سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. يبدو أن الموقف الأمريكي حول قضية سد النهضة اختلف تماما حول قضية سد النهضة، فالإدارة الأمريكية الجديدة لم تعلن صراحة تأييد مصر والسودان ضد أثيوبيا التي تتخذ خطوات أحادية في ماء وتشغيل السد ، دون النظر إلى مصلحة دولتي المصب مصر و السودان ، ودون الأخذ في الإعتبار الضرر الواقع عليهما، ويرى المحللون أن هذا الموقف الأمريكي الحالي يختلف تماما عن موقف الإدارة السابقة لدونالد ترامب التي كانت تؤيد مصر تماما ، حتى أنها شجعتها على حماية مصالحها المائية ولو وصل الأمر إلى اللجوء للخيار العسكري، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أكرم رحيم في الحوار الصحفي التالي:

على هامش قمة جدة تمت مناقشة قضية سد النهضة في محاولة مصرية لكسب الدعم الأمريكي لها حول تلك القضية، فهل يمكن أن تقدم واشنطن على دعم مصر بشكل كامل؟
أنا أرى أن واشنطن لم تقدم الدعم الكامل لمصر في تلك القضية، في عهد جون بايدن على عكس الرئيس السابق دونالد ترامب حيث قدمت وقتها دعما كبيرا، وأعطت الضوء الأخضر لمصر لكيفية التعامل مع سد النهضة، ولو وصل الأمر إلى التعامل بالقوة وضرب السد، لكن مصر أبت إلا أن تطرق طريق التفاوض، وهذا هو أسلوب وطريقة مصر في حل القضايا الخلافية، وذلك لحث أثيوبيا على إتخاذ القرار المناسب، و الملائم بشأن السد، وتوقيع إتفاق ملزم لكافة الأطراف، إلا أن التعنت الأثيوبي مازال يفرض نفسه على الموقف، وأنا أرى أن نفس السياسة المتبعة حاليا هي سياسة أوباما، التي يسير عليها جون بايدن، وهذا يؤكد فشل الإدارة الأمريكية في إدارة ملف سد النهضة في عهد الرئيس جون بايدن، على عكس الرئيس ترامب، الذي كان أكثر وضوحا وأكثر حزما في هذا الملف.
الولايات المتحدة الأمريكية لم تعلن عن موقف واضح لكنها صرحت بأنها تسعى لتحقيق مصلحة الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا ، على عكس إدارة دونالد ترامب فكيف ترى ذلك؟
نعم الولايات المتحدة الأمريكية لم تعلن عن موقف واضح ولكنها صرحت بأنها تسعى لتحقيق مصلحة الدول الثلاث، وهذا ما تراه الإدارة الأمريكية الحالية، التي ترى أنها تعمل لمصلحة الدول الثلاث، إلا أن إدارة ترامب كانت إدارة واضحة لأنها شاهدت ما قامت به الدول الثلاث من جولات مباحثات في مصر والسودان وإثيوبيا، إلى جانب المفاوضات التي جرت في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمخضت عن قرب الإتفاق، إلا أن أثيوبيا ماطلت ورفضت الإذعان لهذا الإتفاق، على عكس مصر والسودان، إضافة إلى وجود الإتحاد الإفريقي الذي أقر موقف مصر والسودان في ضرورة أن يكون هناك إتفاق ملزم، إلا أن أثيوبيا تملصت من هذا الإتفاق، والولايات المتحدة الأمريكية لم تعلن موقفها صراحة في عهد جون بايدن، على عكس الرئيس الأمريكي السابق ترامب.
في مقابل الموقف الأميركي، سعى الرئيس المصري إلى الحصول على موقف داعم من ألمانيا التي توجه إليها مباشرة عقب انتهاء قمة جدة التي التقى بايدن على هامشها، وذلك في محاولة للضغط على أديس أبابا، خاصة في ضوء توقيع كل من القاهرة وبرلين إتفاقا يعد الأضخم في مجال النقل البري فهل ستنجح مصر في ذلك؟
في مقابل الموقف الأمريكي سعى بالطبع الرئيس السيسي للحصول على موقف داعم من ألمانيا التي توجه إليها، في محاولة للضغط على أديس أبابا وسلك السيسي طرق المباحثات، وتدخل الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وتدخلت دول مثل الجزائر وتونس وعدة دول أخرى منها المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، في محاولة للضغط على أثيوبيا، إلا أن أثيوبيا تملصت من ذلك وكما يقول المثل المصري “ركبت رأسها”، وتمصلت من كافة الإتفاقيات الملزمة في السابق، ورفضت في الوقت الحالي أن يكون هناك إتفاق ملزم، مصر لديها أدوات ضغط كثيرة جدا، موقفها واضح وهذا ما سعت إليه في الأمم المتحدة وكافة الدول العربية والإتحاد الأوروبي و الإتحاد الإفريقي، ومصر تتحدث دائما عن تلك القضية في كافة المحافل الدولية، على أساس إتخاذ موقف واضح بضرورة أن تلتزم أثيوبيا بالإتفاقيات الدولية السابقة، وأن يكون هناك إتفاق ملزم لسد النهضة، يحكم قضية المياه خلال السنوات المقبلة.
مع تغير خارطة التحالفات العالمية حاليا، من هي الدول التي تتوقع أن تكون أكثر دعما لمصر في قضية سد النهضة ومن الدول التي تقف ضد مصر أو تخلت عنها في تلك القضية؟
مصر لديها عدة دول للضغط على أثيوبيا منها الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي حتى الولايات المتحدة الأمريكية، هناك بعض الأصوات التي تؤيد مصر ضد أثيوبيا في قضية سد النهضة، إلى جانب عدة دول أخرى مثل السعودية والإمارات وقطر والجزائر وتونس ، ومعظم الدول العربية التي من مصلحتها ألا تعاني مصر من الشح المائي، أو أزمات في المياه خلال الفترات القادمة، وأن تلزم الطرف الآخر بضرورة أن يكون هناك إتفاق ملزم في تلك القضية.
أقر المدير العام لسد النهضة الإثيوبي، كيفلي هورو، لأول مرة الشهر الماضي بوجود آثار جانبية على مصر والسودان من عملية ملء خزان السد، فهل يمكن أن يغير ذلك من الموقف الأثيوبي أم أنها محاولة اثيوبية لاستفزاز مصر والسودان؟
المدير العام لسد النهضة صرح بالفعل أن هناك آثار جانبية على مصر والسودان بسبب ملء السد، وهذا موقف أثيوبي مثير للدهشة والإستفزاز، لأن مصر ذكرت أكثر من مرة أن هناك خطورة حتى على جسم السد نفسه، وعملية الملء العشوائي تؤدي للكثير من الآثار الجانبية على جسم السد، و بالتالي تأثيرها سيئ على كل من مصر و السودان.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس