منير أديب : التعنت الأثيوبي يدفع مصر للحل العسكري

27
عطوان :

حوار : سحر جمال

افريقيا برسمصر. التعنت الاثيوبي والاتجاه نحو الملء الثاني لسد النهضة يضع مصر أمام خيارات محدودة بين الاتجاه نحو تدويل القضية والخيار العسكري وفي هذا الاطار كان لنا هذا اللقاء مع المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية منير أديب :

أفريقيا برس : كيف تقيم الموقف الأثيوبي والاتجاه نحو الملء الثاني للسد وتجاهل كل التحذيرات المصرية؟

أنا اعتقد أن اثيوبيا عازمة على الملء الثاني للسد رغم كل التحذيرات المصرية والسودانية واعتقد ان هذا جزء من التصور الاثيوبي لادارة المفاوضات منذ عشر سنوات. فخلال عقد كامل اتجهت اثيوبيا الى التعنت فهي لا تريد التوصل الى اتفاق يلزمها بعملية الملء او حتى طريقة معينة لتشغيل سد النهضة تمنع أي أذى قد تتعرض له دول المصب في حال انفردت أثيوبيا بهذا الملء. وبذلك اثيوبيا عازمة على الملء رغم التحذيرات المصريه أعتقد أنها ستسير في هذا الاتجاه ولا أعتقد أنها ستتراجع عن ذلك.

هل ترى أن هناك أمل في المفاوضات والاجتماعات الدولية؟
لا اعتقد أن هناك أمل في المجتمع الدولي أو في اجتماعات ومفاوضات دولية. مصر مازالت تراهن وهناك جولة للسيد سامح شكري وزير الخارجية الذي يتحرك باتجاه دول افريقية كثيرة بدأها بكينيا وجزر القمر وسوف تستمر هذه الجولة لربما يتدخل المجتمع الدولي، لربما يتدخل الاتحاد الافريقي، لربما تكون هذه الدول الافريقية شاهدة على التعنت الاثيوبي حتى اذا ما أخذت مصر موقفا من الرفض الاثيوبي بوجود اتفاق ملزم لها ولغيرها فاعتقد ان هذه الدول سوف تكون شاهدة على ذلك ومصر لم تفقد الامل ومازالت تدعو المجتمع الدولي والافريقي الى التدخل ولذلك اعتقد ان الرهان المصري قد ياتي او لا ياتي بنتيجة.

كيف تتعامل مصر مع الأزمة ؟
مصر مازالت تتحذ من المفاوضات طريقا لها ومازالت تتعامل مع التفاوض كاستراتيجة عامة ومازالت تأخذ طريق الدبلوماسية في محاولة لحل الازمة ومحاولة ادخال أطراف عربية ودولية وافريقية على خط الازمة لمنع أثيوبيا من الانفراد بالملء الثاني من السد. فاثيوبيا اذا انفردت بالملء الثاني للسد قد يسبب ضررا لدولتي المصب مصر والسودان وستتضرر أثيوبيا أيضا ولذلك مصر تريد منع هذا الضرر وتريد أن تحقق افادة حقيقية لجميع دول المصب والمنبع في نفس الوقت ولذلك هذا هو السبب وراء استمرار مصر على خط المفاوضات ومحاولة ادخال أطراف دولية.

كيف ستكون الخطوات التصعيدية المقبلة تجاه اثيوبيا؟
اعتقد ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صرح أكثر من مرة أن كل الخيارات مفتوحة أمام مصر وأن مصر لن ترضى بأن تُمنع عنها قطرة مياه ولذلك ربما هذه الكلمة تفتح الآفاق للتفكير في أن فشل المحاولات الدبلوماسية سيفتح الطريق أمام اللجوء الى الخيار العسكري كحل جيد لإنهاء الازمة.

ما هي أهم الإضرار الاقتصادية بالنسبة لمصر والسودان؟
سوف تتعرض مصر والسودان لاضرار اقتصادية خاصة وان مصر بلد زراعي يعتمد بشكل كبير على الزراعة وتقليل حصة مصر من المياه والاتجاه نحو الملء الثاني للسد ربما يسبب جفاف في مصر وبالتالي هناك ضرر اقتصادي كبير ومكلف لذلك ستحاول مصر منع كل هذه العواقب.

تحاول مصر منذ فترة اتخاذ إجراءات بالسد العالي والسدود المصرية كيف تفسر هذه الاجراءات وهل ستجدي نفعا؟
مصر تتعامل مع كل الاوضاع وكل السنياريوهات فهي لا تنتظر حدوث الازمة كي تتعامل معها هي لن تقبل الاضرار بحصتها المائية وفي نفس الوقت سوف تتخذ خطوات عملية اذا ما اتجهت أثيوبيا للملء الثاني بشكل أحادي وأعتقد أن جزء من الاجراءات يرتبط بتبطين الترع والمصارف وقليل الهادر من المياه وهي تتخذ أيضا قرارات مصيرية لها علاقة بالسد العالي وسدود أخرى في مصر.

ما هي الخيارات المطروحة أمام مصر؟
هناك خيارات كثيرة أمام مصر تتعلق بمواجهة التعنت الأثيوبي وقد يكون الخيار العسكري ضمن هذه الخيارات وقد تكون هناك ردود أفعال حقيقية على أثيوبيا وردود الافعال قد تكون من خلال دول أفريقيا أو ضغوط دولية أو رد مباشر من قبل مصر سواء كان سياسي أو دبلوماسي أو حتى رد عسكري فكل الاحتمالات والخيارات مفتوحة.

موضوع نقل ملف الازمة الى مجلس الامن ؛ وسيناريوهات خيار الحرب الذي لوحت به مصر كيف سيكون خاصة وأن مصر لا تربطها حدود مشتركة مع أثوبيا؟ وهل مصر ستقوم باستهداف السد؟
مصر قامت بتدويل الازمة وأدخلت أطراف دولية منها الولايات المتحدة الامريكية ومجلس الامن فهناك سيناريوهات عدة أمام مصر للتعامل مع التعنت الاثيوبي وقد يكون خيار الحرب منها ولا توجد حدود مشتركة ولكن هذا لا يمنع من توجيه ضربة عسكرية مباشرة او غير مباشرة للسد وقد يكون ذلك من خلال طائرات الرافال التي تستطيع توجيه ضربات ثم العودة فهذه الخيارات مفتوحة وأعتقد أن مصر قد تضطر الى التعامل معها في الزمان والمكان المناسبيين وفقا المتغيرات التي تتعامل معها اثيوبيا خلال الفترة القادمة ووفق ردور افعال المجتمع الدولي على التعنت الاثيوبي.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here