حوار: سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. وسط الكثير من التوترات التي تحيط المنطقة العربية بشكل عام ومصر والسودان بشكل خاص، اتجهت الدولتان لتنسيق الجهود بينهما في الكثير من المجالات العسكرية والسياسية، وشهدنا تعاوناً عسكرياً كبيراً وعلى مراحل مختلفة خلال الفترة الماضية، ومع وجود أزمة سد النهضة وفشل كافة الحلول السياسية والدبلوماسية في الوصول لحل ينهي هذا الخلاف واستمرار التعنت الأثيوبي؛ ذهبت الكثير من الآراء نحو وجود تنسيق مصري سوداني مشترك لمواجهة الموقف الأثيوبي في خطوة نحو التصعيد العسكري لحماية الأمن القومي المائي لمصر والسودان.
وفي هذا الإطار انطلقت مناورات عسكرية مصرية سودانية مشتركة تحت عنوان “حارس الجنوب 1″، في قاعدة محمد نجيب العسكرية “غرب”.
والتدريب المصري السوداني هو الأول من نوعه بين الجانبين بمشاركة عناصر من حرس الحدود المصرية وعناصر المشاة السودانية المدربة على مهام تأمين الحدود. جاء ذلك وفق بيان للمتحدث العسكري باسم الجيش المصري العقيد أركان حرب غريب عبدالحافظ الذي أشار إلى أن التدريب يستمر حتى 29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
تتضمن المرحلة الأولى من التدريب؛ عقد مجموعة من المحاضرات النظرية والتدريبات العملية للتعرف على الخبرات القتالية للجانبين وتحقيق الدمج والتجانس بين القوات بهدف توحيد المفاهيم القتالية وصقل مهارات القوات المشاركة من الجانبين. ويقام معرض للأسلحة والأجهزة والمعدات التي تستخدم حديثاً في مجال حرس الحدود ومكافحة عمليات التهريب والتسلل.
و تأتي مناورات “حارس الجنوب – 1” في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة لنقل وتبادل الخبرات وتعزيز أوجه التعاون العسكري، وتطوير العمل المشترك بين القوات المسلحة المصرية والسودانية، وفق البيان.
وفي أبريل نيسان الماضي، أختتمت المناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين المصري والسوداني والتي أستمرت لأيام في قاعدة مروى شمال السودان،
وفي هذا الإطار يتحدث إلى “أفريقيا برس” المحلل السياسي والخبير في الشأن الدولي منير أديب في الحوار التالي:

شهدنا الكثير من المناورات المصرية والسودانية والتدريبات المشتركة فما هو الهدف من تلك المناورات الأخيرة؟
المناورات المصرية والسودانية والتدريبات المشتركة تأتي بهدف تحقيق تعاون عسكري مثمر لكلا البلدين، وكما هو معروف أن هذا التدريب المشترك لم يكن الأول من نوعه وأعتقد أنه يعكس علاقات سياسية ودبلوماسية وأيضا عسكرية ما بين كلا البلدين، والسودان تمثل بوابة حقيقية للأمن القومي المصري، ومصر تمثل سنداً حقيقياً للسودان، وأعتقد أن الحفاظ على الأمن القومي السوداني من أهداف وأولويات القيادة السياسية المصرية ولذلك هذه التدريبات العسكرية المشتركة ما بين البلدين تعكس تلك العلاقة القوية الممتدة عبر التاريخ وتعكس أيضاً المصالح المشتركة بين البلدين في المنطقة خاصة وأن هناك تهديدات أيضاً مشتركة للبلدين وبالتالي أعتقد أن هذه التدريبات تأتي في هذا السياق.
هل هناك رسائل محددة خلف تلك المناورات؟
أعتقد أن الرسالة ربما هي ما ذكرته القوات المسلحة عبر بيانها في أنه تعاون عسكري ما بين الدولتين و الهدف منه التدريب العسكري خاصة وأن هناك تحديات مشتركة تواجه القاهرة والخرطوم وبالتالي هذا التدريب المشترك يعكس العلاقة القوية بينهما والرسالة ربما واضحة بصورة مباشرة في بيان القوات المسلحة المصرية.
ما هو الموقف الأثيوبي من تلك المناورات وهل تعتبر تهديد غير مباشر لأديس أبابا؟
فيما يتعلق بالموقف الأثيوبي من تلك المناورات فأعتقد أن مصر والسودان متضررتان بصورة كبيرة من التهديدات المباشرة وغير المباشرة لأديس أبابا أيضا، واذا كان السؤال عن موقف أثيوبيا من تلك المناورات فهذا يعود إلى الأثيوبيين وكيف يتعاطون مع تلك المناورات ولكن في النهاية هذه المناورات تخدم الدولتين عسكرياً وهي مناورات مشتركة وأعتقد أن الهدف الأساسي منها هو مواجهة التحديات التي تقابلها مصر والسودان.
هل تتوقع حدوث تنسيق عسكري يجرى بين مصر والسودان تمهيدا للتدخل العسكري ضد أثيوبيا؟
أعتقد أن المناورات العسكرية هي تنسيق بين البلدين؛ مصر والسودان، أما فيما يتعلق بإمكانية أن يكون هذا تمهيداً للتدخل العسكري فلا أحد يستطيع أن يتكهن اذا كان هناك تدخل عسكري ضد أثيوبيا أم لا، فهذا قرار سياسي تتخذه القيادة السياسية، وبالتالي فكرة قراءة عن ما اذا كانت المناورات بداية للتدخل العسكري فهذا أمر لا يستطيع أحد التكهن به ولا يستطيع أحد قراءته قراءة دقيقة ففي النهاية هذا قرار سياسي.
شهدت المناورات العسكرية بين البلدين لأول مرة مهام تأمين الحدود، هل يعني ذلك تأمين الحدود بين البلدين أو تتعداها لتأمين الحدود بين السودان وأثيوبيا؟
صحيح، هناك حدود مشتركة بين مصر والسودان، وبالتالي المناورات العسكرية المشتركة قد يكون أحد أهدافها تأمين حدود الدولتين، وكما ذكرت فالسودان بوابة حقيقية لمصر وقد تكون بمثابة بوابة للحفاظ على الأمن القومي المصري، وبالتالي فكرة أن تكون هناك مناورات عسكرية مشتركة وأن تكون مهام تلك المناورات تأمين الحدود أمراً ليس مستغرباً بل يأتي في سياق ما بين البلدين وحول ارتباط ذلك بأثيوبيا من عدمه، فيمكن أن نقرأه في هذا الإطار ولكن في النهاية نحن نقرأ هذه المناورات في إطار ما صدر من بيان للقوات المسلحة المصرية وفي إطار البيانات الرسمية التي صدرت عن الدولتين والتي أكدت أن جزء منها هو تأمين الحدود بين البلدين خاصة وأن كلا منهما يقابل مصيراً مشتركاً.