يعتقد كثيرون بأن دور مصر في صناعة كسوة الكعبة بدء فقط في عهد الخلافة الفاطمية التي أتخذت القاهرة عاصمة لها، إلا أن هذا الإعتقاد غير صحيح، ففي عهد الخليفة عمر بن الخطاب أصبحت الكعبة المشرفة تكسي بالقماش المصري المعروف بإسم “القباطي” نسبة إلي قبط مصر حيث كان المصريون ماهرين في نسج أفضل أنواع الثياب والأقمشة الذي أشتهرت بتصنيعة الفيوم، ومع بداية الدولة الفاطمية أهتم الحكام الفاطميين بإرسال كسوة الكعبة من مصر إلي أن جاء عام ٧٥١ هجريا حيث أمر الملك الصالح إسماعيل بن عبد الملك الناصر محمد بن قلوون بتخصيص وقفا لكسوة الكعبة والوقف كان عبارة عن قريتين من قري القليوبية هما بيسوس وأبو الغيث، وظل هذا هو النظام القائم حتي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، والذي أضاف إلي الوقف سبعة قرى أخرى لتصبح عدد القري الموقوفة لتصنيع كسوة الكعبة تسعة قرى، إلا أنه وفي عهد محمد علي باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة لفترة ، وذلك بعد الصدام الذي حدث بين الوهابيين في الأراضي الحجازية وقافلة الحج المصرية عام ١٢٢٢هجريا، لكن مصر لتصنيعها وإرسالها مرة أخرى في عام ١٢٢٨هجريا، وكانت دار الكسوة تقع في شارع شهير في قلب القاهرة يسمي “الخرنفش” حيث كانت تخرج منه الكسوة بعد الإنتهاء من تصنيعها في موكب مهيب يسمي “المحمل” وأستمر العمل في دار الخرنفش حتي عام ١٩٦٢ميلاديا، إذ توقفت مصر نهائيا عن تصنيع وإرسال كسوة الكعبة وذلك لأسباب سياسية .