رحيل حسام سكر.. من وسط كثافة الألوان

7
رحيل حسام سكر.. من وسط كثافة الألوان
رحيل حسام سكر.. من وسط كثافة الألوان

افريقيا برسمصر. رحل الأربعاء الفنان المصري حسام سكر (1956 – 2021) في أحد مستشفيات القاهرة بعد إصابته بنزيف في المخ منذ أيام، والذي تنوّعت تجربته خلال أكثر من ثلاثة عقود بين الرسم التجريدي والتصميم الغرافيكي ورسوم الخيال العلمي للأطفال.

حاز الراحل درجة البكالوريوس من قسم التصوير في “كلية الفنون التطبيقية” بالعاصمة المصرية عام 1979، كما نال شهادة في الديكور المسرحي من “أكاديمية الفنون” سنة 1982، وأقام أولى معارضه الشخصية في “قاعة أولغامور بخار” بألمانيا الغربية عام 1990.

عمل سكر رساماً في “الشركة الهندسية والصناعات البترولية والكيماوية”، كما صمّم العديد من ملصقات المعارض الفنية في مصر، وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في النمسا وفرنسا والمكسيك وكندا، إلى جانب مصر.

في معرضه الأخير “تجليات من الجنوب” الذي أقيم في “قاعة الباب سليم” عام 2019، قدّم أعمالاً تستكمل اشتغالاته السابقة في التجريد ضمن أسلوب “تاتشيزم” الذي انتشر في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي في أوروبا بموازاة التعبيرية التجريدية التي سادت في الولايات المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية، وجمع بينهما الكثير من السمات، لكن فناني “تاشيزم” ذهبوا إلى تلقائية في التشكيل تبتعد عن الصرامة الهندسية التي ميّزت التعبيريين التجريديين.

قدّم سكّر في هذا السياق أعمالاً استخدم خالها وسائل مختلفة في الكشط أو الرش أو دفق الألوان بشكل عفوي على سطح اللوحة، كما تميّز بضربات الفرشاة العريضة أو السكين ضمن عشوائية في التلوين لا تعتمد وحدات أو خطوطاً، بحيث تبدو فضاءاته لا صلة لها بالواقع أو الطبيعة.

يشير الناقد والفنان التشكيلي المصري عز الدين نجيب إلى أن “اللوحة عنده مساحة لونية واحدة تمتد بلا نهاية حتى آخر أضلاعها الأربعة، مشغولة بمجموعة ألوان وملامس متداخلة تشكل مزيجاً من التأثيرات البصرية، تبدو كقطعة نسيج مموهة الألوان، خالية من وحدات مركزية ذات قوام صلب أو تصميم فني متماسك، إلا في ما ندر”.

ويضيف: “أغلب اللوحات تبدو ظاهرياً كأشكال مجهرية أو ذات تضاريس لكواكب نائية أو لجدران مخربشة، عولجت بألوان سخية وملامس خشنة، بعض أجزائها توحى بالبروز الناتئ عن السطح إثر ضربات السكين، وثمة جملة لحنية واحدة تتردد من لوحة إلى أخرى فتُحدِث تجانساً لونياً بين الساخن والدافئ والبارد من الألوان، غير أنها قلما تنجح في إحداث تنوع إيقاعي بين الحدة والرقة، وهناك وميض لوني يبزغ مرتعشاً من وسط كثافة الألوان”.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here