هل تنجح القاهرة والدوحة بتذليل العقبات العالقة ؟

19

أفريقيا برسمصر. في ظل اللقاءات الأخيرة بين مصر وقطر والسعي لتحسين العلاقات بين البلدين بعد قطيعة بدأت منذ 2013 هل ينجح البلدان في تذليل العقبات التي تقف حائلا أمام العودة الكاملة للعلاقات؟ حول هذا الموضوع يتحدث الى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والخبير في الشأن الدولي منير أديب.

حوار : سحر جمال

منير أديب ، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية

وزير الخارجية القطري في لقاءه الرئيس عبد الفتاح السيسي في 25 مايو/أيار الماضي قدم له دعوة أمير قطر لزيارة الدوحة، بعد عشرين يوما وزير الخارجية المصري قدم دعوة مماثلة للأمير القطري من الرئيس السيسي لزيارة القاهرة. هل تحسن العلاقات بين البلدين مرهون بمن يقدم على الخطوة الأولى؟
أعتقد أن العلاقة بين الجانب المصري والجانب القطري هي مرهونة بما سوف يقدمه الجانبان من تفاهمات حقيقية لها علاقة بأسباب الأزمة التي نشبت ما بين البلدين وأنا لا أقول البلدين فقط ولكن ما بين دول الرباع العربي (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) والجانب الآخر كانت تمثله الدوحة و بالتالي كانت هناك قضايا أعتقد أنها مازالت عالقة رغم التفاهم ما بين الرباعي والدوحة منها دعم جماعات العنف والتطرف ولذلك على الدوحة أن تعلن بشكل واضح ومباشر تفكيكها للجماعات والتنظيمات المتطرفة أو على الأقل رفع الغطاء عن هذه التنظيمات ليس فقط في الدوحة وإنما في المنطقة العربية خاصة وأن هذه التنظيمات كانت ومازالت تلقى دعما سواء ماليا أو حتى سياسيا ودبلوماسيا ودعما لوجيستيا وأعتقد أن الدعم الاعلامي كان ومازال حاضرا لهذه التنظيمات من خلال العديد من المنصات الإعلامية وفي مقدمة هذه المنصات قناة الجزيرة ولذلك ما سوف تقدمه الدوحة سوف يكون مؤثرا في بداية علاقة جيدة ما بين الدوحة والقاهرة واذا تحقق ذلك أعتقد سوف تكون هناك بداية لعلاقة ما بين البلدين قوية بلا اي منغصات ومن ثم سوف يكون ذلك استمرار لهذه العلاقة في المنطقة العربية.


ما الذي تغير في رؤية مصر لقطر حتى تأخذ طريق المصالحة؟ أم أن المتغيرات الاقليمية والدولية منذ وصول جو بايدن للحكم فرضت هذا الواقع الجديد؟

أعتقد أن ثمة تغير حقيقي في رؤية مصر لقطر ربما دفع الجانب المصري الى محاولة التقارب وأعتقد ان التقارب القطري او المحاولة القطرية للتقارب مع دول الرباعي العربي ربما تمخضت عنه اتفاقية العلا والتي كانت تؤكد أن هناك ثمة إتجاه الى هذه المصالحة ولذلك مصر اتجهت ناحية المصالحة عندما وجدت بوادر من الجانب القطري و هذه البوادر يجب أن يتم ترجمتها بشكل حقيقي ومصر كانت تسعى الى جمع الوحدة العربية و ان يكون هناك تكاتف وان تكون هناك كلمة موحدة للمنطقة العربية بما فيها دول الخليج ولذلك عندما ظهرت هذه البوادر والنوايا تغيرت وجهة مصر ولكن مصر في ذات الوقت مازالت تطمح الى انعكاس هذا التغير الى أفعال حقيقية واعتقد أيضا أن هناك متغيرات إقليمية ودولية. هذه المتغيرات فرضت نفسها على أرض الواقع وساعدت على تغير رؤية مصر لقطر ومن ثم بداية عملية مصالحة حقيقية.


