سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. تحت عنوان بحث قضايا إعمار قطاع غزة وملف الأسرى والمفقودين ومستقبل التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، قام وفد من الضباط المصريين بزيارة للكيان الإسرائيلي، وللمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي منير أديب في الحوار الصحفي التالي:

عندما نتحدث عن زيارة وفد من الضباط المصريين للكيان الإسرائيلي فما هدف تلك الزيارة وما مصلحة مصر في ذلك؟
لا شك أن مصر تسعى لتحسين علاقاتها مع كل الأطراف ومع دول الجوار، ليس ذلك فقط ولكن أيضا القيام بأدوار تبدو مهمة لكل المنطقة عموما، والصراع العربي الإسرائيلي هو صراع قائم شئنا أم أبينا، وهناك حق فلسطيني وهناك دول فاعلة في المنطقة منها مصر، والتي تسعى لحصول الفلسطينين على حقوقهم المشروعة، وأيضا حصول العرب على حقوقهم المشروعة، خاصة وأن هناك أراضي عربية مازالت محتلة من قبل إسرائيل، ومنها أراضي لبنانية وسورية فضلا عن الأراضي الفلسطينية، وبالتالي مصر تقوم بدور تجاه هذا الصراع القائم، وأيضا هي تسعى لتحسين علاقاتها مع كل دول الجوار دون إستثناء.
البعض يعتقد أن من ضمن الأهداف هو سعي مصر لتعزيز دور الوساطة في أزمات المنطقة ومن بينها القضية الفلسطينية؟
مصر تقوم بدور الوساطة ومحاولة حل القضية الفلسطينية، وعندما نتحدث عن وساطة فنحن نتحدث عن وساطة ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكلا الطرفين أحوج إلى ما يكون إلى الدور المصري، وأعتقد أن مصر قامت بدور كبير في تقريب وجهات النظر ما بين الطرفين، وفي حل الكثير من القضايا المعقدة بين كل منهما، خاصة وأنه مازال وسيظل هذا الصراع لفترة طويلة، ولذلك وجود مصر وتدخلها ووساطتها يحل كثيرا من هذا الصراع، ويقلل من حجم الإشتباكات بين كلا الطرفين، والتي تتجدد ما بين الوقت والآخر في حرب مشتعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبالتالي من الطبيعي والمنطقي أن تكون هناك زيارات من قبل الجانب المصري إلى فلسطين وإلى أيضا إسرائيل، وأعتقد أن هذه الزيارات هي زيارات متبادلة.
في إطار المساعي المصرية للعب دور الوسيط يرى كثيرون أن القاهرة تسعى لتحسين علاقاتها مع تركيا وإيران والعراق عوضا عن الدخول في صراعات سياسية، فهل تتفق مع ذلك؟
مصر ليس لديها مشكلة حقيقية مع تركيا وايضا قد تكون أزمتها مع إيران هي أن إيران دعمت بعض التيارات الموجودة في مصر، وقامت أيضا بتسمية أحد شوارعها في إيران بإسم خالد الإسطنبولي وهو أحد الضباط الذين أشتركوا في قتل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، ولذلك هناك أزمة حقيقية فضلا عن الأزمات التي إختلقتها تركيا لفترة طويلة مع النظام السياسي في مصر، وكلا الدولتان (إيران وتركيا) تريدان إقامة علاقات عادلة وشفافة مع الجانب المصري، ومصر ترحب بذلك، والقاهرة لا تعارض أي تواصل عربي أو حتى غير عربي، وبالتالي مصر تمد يدها إلى كل الدول وترى أن السلام هدف إستراتيجي مع دول عربية ودول الجوار وايضا مع كل دول العالم، والتي صارت معها مشاكل وخلافات طالما أزيلت الخلافات وأنتهت أسبابها، فالقاهرة ترحب بذلك وتدعو إليه، وتدعم فكرة السلام عموما، وهي ترى أن السلام مفهوم هام للتنمية و أيضا أمر تحتاج إليه المنطقة والإقليم والعالم.
كيف تستفيد القضية الفلسطينية من تحسن مصر لعلاقاتها مع إسرائيل ووجود زيارات متبادلة خلال تلك الفترة؟
مصر لها علاقات متوازنة مع الجانب الفلسطيني ومع أيضا إسرائيل، وأعتقد أن الجزء الأكبر من حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية له علاقة بقوة مصر، وبعلاقاتها المتوازنة مع الجانبين، إذا فالعلاقات المصرية الإسرائيلية، والعلاقات المصرية الفلسطينية ومتانتها يخدم القضية ويخدم دور مصر ووساطتها لحل هذه القضية، ولذلك أي زيارات متبادلة مابين مصر والجانب الفلسطيني أو الجانب الإسرائيلي تصب في تلك الخانة بصورة كبيرة.
كانت هناك الكثير من الإجتماعات برعاية مصرية لحل الأزمة الفلسطينية لكنها لم تصل إلى حل للأزمة، فهل تتوقع أن تسهم تلك الخطوة في تحقيق ذلك أم سيظل الصراع سيد الموقف بالأراضي الفلسطينية؟
لا شك أن هناك زيارات مستمرة تقوم بها مصر للأطراف المتصارعة، وهذه الزيارات تساعد بصورة أو بأخرى في تقريب وجهات النظر، وتساعد في حل بعض القضايا العالقة، والتي لها علاقة بالأسرى الفلسطينيين، ولها علاقة بفك الحصار أو حتى حقوق حصول الفلسطينيين على بعض من حقوقهم، وأعتقد أن كل هذه الخطوات تساعد بصورة كبيرة في حل الأزمات المتلاحقة ما بين كلا الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ومصر لا تتحرك في الوقت الضائع، وإنما تتحرك بصورة دائمة ومستمرة، ولا تمل من هذا التحرك، ودائما يكون لها تحرك تمهيدي وسابق للأزمات، فهي تحاول وتسعى إلى أن تضمد جراح الفلسطينين، ولحل الصراع، ولا تنتظر وجود مشكلة أو أزمة ثم تبحث عن حل لها، وهذا قد يكون السر وراء الزيارات المتبادلة من قبل مصر للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
هل يمكن لتلك الزيارة المصرية أن تكون بداية حقيقية لدور عربي داعم للقضية الفلسطينية خاصة من قبل الدول التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل؟
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يتم حله بين ليلة وضحاها، وهناك أطراف ووسطاء ورعاية مصرية لحل هذا الصراع، قد تكون هناك نجاحات وقد تكون هناك إخفاقات، وهذا ليس له علاقة بالوسيط بقدر ما له علاقة بالأطراف المتصارعة، هناك أزمة دائما لدى الطرفين، فكل منهما يصعد بصورة كبيرة تفسد جو المصالحة بينهما، وهذا هو الدور المصري الذي يتمتع بجرأة وشجاعة وقوة وإرادة وإخلاص في المساعي، و مصر تمتلك أدوات ضغط على كل الأطراف، وهي ساعدت في تقريب وجهات النظر وفي الضغط على الأطراف لحل عادل لهذه القضية، وصحيح مصر حققت نجاحات ولكن يبدو أن الصراع طويل وممتد و يظل ربما لعقود، وربما النجاح الأبرز والأهم هو عدم حدوث توتر على الأقل في الوقت الراهن، وأن تظل الأمور على ما هي عليه، حتى يتم حل القضية بصورة أفضل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس