بقلم : بدرالدين خلف الله
وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، وزير الخارجية الصومالي محمد عبدالرازق محمود، ووزير الشؤون الدولة لشؤون الرئاسة الصومالية حسن معلم خليف في زيارة رسمية إلى مصر استغرقت عدة أيام.
بحث الوفد الصومالي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري عدد من القضايا الثنائية والأفريقية ذات الاهتمام المشترك. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ أن اللقاء تطرق لمختلف التطورات فى منطقة القرن الأفريقى، آخذاً فى الاعتبار ما تتمتع به هذه المنطقة من أهمية استراتيجية و ارتباطها بشكل حيوى بالمصالح المصرية، وهو ما تحرص معه مصر على متابعة هذه التطورات عن كثب، بجانب بحث سُبُل دعم جميع الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار فى القرن الأفريقي بما يعزز من السلم والأمن الإقليمى والقاري.
إقامة انتخابات حرة
وعلى ضوء الأحداث السياسية التي يشهدها الصومال أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن مصر دعت جميع الأطراف الصومالية إلى مواصلة الحوار من أجل العمل على عقد انتخابات حرة ونزيهة فى الوقت الذى يتوافق عليه الصوماليون أنفسهم.
البحث عن مخرج
وبحسب مراقبين فإن مصر تبحث من هذه الزيارة لملمة أطرافها الأفريقية لتستند بها في قضية سد النهضة الأثيوبي ، بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود لاسيما بعد رفض الجارة أثيوبيا المفاوضات الرباعية الدولية وتمسكها بوساطة الاتحاد الأفريقي. فيما يحاول الصومال حل أزماته الداخلية المتفاقمة على رأسها انفلات الوضع الأمني ، وتدهور الوضع الصحي بجانب الفراغ السياسي بعد تعليق الانتخابات العامة فضلا عن الهجمات العسكرية التي تشنها حركة الشباب الصومالية.
أجندة مصرية
الخبير في قضايا القرن الأفريقي محمد خليفة صديق أشار في حديثه لموقع أفريقيا برس أن علاقات القاهرة ومقديشو علاقات تاريخية قديمة تتجدد وتطور مع تطور أحداث منطقة القرن الأفريقى وأن ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما وأستبعد خليفة في حديثه لموقع أفريقيا برس أن تكون الزيارة ضمن أهداف حلفية أو ذات أجندة دولية وأشار إلى أن المبادرة الخليجية من شأنها اذابة جليد التحالفات التركية القطرية حول منطقة القرن الأفريقي وتوقع أن تستمر الجهود المصرية و الصومالية لمعالجة قضايا المنطقة الأفريقي ووضع حل لما يحدث في الصومال من أحداث سياسية سياسة وأمنية، ونبه خليفة إلى أن مصر تحاول من خلال هذه الزيارات شد انتباه الرأي العام لما يحدث حول قضية سد النهضة وتعنت الجارة أثيوبيا لجهة أن أثيوبيا تحاول الآن الملء الثاني لسد النهضة دون موافقة السودان ومصر وأردف قائلاً إن الدبلوماسية المصرية تنشط في كل دول الجوار الأفريقي للضغط على أثيوبيا للتوقف عن الخطوات الأحادية التي تتخذها منفردة بشأن سد النهضة. وشدد على أن مصر سيكون لها دور مهم في الصومال سوا كان في التعليم أو الصحة أو المساهمة في حل قضاياه المشتعبة.
أزمة بين البلدين
وكانت السلطات الصومالية في مارس ٢٠٢٠ قد أمهلت أفراد البعثة التعليمية المصرية شهرين بإخلاء مقر البعثة بمدرسة ١٥ مايو قبل ٣٠ أبريل حيث تم إلغاء البرتكول التعاوني بين البلدين. وساقت وزارة التربية والتعليم الصومالية جملة من المبررات والدوافع لالغاء البروتوكول التعليمي أبرزها أقدام وزارة التعليم المصرية إبرام تفاهمات مع ولاية بوند لاند لإنشاء مدارس مصرية في الولاية وهو ما اعتبرته السلطات الصومالية تخطياً لدورها وسلطاتها التنفيذية.
غضب مصري
ومايثير غضب الجانب المصري إعلان الصومال في وقت سابق اتخاذه موقف الحياد في أزمة سد النهضة في خطوة أيضاً لرفض قرار مجلس الجامعة العربية الذي طالب أثيوبيا باحترام الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل ورفض أي قرارات أحادية أثيوبية تتعلق بملء السد.