أعلنت وزارة الآثار المصرية، خلال مؤتمر صحافي عن اكتشاف مقبرة أثرية فريدة تعود للأسرة الخامسة، هي مقبرة “كاهن التطهير الملكي”، بمنطقة سقارة الأثرية بالجيزة. وتأتي أهمية الاكتشاف من كون المقبرة في حالة جيدة، لم يمس جدرانها سوء، وقد زينت بنقوش ملونة جميلة تصور صاحب المقبرة وزوجته (ورت بتاح)، وبعض المناظر التي تصور صاحب المقبرة مع أمه (مريت مين) ومع عائلته: زوجته وأولاده، ومناظر الحفلة الموسيقية، وصناعة النبيذ، وصناعة الفخار، ومناظر تقدمة القرابين، ومناظر إبحار المراكب، وصناعة الأثاث الجنائزي، وصيد الطيور، وصناعة التماثيل، وسحب التماثيل، بالإضافة إلى نصوص من السيرة الذاتية لصاحب المقبرة.
تتكون المقبرة من صالة مستطيلة يبلغ طولها حوالي 10 أمتار من الشمال للجنوب، وعرضها حوالي 3 أمتار من الشرق للغرب، بارتفاع حوالي 3 أمتار، ويوجد في نهاية المقبرة حجرة السرداب، في حين تحتوي أرضية المقبرة على 5 آبار دفن، حيث تمكنت البعثة من تحديد أماكنها، إلا أن بدء العمل في اكتشاف هذه الآبار لم يتم بعد، وفي المقبرة بابان وهميان أحدهما يخص (واح تي) والآخر لأمه مريت مين.
وكانت البعثة الأثرية قد استطاعت الوصول إلى واجهة هذه المقبرة أثناء أعمال الحفر الأثري في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أثناء أعمال حفائر الموسم الثاني للبعثة، حيث اكتفت آنذاك بالإعلان عن الكشف عن جبانة الحيوانات. فقد كان مدخل المقبرة مغلقاً بجدار من الطوب اللبن مما يتطلب كثيراً من العمل والوقت. ومع إزالة الرديم؛ ظهرت نقوش غائرة في العتب العلوي للسدّة، مدون بها 3 أسطر من الكتابة الهيروغليفية تحمل أسماء وألقاب صاحب المقبرة “واح تي”، والذي من أهم ألقابه: كاهن التطهير الملكي ومفتش القصر الإلهي، ومفتش معبد الملك نفر أير كا رع، ومفتش في المركب المقدس.
وقد عُثر داخل المقبرة على 18 نيشة تضم 24 تمثالا كبيرا منحوتا في الصخر وملونا تصور صاحب المقبرة وعائلته، أما الجزء السفلي من المقبرة فيضم 26 نيشة صغيرة تحوي على حوالي 31 تمثالا منحوتا في الصخر أيضا لشخص إما واقفاً أو في وضع الكاتب يرجح أنها لصاحب المقبرة، وتماثيل لأفراد عائلته، بالإضافة إلى العثور على العديد من الأواني الفخارية.
وأعلنت الوزارة أن البعثة لا تزال تواصل أعمال الحفائر داخل المقبرة والكشف عن المزيد من أسرارها، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق، وتنظيف الجدران، وتقوية النقوش والألوان.