الشمس تتعامد على معبد سوبك

17

تشهد مدينة الفيوم في مصر حدثاً فلكياً تاريخياً فريداً، يعود تاريخه إلى العصر اليوناني الروماني، حيث تتعامد الشمس على قدس أقداس معبد سوبك الواقع على ضفاف بحيرة الفيوم.

وسوبك أحد المعبودات المصرية القديمة ويرمز له بالتمساح، لكن المعبد حمل اسم “قصر قارون” في العصور الإسلامية، لوجوده بالقرب من بحيرة قارون المجاورة له.

كما أن أصل تسمية بحيرة قارون، في بعض التفسيرات، كان “بحيرة القرون، لكثرة القرون والخلجان بها فأطلق عليها في البداية بحيرة (القرون)، ثم حرفت إلى بحيرة قارون، وهذه البحيرة في الأصل هي البقية الباقية من بحيرة كانت تسمى بحيرة موريس.

وكانت البحيرة مليئة قديماً بالتماسيح، وتستعمل خزان مياه في أوقات الجفاف، ولذا أصبح الإله “سوبك” معبوداً بالفيوم، ثم اندمج بعد ذلك إله التماسيح سوبك مع إله الشمس “رع” فأصبح اسمه “سوبك رع”.

الدراسات الحديثة أكدت تعامد الشمس على معبد قصر قارون في يوم 21 ديسمبر/كانون الأول من كل عام بعد ظهر هذا اليوم ويستمر التعامد 25 دقيقة، وهذه الظاهرة الفلكية تعني عند القدماء بداية الانقلاب الشتوي، وتدل على معرفة القدماء الوافية بمعظم الظواهر الفلكية.

وسوبك معبود مصري قديم مرتبط بتماسيح النيل، ويمثّل صورياً، إما في شكل التمساح أو في شكل إنسان برأس تمساح، وارتبط سوبك بالسلطة الملكية والخصوبة والبراعة العسكرية، كما اعتبره القدامى إلهاً وقائياً ضد الأخطار بصفات طاردة للشر، لذا ارتبطت اسمه بالأخطار التي يمثلها النيل بفيضانه.

اكتشف العلماء معبد سوبك عام 1912، وفي عام 1913 نقل إلى الإسكندرية، ثم أعيد بناؤه في حديقة المتحف، ويتقدم المعبد أسدان ويتألف من أبواب ثلاثة تؤدي إلى محراب المعبود بنيفيروس، وعلى الصرح الأول أو الباب الأول نص تكريس مؤرخ بعام 137 ق.م.

أما المحراب فمقسم أقساماً ثلاثة ما زالت ترى فيها آثار الزخارف على النمط المصري، كما يتحلى إفريز أو شريط زخرفي بأفاع تحمل قرص الشمس. أما الغرفة الوسطى من المحراب فتضم سريراً لنقل التمساح المقدس المحنط، وبأعلى بابها منظر يصور نيل مصر العليا ونيل مصر السفلى مع رمز الاتحاد مصوراً بينهما وعلى كل من الجانبين تماسيح محنطة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here