علماء يسلطون الضوء على نقوش أثرية غامضة في قطر

4
علماء يسلطون الضوء على نقوش أثرية غامضة في قطر
علماء يسلطون الضوء على نقوش أثرية غامضة في قطر

أفريقيا برس – مصر. واستخدم الناس هناك منذ قرون سلسلة من نتوءات الحجر الجيري المنخفضة كأرضية رسموا عليها الرموز والزخارف والعناصر التي لاحظوها في بيئتهم. ووجد علماء الآثار ما مجموعه 900 نقشًا صخريًا في الجساسية، وهي في الغالب رموز غامضة مرتبة على أنماط مختلفة، بما في ذلك صفوف من الحفر والورود، وحتى السفن الشراعية، وعادة ما تُرى من الجو، حسبما نشرت شبكة “سي إن إن”.

وقال فرحان صقال، رئيس قسم التنقيب وإدارة المواقع في متاحف قطر، في إشارة إلى نقوش السفن الصخرية: “على الرغم من شيوع الفن الصخري في شبه الجزيرة العربية، إلا أن بعض المنحوتات في الجساسية فريدة ولا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر”.

وقال: “تمثل هذه المنحوتات درجة عالية من الإبداع ودقة الملاحظة من جانب الفنانين الذين صنعوها”. ويوجد حوالي 12 موقعًا بارزًا من المواقع الصخرية في قطر، تقع معظمها على طول سواحل البلاد.

كما يمكن رؤية بعض المنحوتات في قلب منطقة “البدع” في الدوحة، المطلة على “الكورنيش”، وهو منتزه شهير على الواجهة البحرية. وتم اكتشاف موقع الجساسية، على بعد حوالي ساعة شمال الدوحة، وبالقرب من ميناء الحويلة القديم لصيد اللؤلؤ، في عام 1957.

وعلى مدار ستة أسابيع في أواخر عام 1973 وأوائل عام 1974، قام فريق دنماركي بقيادة عالم الآثار هولجر كابيل وابنه هانز أجرى كابيل دراسة صنفت بدقة الموقع بأكمله في صور ورسومات. ويتكون أكثر من ثلث المنحوتات من علامات أكواب بتكوينات وأشكال وأحجام مختلفة.

ويتضمن النمط الأبرز صفين متوازيين من سبعة ثقوب، مما دفع البعض للاعتقاد بأن هذه كانت تستخدم للعب “المنقلة”، وهي لعبة لوحية شائعة في أجزاء كثيرة من العالم منذ العصور القديمة، حيث بقوم لاعبان متنافسان بإسقاط أعداد فردية وزوجية من الأحجار الصغيرة في الحفر.

وعارض آخرون هذه النظرية، مشيرين إلى حقيقة أن بعض الثقوب في الجساسية صغيرة جدًا بحيث لا تتسع لأي من الحجارة، بينما يمكن العثور على البعض الآخر على المنحدرات، وهو خيار غير عملي، حيث يستحيل اللعب بسبب الميلان وسقوط الأحجار. واقترح خبراء آخرون أن النقوش استخدمت للتنجيم، أو لفرز وتخزين اللآلئ، أو كنظم لحساب الوقت والمد والجزر.

ووجدت دراسة علمية واحدة لتسع نقوش صخرية مختلفة في الجساسية قبل عقد من الزمن، عدم وجود دليل على أن عمرها يزيد عن بضع مئات من السنين، لكن الباحثين خلصوا إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، بما في ذلك تطوير تقنيات جديدة خاصة بنقوش الحجر الجيري.

واتفق الخبراء رغم ذلك على أن على أن المنحوتات الأكثر روعة في الموقع هي تلك التي كانت تجسد السفن والقوارب. حيث توفر هذه الإبداعات معلومات مهمة حول أنواع السفن المستخدمة في صناعات الصيد وصيد اللؤلؤ المزدهرة التي كانت لقرون أساس الاقتصاد القطري.

وغالبًا ما تكون معظم القوارب التي تُرى من الأعلى على شكل سمكة ذات مؤخرة مدببة وصفوف من المجاديف، منحوتة بأداة معدنية مدببة. وكتب عالم الآثار فرانسيس غيليسبي وفيصل عبد الله النعيمي، مدير إدارة الآثار بهيئة متاحف قطر: “السفن كان لها دور قوي في معتقدات الشعوب القديمة، التي اعتبرتها وسيلة رمزية للعبور من هذا العالم إلى الآخر”.

وأضافوا: “اعتقد كل من البابليين والمصريين القدماء أن الموتى وصلوا إلى العالم الآخر على متن سفينة، وتحدثت الأساطير اليونانية عن ذلك أيضًا”. وينصح الخبراء السياح بحمل كمية من الماء معهم وارتداء قبعة واقية من الشمس عند التجول في الموقع المسيَّج، لأنه لا يحتوي على أي مناطق فيء، لذا فإن أفضل الأوقات للزيارة هي بزوغ الشمس (الفجر) وغروبها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here