ذكرى ميلاد: آدم حنين.. منحوتات عابرة لزمنَيْن

9
ذكرى ميلاد: آدم حنين.. منحوتات عابرة لزمنَيْن
ذكرى ميلاد: آدم حنين.. منحوتات عابرة لزمنَيْن

أفريقيا برس – مصر. تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم الحادي والثلاثون من آذار/ مارس ذكرى ميلاد الفنان المصري آدم حنين (1929 – 2020).

في كتيّب بعنوان “متحف آدم حنين.. حياة من الإبداع” (2014)، يفتتح الفنان والأكاديمي المصري مصطفى الرزاز تقديمه بالإشارة إلى دهشة أولى تلقّاها حنين ــ الذي تمرّ اليوم الخميس ذكرى ميلاده ــ حين تجوّل وهو في الثامنة من عمره برفقة مدرّس التاريخ في “متحف الفن المصري القديم”، ومنذ تلك اللحظة بدأ ولَعُه بالرسم والتلوين والنحت.

ويوضح أن الفنان والنحات المصري (1929 – 2020) كان “حذراً في أن يقع في فخ محمود مختار العظيم، مثل أجيالٍ سبقته وعاصرته، وحرص على ألّا يقفز على أحد أساليب نحّاتي القرن العشرين الكبار، مثل هنري مور وجياكوميتي ومارينو ماريني، كما فعل آخرون من معاصريه. وكان أكثر حرصاً على ألّا يسلّم سجيّته للنمط المصري القديم”.

ويلفت الرزاز إلى أن حنين كان متقشّفاً في استخدام الخامات الباذخة، حيث كان يبحث عن ورق البردي وعن الورق الأصفر الذي يوحي بالقِدَم، ويعمل بألوان الفرِسْك على ألواح الجبس أثناء طراوته، فيطمس نسبة كبيرة من الطاقة اللونية، مبقياً على شُحوبٍ عذب يولّف بين الألوان والمساحات، في مفارقة بين حداثة العناصر وحِسّ القِدم في هيئته النهائية.

صدرَ الكتيّب مع تأسيس المتحف في بلدة الحرّانية (45 كلم جنوب غربي القاهرة) الذي بناه حنين وحمل اسمه، وهو مكوّن من ثلاثة طوابق ويضم حوالي أربعة آلاف قطعة فنية قام بتصميمها في فترات مختلفة من حياته، منها منحوتات شهيرة مثل “سفينة آدم”، و”وجيدة وزينب”، و”أم كلثوم”، و”البومة”، و”أنوبيس”، كما ينظم المتحف سنوياً “مسابقة آدم حنين لفن النحت” للشباب الأقل من 35 عاماً في مصر والعالم العربي.

الفنان الذي وُلد في حي باب الشعرية القاهري (لعائلة تعود جذورها إلى الصعيد) باسم صمويل هنري، تخرّج من “مدرسة الفنون الجميلة” عام 1953، وأقام مدّة في مرسم الأقصر، وهي الفترة التي اختبر فيها كيفية توظيفه للفن المصري القديم وطوّر عليها طوال حياته، وتلقّى فيها دروساً على يد الفنان المصري أحمد صبري (1889 – 1955)، كما استكمل دراسته في ميونخ بألمانيا في “مرسم أنطوني هيل”.

في الستينيات، قدّم حنين سلسلة من منحوتات حيوانات، فجسّد القطط والكلاب والديوك والحمير وغيرها، مستعيداً تاريخاً فرعونياً كبيراً من التماثيل القديمة. وفي عام 1971 انتقل هو وزوجته، عالمة الأنثروبولوجيا عفاف الديب، للعيش في باريس، حيث ظلّا فيها قرابة ثلاثة عقود، وهناك بدأ استكشاف اهتماماته بالرسم، وركّز جلّ اهتمامه على العودة إلى المواضيع المصرية القديمة واستخدام المواد التقليدية.

بعد تجسيده الماعز والكلاب والخيل والحمير والطيور في أسلوب اختزالي، انتقل في السبعينيات والثمانيينات إلى لعة رمزية ضمن أشكال مجرّدة تتّسم بالصفاء والديناميكية في حركتها وإيقاعها، وبرزت مواضيع جديدة مثل الشمس والقمر ومفهوم الصعود، وقد راوح في تجربته بين حسّ تبسيطي في معالجة الكُتَل والأحجام، وبين استلهام حرّية التعبير النحتي السائد في العالم وقتها.

من أبرز أعمال حنين التي تفّذها في الأقصر سلسلةُ رسومات بعنوان “البشارة”، تجسّد غزالةً، كما أنه قدّم عمل “فاطمة”، وهو تمثال لرأس امرأة، و”حصان”، و”الزمار”، و”راحة”، و”أم الشهيد”، كما وضع رسومات خاصّة بكتاب رباعيات صلاح جاهين، إلى جانب منحوتات تمثّل الحيوانات مثل “البومة” و”الحمار” و”طائر أسطوري”. ومن أعماله النحتية التجريدية، هناك “نسمة”، و”شيخ البلد”، و”مراقبة صامتة”، و”انتصار يتصاعد”، و”امرأة وحصان” و”صبيّة بضفيرة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here