الهميم الماحي.. تتبُّعٌ للزُّرقة وجواراتها

14
الهميم الماحي.. تتبُّعٌ للزُّرقة وجواراتها
الهميم الماحي.. تتبُّعٌ للزُّرقة وجواراتها

أفريقيا برس – مصر. طالما شكّلت البيئة عامل استكشاف وتمثيل عند الفنّان، سواء بعناصرها الأولى البيّنة أو حتّى تلك الصورة التجريدية التي تشفّ عنها. ومن بين تلك البيئات تبدو بيئة الشرق الأفريقي ذات خصوصية من حيثُ تنوّعها وما توفّره من تلوينات وإحالات تلعب فيها الجغرافيا دوراً كبيراً، وبالذات نهر النيل الذي لا يرسم مساره إلا ويحيك على ضفّتيه تاريخاً مديداً من العادات وتراث الشعوب.

“طبقات من الجنوب” عنوان المعرض الذي يحتضنه “غاليري أكسيس سبيس آرت” بالقاهرة، للفنّان السوداني الهميم الماحي، ويستمرّ حتّى السابع عشر من الشهر القادم. افتُتح المعرض الذي يضمّ 21 عملاً في الرابع والعشرين من هذا الشهر، ويشتغل فيه التشكيلي على الاهتمام بتمثّلات اللون الأزرق بوصفه إحالة لمّاحة لما يستوعبه ذلك النهر الذي ارتبطت فيه روح الجماعات التي سكنت في جواره.

ويبدو الجنوب في لوحات الفنّان أكثر من وِجهة، بقدر ما يترسّم من خلاله هويّة واسعة، استطاعت أن تحتوي آثار حضارات عريقة عبر التاريخ. هُنا، تتأكّد أصالة الفنون، حيث تحيلُ إلى أنّ حاضرها غير منقطع عن ماضي البلاد.

وهذا ما يمكن توسُّمه في وجوه الشخصيات (البورتريهات) التي يرسمها الماحي، إذ تجتمع فيها الملامح الأصيلة مع قدرة على تحويل اللون الأزرق إلى عتبة نحو الأسلوب التجريدي الذي يستعين به بشكل قوي، ويعبرُ من خلاله إلى عوالم تنزاح فيها الخطوط عن وتلتف، وكأنّها في ذلك تعيد سيرة النيل في التفافه ودورانه المتكرّرين.

كذلك تظهر شروط الحياة في عناصر الطبيعة الأُخرى التي يدمجها بلوحته، مُبتعداً عن أي قياسية أو تناظُرات سوى الاستناد إلى ما هو موجود بالفعل في بيئة النيل من حيوانات وصخور وأشجار، كلّ ما سبق يستلفُ من بعضه الحضور العفوي في طبقات لونية مكشوفة يسعى التشكيلي على إزاحة تراكُبها العميق أمام المتلقّي.

يُشار إلى أنّ “طبقات من الجنوب” هو المعرض الفردي الأوّل للماحي خارج السودان، إذ سبق أن اشتركَ في معارض جماعية في ألمانيا، كما أقام عدداً من المعارض داخل السودان منذ عام 2010 في “المركز الثقافي الفرنسي” (2013) و”مركز راشد دياب” (2018)، وغيرها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here