صفقة عسكرية جديدة بين أمريكا ومصر.. ما دلالاتها وما علاقتها بكامب ديفيد؟

60
صفقة عسكرية جديدة بين أمريكا ومصر.. ما دلالاتها وما علاقتها بكامب ديفيد؟

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. بعد أسابيع من الإعلان عن صفقة أسلحة كبرى، وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على بيع  طائرات مقاتلة متطورة من طراز “إف 15″ إلى مصر، ذلك بعدما أوقفت وزارة الخارجية الأمريكية العام الماضي 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر، بسبب ما قالت إنه “عدم تحسن لأوضاع حقوق الإنسان في البلاد”. فيرى كثيرون أن تلك الصفقة تأتي بهدف تحسين العلاقات المصرية الأمريكية، الأمر الذي يضع الكثير من التساؤلات حول مصير العلاقات المصرية الروسية من جهة أخرى. وللمزيد من المعلومات يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي والعسكري أكرم رحيم في الحوار الصحفي التالي:

أكرم رحيم - كاتب صحفي
أكرم رحيم – كاتب صحفي

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستبيع لمصر طائرات مقاتلة متطورة من طراز “إف 15″، بعد أسابيع من الإعلان عن صفقة أسلحة كبرى أخرى، فما أهمية تلك الخطوة لمصر؟
الإعلان عن قرار الولايات المتحدة الأمريكية ببيع طائرة “إف 15” لمصر  بعد أسابيع من إلإعلان عن صفقة أسلحة كبرى، يأتي في إطار التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما بدأ منذ إتفاقية “كامب ديفيد”، حيث أزدهر التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة السبعينات والثمانينات، وازداد التعاون بشكل كبير منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، ونحن نعلم بالطبع أن حجم التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية كبير جدا، إذ قدمت الولايات المتحدة الأمريكية نحو 80 مليار دولار كمساعدات عسكرية لمصر على مدار الثلاثين عاما الماضية، وتعد مصر الدولة الثانية بعد إسرائيل في تلقي المعونات العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تقدر بـ1.2 مليار دولار سنوياً، والتعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية يزداد كل عام خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم أن مصر في حاجة إلى تطوير الترسانة العسكرية سواء من طائرات أو المدرعات أو ناقلات الجنود أو منظومة الصواريخ، وبالتأكيد التعاون العسكري يأتي في إطار الحفاظ على السلام بين مصر وإسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية تعلم أن مصر هي الدولة التي بيدها مفاتيح السلام في منطقة الشرق الأوسط، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي الشريك الأكبر لمصر في الحفاظ على استراتيجية السلام، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت الراعية لاتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل، ويهمها في المقام الأول أن تكون المنطقة مستقرة وآمنة.

حدثنا عن حجم التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية واهم الصفقات بين البلدين؟
حجم التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية كبير، حيث قدمت الولايات المتحدة الأمريكية لمصر أكثر من 80 مليار دولار كمساعدات عسكرية على مدار الثلاثين عام الماضية، وإزداد التعاون المصر الأمريكي عسكريا في فترة السبعينات ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، والولايات المتحدة الأمريكية تقدم لمصر منح عسكرية سنويا بقيمة 1.2 مليار دولار، بهدف تحديث قدرات الجيش المصري، لأنها تعلم أن مصر لديها مفتاح الإستقرار والأمن في المنطقة ، وتشارك والولايات المتحدة الأمريكية في الكثير من المشروعات المصرية، وهناك الكثير من اتفاقيات التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 2015 قدمت الولايات المتحدة الأمريكية 8 طائرات “إس 16” لمصر، وفي أكتوبر 2015 قدمت نحو 4 طائرات “إس 16” ، وبعدها تم توقيع إتفاقية بإنتاج أسلحة مشتركة، ثم تم تسليم زورقين من الزوارق السريعة محملة بالصواريخ، أهدتها الولايات المتحدة الأمريكية لمصر، وفي 2016 كان هناك تدريبات مشتركة بين البلدين مثل “تحية النسر” وبمشاركة الإمارات وعدة دول أخرى في البحر الأحمر، وتسلمت مصر أيضا في نفس العام عربات مدرعة ومضادة للألغام من الجانب الأمريكي، وخلال 2018 رفعت الولايات المتحدة الأمريكية القيود عن معونة عسكرية بقيمة 195 مليون دولار، وفي 2019 حدثت أيضا تدريبات مشتركة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والأردن وباكستان وكوريا الجنوبية، وفي نفس العام تم توقيع إتفاقية شراكة عسكرية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة لتبادل الزيارات العسكرية بين القاهرة وواشنطن لتبادل الخبرات بين البلدين.

هل تعتقد أن تحسن العلاقات العسكرية المصرية الأمريكية قد يؤثر على علاقة القاهرة بموسكو والتي تشهد نموا ملحوظا؟
تحسن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لا يؤثر ابدا على علاقة مصر بروسيا، فالعلاقات المصرية الروسية متينة جدا منذ سنوات طويلة، ومصر تلجأ إلى تنويع مصادر السلاح، فتحصل عليه من عدة دول من بينها روسيا وألمانيا وفرنسا لتحديث منظومة السلاح المصري، وتعتمد مصر على استيراد التكنولوجيا والمفاعلات النووية من روسيا، وعلاقات مصر وروسيا قوية منذ الستينات، ومصر تعتمد على الإستفادة من التكنولوجيا النووية من روسيا، لأن روسيا أمدتنا بالمفاعل النووي في الضبعة تحت إشراف روسي، وهناك تعاون عسكري مصري روسي في التصنيع العسكري، وفي تحديث أنظمة الدفاع الجوي، ومصر خاضت حرب أكتوبر عام 1973 بالسلاح الروسي، وروسيا متقدمة في منظومة الاقمار الصناعية والتكنولوجيا النووية، ولذلك تلجأ مصر إلى التعاون مع روسيا، وهذا لا يؤثر على علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، إذ إن مصر لديها علاقات متوازنة مع كل من مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية وايضا مع روسيا ودول الإتحاد الأوروبي.

الصفقة تأتي بعد ما أوقفت وزارة الخارجية الأمريكية العام الماضي 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر، فهل يعني ذلك تغير للموقف الأمريكي تجاه مصر؟
هذا لايعني تغير للموقف الأمريكي تجاه مصر، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى مصر على أنها صمام الأمن في المنطقة، وترى واشنطن أن دور مصر حيوي لتحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة، إلى جانب حماية المنطقة من خطر الإرهاب، وهذه ليست المرة الأولى التي توقف فيها الخارجية الأمريكية المساعدات العسكرية لمصر، فقد اوقفتها في 2011 بسبب الثورة وأن مصر لم تكن مستعدة لاستقبال المعونات العسكرية في هذه الفترة، وكذلك تكرر الأمر في 2018 بدعاوى حقوقية، ومن حين لآخر تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بوقف المعونات بحجة حماية الأقليات أو غيره، ثم تعود لرفع القيود عن المعونات، وهذا لا يعني تغير الموقف الأمريكي، لأن حجم التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية كبير، وهذا يعضد العلاقات العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا حريصة على أن تظل مصر دولة قوية ومحورية في منطقة الشرق الأوسط.

هل تعتقد أن مصر تسعى حاليا لمسك العصا من المنتصف بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا في ظل التوتر بين البلدين؟
أنا لا أعتقد أن مصر تسعى لإمساك العصى من المنتصف بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في ظل التوتر بينهما خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، إذ إن مصر يهمها تحقيق الإستقرار في هذه المنطقة، فمصر لديها علاقات إستراتيجية وحيوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن لها علاقات إقتصادية قوية مع روسيا، ومصر تقوم أيضا باستيراد القمح الأوكراني منذ سنوات طويلة، وما يهم مصر هو تحقيق الإستقرار بين كافة الأطراف، وعدم جنوح الدول إلى ويلات الحروب، ومصر يهمها في المقام الأول والأخير تحقيق الإستقرار في تلك المنطقة، وتظل علاقاتها بموسكو قوية وايضا تظل علاقاتها بأمريكا قوية، ولم تتوقف عن التعاون مع كافة الدول ويهمها أيضا تحقيق الإستقرار وحل كافة النزاعات بالطرق السلمية، مصر دولة محايدة، لا تميل إلى أن تكون مع الجانب الروسي أو الجانب الأمريكي.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here