منذ 2013 ساءت العلاقات بين القاهرة والدوحة ثم ازدادت سوءا في 2017 ، ماهي الملفات العالقة بين البلدين والتي تحتاج الى تسويات؟

هناك قضايا كثيرة تحتاج الى تسويات ربما يكون في مقدمة هذه القضايا دعم جماعات العنف والتطرف من قبل الدوحة سواء في وجود حركة الاخوان المسلمين في قطر او الدعم الذي تقدمه الدوحة لهذه الحركة سواء للاخوان الموجودون في قطر او حتى لهذه الحركة خارج الحدود القطرية بمعنى انها مازالت تدعم التنظيم الدولي للإخوان بدعم متواصل عبر مئات الملايين من الدولارات وعبر المنصات الإعلامية وعبر أيضا محاولة الدفاع عن التنظيم سياسيا واعتقد أيضا انها مازالت تحتضن حركة طالبان وتدافع عنها وربما تتبنى وجهة نظرها وهذا مثال من أمثلة كثيرة ولذلك كل هذه الأمور تحتاج إلى تسوية حقيقة وهذه التسوية اعتقد انها في طريقها الى الحل والتطبيق واذا ما تم ذلك سوف تكون العلاقات أكثر قوة فعلى قدر تسوية هذه الملفات وفي مقدمتها ملف الإرهاب على قدر ما سوف تكون هذه العلاقات جيدة في المستقبل.


أين وصل عمل اللجان الثنائية لتسوية الملفات العالقة، حسب بعض المتابعين تسوية هذه الملفات يسير ببطئ ؟

هناك لجان ثنائية تعمل من قبل الدولتين مصر وقطر لكنها تسير ببطئ والسير ببطئ يتعلق باستراتيجية كلا البلدين وهذه الاستراتيجية لا يمكن تغييرها بشكل جذري ولا يمكن تغييرها مرة واحدة وبالتالي فكرة تغييرها تبدو صعبة وهذا ربما يكون السبب في بطئ سير هذه اللجان او الوصول الى نتائج ولكن كلا الدولتان تحاولان تقريب وجهات النظر والعمل بيما فيه مصلحة لكل منهما.


وزير الخارجية القطري قدم دعم الدوحة لحقوق مصر والسودان المائية فيما يتعلق بأزمة سد النهضة الإثيوبي، رغم أن قطر لديها مصالح في أثيوبيا وتستثمر في بناء السد. كيف تلقت القاهرة هذا الموقف؟

لا شك أن هناك استثمارات خليجية في اثيوبيا واستثمارات قطرية أيضا ولكن الموقف القطري حتى هذه اللحظة من التعنت الأثيوبي يبدو موقفا على المستوى المطلوب خاصة أن قطر تبنت حق مصر والسودان ودافعت عنه في مياه النيل وهذا الموقف يعبر عن مدى القرب في العلاقة ما بين مصر والدوحة وبالتالي قد يتم البناء على هذه العلاقة المصرية القطرية واعتقد ان ثمة تبني لوجهات النظر في ملفات كثيرة سواء ملفات تهم الجانب المصري او حتى تهم الجانب القطري.


كيف يمكن لقطر أن تدعم حقوق مصر المائية؟

اعتقد أن قطر لديها ما تضغط به على إثيوبيا من أجل الحفاظ على حقوق مصر المائية وهذا ربما ما يحدث خلال تلم الفترة خاصة وأن لها استثمارات إقتصادية كبيرة في إثيوبيا ولذلك هي قادرة على الضغط على إثيوبيا وإذا ما حدث ذلك سوف ينتج عنه تقارب مصري قطري واعتقد ان هذا ربما يردع اثيوبيا وبالتالي سوف يكون هناك تقارب مصري اثيوبي فيما يتعلق بحقوق مصر المائية سواء الحقوق التاريخية أوالطبيعة ولكن مصر تحتاج الى ضغط الدول العربية والخليجية على إثيوبيا ايضا و إذا ما حدث ذلك سوف يدعم الموقف المصري وقطر قادرة على أن تفعل ذلك.


تحسن العلاقات بين الدوحة والقاهرة كيف سينعكس على ملفات التعاون الأخرى وخاصة في المجال الاقتصادي؟

بكل تأكيد تحسن العلاقة بين الدوحة والقاهرة سوف ينعكس على ملفات كثيرة خاصة المجال الاقتصادي واعتقد أن القطاع الاقتصادي بين القاهرة والدوحة لم يتأثر كثيرا ووزير الخارجية القطري قال إن رغم تأثر العلاقات السياسية بين مصر وقطر بشكل سيء منذ عام 2013 إلى أن مصر كانت تتعامل باتزان مع الاستثمارات القطرية في القاهرة وهو ما استحسنه الجانب القطري وفي ظل الأوضاع الجديدة سوف تكون هناك استثمارات أكبر وسوف يكون هناك دعم اقتصادي أكبر تقدمه القاهرة للدوحة في ظل هذا التقارب.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here