سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، تتبع مصر دبلوماسية متوازنة، بتأكيد تضامنها مع الفلسطينيين والحرص على الإبقاء على علاقاتها مع إسرائيل التي تهدد باجتياح مدينة رفح الواقعة على حدودها.
ومعبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة هو الوحيد نظريًا غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية. وعمليًا، تحتفظ تل أبيب بالسيطرة على الدخول والخروج منه. وتمر عبره المساعدات الإنسانية المخصصة لغزة التي تعاني من نقص شديد في الغذاء، بينما تتخوف الأمم المتحدة من “مجاعة واسعة النطاق” في القطاع.
ومنذ بداية الحرب بين الكيان الٕسرائيلي والشعب الفلسطيني، تعرض الجانب الفلسطيني من معبر رفح للقصف أكثر من أربع مرات، ما دفع الجانب المصري إلى إغلاقه آنذاك وإجلاء الموظفين.
للمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد في الحوار الصحفي التالي:
يعتبر معبر رفح المنفذ الوحيد لوصول المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية، فماذا يمكن أن يحدث إذا اجتاحت إسرائيل هذا المعبر؟
أعتقد أن إسرائيل إذا قامت بعملية برية في رفح فإنها لن تصل إلى حد اقتحام معبر رفح الحدودي بين مدينة رفح الفلسطينية ومدينة رفح المصرية نظرًا لأن هذا سيغضب الجانب المصري بشكل كبير وسيؤثر بالتأكيد على العلاقات المصرية الإسرائيلية. وأعتقد أن الجانب المصري حذر إسرائيل مرارًا وتكرارًا من هذه العملية، فما بالنا إذا قامت بإجتياح معبر رفح البري. ولكن أعتقد أنه ربما تكون هناك تفاهمات بين الجانب المصري والجانب الإسرائيلي بخصوص هذا المعبر، وبالتالي أعتقد أنه لن تقوم إسرائيل بإجتياح المعبر إلا إذا كان هناك تفاهمات بين الجانبين المصري والإسرائيلي حول التعامل مع هذا المعبر في المستقبل إذا سيطرت إسرائيل على مدينة رفح الفلسطينية.
الإسرائيليون يقولون إن مصر مسؤولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لذا أصبح التفكير بإيجاد ممر بحري بين قبرص وغزة لإيصال مواد الإغاثة للفلسطينيين؟
أعتقد أن كل هذه ادعاءات إسرائيلية، وأعتقد أن مسألة إقامة ممر بحري أو إقامة ميناء بحري في غزة لتقديم المساعدات من قبرص برعاية الولايات المتحدة الأمريكية أمر يشوبه الكثير من الغموض، وهناك خلفيات أخرى غير مسألة توفير الممر البحري لإيصال المساعدات للفلسطينيين. إسرائيل لو كانت لديها النية لإيصال المساعدات لسمحت بفتح المعابر البرية لإدخال المساعدات سواء الخاصة بها أو مع الجانب المصري، ولكن أعتقد أن اقتراح أمريكي بإقامة هذا الممر وموافقة إسرائيلية عليه يشير إلى أن هناك ربما أهدافًا غير معلنة وراء هذا الإعلان الأمريكي الإسرائيلي بخصوص إقامة ممر بحري قبالة سواحل غزة.
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية؛ إن مصر تقوم بإعداد منطقة مسورة بمساحة ثمانية أميال مربعة على الجانب المصري لاستقبال لاجئين فلسطينيين في حال حدوث عملية نزوح جماعي من قطاع غزة. هل تتوقع القاهرة حدوث نزوح فلسطيني باتجاه مصر وكيف ستتعامل معه؟
بالتأكيد، تتوقع القاهرة عملية نزوح فلسطيني إذا قامت إسرائيل بعملية برية في رفح لأنه لا يوجد أمام الفلسطينيين حل آخر إلا اللجوء إلى الحدود المصرية. وبالتالي، تتحسب القاهرة بشكل كبير لهذه العملية وتتحسب لنزوح الفلسطينيين من مدينة رفح الفلسطينية إلى الحدود المصرية مع شبه جزيرة سيناء. وبالتالي، أعتقد أن الجانب المصري ربما يكون احتياطيًا إذا لم تفلح الجهود في إيقاف هذه العملية، وربما يضع جميع السيناريوهات في مسألة نزوح الفلسطينيين.
كيف سيكون رد فعل مصر إذا حاولت إسرائيل اجتياح معبر رفح؟
أعتقد أن الجانب المصري لن يقوم بأي عملية عسكرية ضد عملية الاجتياح البري لإسرائيل لمدينة رفح وأعتقد أن هذه التحذيرات هي ربما لثني إسرائيل عن الإقدام على هذه الخطوة. ولكن، مصر ليست لديها إجراءات عسكرية للرد على هذه العملية وأعتقد أن الجانب الإسرائيلي لن يغضب الجانب المصري، وأنه سيحدث تفاهمات بين الجانبين بخصوص أي عملية برية في رفح.
هل يمكن أن تتخلى مصر عن إستراتيجية التوازن إذا اجتاحت إسرائيل رفح، خاصة وأن دخول مصر بثقلها في النزاع الحالي ربما ينهي الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين؟
أعتقد أن مصر ستستمر في عملية ضبط النفس بخصوص معبر رفح وأنها لن تصل مع إسرائيل إلى حد القطيعة أو إلى حد تعليق معاهدة السلام. ولكن، أعتقد أن الجانب المصري سيصل في النهاية إلى تفاهمات مع الجانب الإسرائيلي لحل هذه الإشكالية، وأن الردود المصرية لن تصل إلى حد التورط. حول مسألة التوازن، أعتقد أن مصر ستستمر فيها حتى لو قامت إسرائيل بعملية برية في رفح.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس