سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. إتصالات مصرية إسرائيلية على أعلى مستوى بهدف قراءة تطورات العمليات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة وأنها كانت محل تأييد على المستوى الشعبي وعلى مستوى فصائل المقاومة الفلسطينية، فمصر ذهبت لاستكمال دور الوساطة بين كافة الأطراف المتنازعة، من خلال انتهاج الحل السلمي لفض النزاع، غير أن إسرائيل تريد تهدئة الأوضاع، خاصة وأنها مشغولة بالملف الإيراني. وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي والمتخصص في الشأن الإسرائيلي محمد الليثي:

كيف تقرأ تطورات العمليات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة وأنها حظيت بتأييد على المستوى الشعبي وفصائل المقاومة الفلسطينية؟
إرتفاع وتيرة الهجمات في الداخل الإسرائيلي في الفترة الأخيرة تسبب فى نشر حالة من التوتر والقلق العام لدى الجمهور الإسرائيلي، ولذلك إتخذت السلطات الإسرائيلية عددا من الإجراءات تستعد من خلالها للفترة المقبلة، والتي تحمل توقعات بوجود تصعيد أكبر، وذلك نظرا لأن الفترة المقبلة تشهد وجود 3 مناسبات مهمة، شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي وعيد القيامة المسيحي، وذلك يحدث في تقارب زمني نادر وعلى الرغم من رفع حالة التأهب في تلك المناسبات يعتبر عادة إسرائيلية، إلا أن القيادات الإسرائيلية أدركت أنها بحاجة للمزيد من الإجراءات الأمنية، لردع الهجمات في وقت مبكر، أما بالنسبة للفصائل الفلسطينية التي باركت تلك الهجمات فهذا أمر طبيعي.
هل هذه العمليات تمت بشكل فردي أم تنظيمي ضمن تخطيط من قبل الفصائل؟
أنا أرى أن الهجمات الأخيرة التي تم تنفيذها في الداخل الإسرائيلي تمت بشكل فردي أو بشكل شبه فردي وليس تنظيمي كبير، أو من خلال تخطيط من بعض الفصائل الفلسطينية، فعندما تخطط الفصائل الفلسطينية لمثل تلك الهجمات فإنها تحدث بشكل أوسع، وليس كما رأينا في الفترة الأخيرة، أيضا الإحتلال الإسرائيلي لم يعلن أن الفصائل هي المسؤولة عن تنفيذ أو التخطيط لهذه الهجمات، لذلك فقد تمت بشكل فردي أو شبه فردي.
لماذا اهتز الشارع الاسرائيلي والطبقة السياسية من تداعيات العمليات الاخيرة، وما الذي يميزها عن باقي العمليات الفلسطينية؟
الهجمات الأخيرة تسببت في إهتزاز كبير للشارع الإسرائيلي والقوى السياسية في إسرائيل، وهذا بسبب مقتل 11 شخص في عمليات طعن وإطلاق نار في المدن الإسرائيلية المختلفة وفي القدس، وكان من بين الضحايا العديد من القوات الأمنية والمدنيين، والإعلام الإسرائيلي أطلق على شهر مارس الماضي شهر الإرهاب، وصحيفة معاريف الإسرائيلية وصفت موجة الهجمات الأخيرة بالموجة القاتلة، وهذا يوضح حجم تأثر تلك الهجمات في الإسرائيليين، سواء على مستوى المجتمع، أو على المستوى الرسمي.
إسرائيل طلبت تدخلا سريعا من مصر لوقف العمليات الفلسطينية، هل تتوقع إسرائيل المزيد من العمليات؟
طبعا هناك توقعات إسرائيلية كبرى فهناك زيادة في عدد الهجمات وتصعيد خلال الفترة المقبلة، ولذلك إجتمعت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع خلال الإثنين الماضي، لمناقشة مشتركة مع لجنة الأمن الداخلي، بشأن الهجمات الأخيرة وإستعدادات الشرطة والجيش الإسرائيلي للمناسبات المختلفة خلال الفترة المقبلة، واستعرض المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية الخسائر في الفترة الأخيرة، وأكد حدوث 14 هجوم ما أسفر عن 11 قتيل عن ذلك، وكانت هناك 5 حوادث لإطلاق النار في شهر مارس، وهذا يوضح حجم تأثير تلك العمليات على المستوى السياسي في إسرائيل، وهذا ما أدى لمناقشة هذا الأمر بشكل موسع، وأكد المتحدث باسم الشرطة وجود نقص في القوى البشرية، وأنهم طالبوا بـ 5000 شرطي، وذلك ضمن خطتهم لتطوير جهاز الشرطة، و لكنهم حصلوا على ألف شرطي فقط، وذلك لمواجهة الهجمات التي تحدث خلال الفترة الأخيرة.
