناورات؟
التدريب المشترك يأتي لتعزيز القدرات العسكرية بين البلدين، و للدفاع عن منطقة البحر المتوسط وعن الثروات الإقتصادية التي تتمتع بها مصر، وتدريب القوات البحرية والجوية لتنفيذ المهام القتالية على أعلى مستوى.

قبل هذه المناورات كانت مصر قد اشترت من فرنسا طائرات مقاتلة من طراز “رافال” مما جعلها سوقا رئيسية للمعدات العسكرية الفرنسية، حيث بلغ مجموع الواردات المصرية من الأسلحة الفرنسية أكثر من 9 مليارات يورو بين عامي 2015 و2021، كيف تقرأ هذا التعاون من الناحية الأمنية والسياسية؟
مصر إشترت 24 طائرة رافال من فرنسا، ولم يكن  لتلك الطائرة سوقا من قبل، لكن بعد إستخدام القوات الجوية المصرية هذه الطائرة بكفاءة عالية، نظرا لكفاءة الطيار المصري  والتدريب والقوات المسلحة في تلك المجالات، أصبح لطائرة الرافال سوقا عالمية وتم التعاقد من قبل العديد من الجيوش على مستوى العالم لشراء هذه الطائرة التي أصبح لها سوقا بعد شراء مصر لها.

كيف تقيم التعاون الفرنسي المصري في مكافحة الإرهاب وخاصة في سيناء أو على الحدود مع ليبيا؟
مصر وفرنسا تكافحان الإرهاب بشكل قوي جدا، نظرا لما يمثله الإرهاب من تهديد للمصالح،  ليس فقط لمصر وفرنسا، ولكن للمنطقة سواء كانت العريية أو في أوروبا، لما يسببه الإرهاب من تدمير لكل ما هو أخضر ويابس، وبالتالي كان هناك توافق في الرؤى لمكافحة الإرهاب من قبل القوات المصرية وايضا القوات الفرنسية، للقضاء عليه داخل البلدين ومساعدة الدول الأخرى للقضاء عليه.

كذلك نرى هناك تنسيق وتوافق بين مصر وفرنسا في دعم خليفة حفتر في الأزمة الليبية، هل البلدان يرفضان الإسلام السياسي أم يدافعان عن حاكمية المؤسسة العسكرية؟
مصر وفرنسا ترفضان الإسلام السياسي لما يمثله من تهديد حقيقي للسلام في المنطقة، وأهدافه وأجندته إرهابية وليس لها علاقة بالدين على الإطلاق، ولكن هي أجندات خارجية تنفذ، وبالتالي فإن مساعدة مصر وفرنسا ليس لخليفة حفتر كشخص ولكن للمؤسسة العسكرية الليبية  لما لها من وجود على الأرض، كما أنها تحمي ليبيا في الداخل والخارج، وليس لأي هدف سوى الدفاع عن ليبيا، كدولة مستقرة وآمنة، ليس بها عمليات عسكرية أو مرتزقة من الدول التي تصدر المرتزقة إليها، وهو تهديد مباشر لمصر وفرنسا والداخل الليبي، وبالتالي كان هناك إتفاق في الرؤى للقضاء على ما يسمى بالإسلام السياسي الذي يتخذ من الدين غطاء لعملياته الإرهابية الممنهجة والمدعومة من جهات ومنظمات إرهابية دولية.

برز التنسيق المصري الفرنسي كذلك في الحروب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة ومساعي القاهرة وباريس لتحقيق تسوية بين الفصائل الفلسطينية والإسرائيليين، لماذا تحتاج مصر الى فرنسا في التسويات بالشرق الاوسط؟
أصبحت هناك رؤية معتدلة من قبل الحكومة الفرنسية تجاه المنطقة ومحاربة الإرهاب والتطرف، وأيضا محاربة الظلم والاعتداء على الفلسطينين، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، وبالتالي فإن مصر وفرنسا تتفقان على أن يكون هناك تسوية حقيقية بين الفلسطينيين وإسرائيل،  لتكون هناك دولتان ذات سيادة وحدود آمنة، وعدم الإعتداء على الآخر، وبالتالي فإن مصر وفرنسا تدعمان بعضهمها البعض، للوصول إلى تسوية حقيقية للعودة إلى حدود 1967.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here