جرت إتصالات مصرية مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي لمنع اندلاع مواجهة عسكرية في الضفة الغربية، هل طرح الفلسطينيون شروطا لوقف التصعيد، خاصة وأن ملف الحصار لم يحقق تقدما ملموسا؟
مصر على اتصال دائم بكل أطراف القضية الفلسطينية لمنع اندلاع أي مواجهات عسكرية، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة أو في أي مكان، لأن مصر هي الراعي الأول لمنع أي تصعيد قد يحدث في الأراضي الفلسطينية، ورأينا ذلك في الحروب التي شنها الإحتلال على قطاع غزة، فمصر كانت الراعي الرسمي والأول لوقف نزيف الدماء، ووقف التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، وإذا تحدثنا عن شروط فلسطينية لوقف التصعيد، فحاليا لم يبدأ التصعيد بعد، ولكن ما يحدث هي بودار لتصعيد قادم في الطريق، فليس هذا الوقت الذي نتحدث فيه عن شروط فلسطينية أو شروط إسرائيلية لوقف التصعيد.
مع التدخل القطري في الأزمة.. هل تعتقد أن هناك تنسيقا مصريا قطريا يجري حاليا في الوساطة بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي لوقف التصعيد؟
هناك العديد من الأطراف تتدخل بشكل دائم كوسيط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لوقف أي تصعيد قد يحدث بين الطرفين، ولكن مصر هي الراعي الأول لحل أي أزمات قد تحدث على الساحة الفلسطينية، وأعتقد أن أي جهود أو أي طرف يقدم نفسه كوسيط لا بد من التنسيق بينه وبين السلطات المصرية لحل الأزمة بشكل كامل، لأن مصر تمتلك مفاتيح هذا الحل بعلاقاتها مع كل الأطراف.
في الفترة الأخيرة زاد معدل التنسيق بين القاهرة والدوحة، بشأن جهود التهدئة في فلسطين، ويرى متابعون أن مصر تحاول إعادة صياغة دورها مجدداً بعدما بدت كتابع لأطراف خليجية وخاصة الإمارات؟
انا لا أرى أن مصر تحاول إعادة صياغة دورها مجددا بخصوص القضية الفلسطينية، لأن الدور التاريخي لمصر معروف في كل المواقف التي حدثت بشأن القضية الفلسطينية، فإذا نظرنا إلى الحروب التي حدثت بقطاع غزة، فسنجد أن مصر إستطاعت إيقافها من خلال لعب دور الوساطة، وإذا نظرنا لأي مواجهات في الضفة الغربية، وأي مناوشات بخصوص أي مواجهات قد يسفر عنها دماء، فكانت مصر هي الوسيط، ومصر لم تكن طرفا تابعا في أي مرة من المرات بخصوص القضية الفلسطينية، مصر هي الراعي الأول للقضية الفلسطينية.
تتهم اسرائيل إيران بأنها وراء موجة التصعيد الأخيرة من أجل تشتيت جهود ملاحقة تحركاتها في المنطقة، فهل تتفق مع هذا الرأي، أم أن إسرائيل تحاول إلقاء مشاكلها على إيران وكأن الفلسطينيين يلعبون دور التابع؟
انا غير متفق مع أن إيران وراء موجة التصعيد الأخيرة من أجل تشتيت جهود ملاحقة تحركاتها في المنطقة، إسرائيل هي من تحاول أن تلقى بمشاكلها على إيران، وتحاول أن تربط ما بين عدائها لإيران وفلسطين ، وأي شيء يحدث في المنطقة خلال تلك الفترة، نرى تحليلات إسرائيلية وتصريحات إسرائيلية أن إيران وراء ذلك، صحيح أن لإيران تحركات، ولكن في هذا الموقف إسرائيل تحاول أن تربط ما بين أعدائها الفلسطينين والإيرانيين، ولكني أرى أن الفلسطينيين لا يلعبون هذا الدور لصالح إيران في هذا التوقيت.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس