راوية عبد العظيم: رحيل عن “سينا”

16
راوية عبد العظيم: رحيل عن
راوية عبد العظيم: رحيل عن "سينا"

افريقيا برسمصر. بين ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، عرفت مصر ظهور عدد من مؤسسات النشر المستقلة التي قدّمت للجمهور أعمالاً مختلفة عن الدور الكبرى وهي المرتبطة أساساً بمؤسسات إعلامية أو تلك التي ترعاها الدولة بشكل مباشر. هكذا ظهر جيل من الناشرين يراهن على تلبية أذواق الجمهور بمادة إبداعية وفكرية رفيعة.

نذكر من مؤسسات النشر هذه “شرقيات” و”المستقبل العربي” و”العين” و”دار المسيرة” و”سينا للنشر”، وكانت الأخيرة مباردة أطلقتها الناشرة راوية عبد العظيم، التي رحلت عن عالمنا ، واقترحت من خلالها استيعاب جزء مهمّش من الحياة الثقافية، ذلك الذي يتحرّك في منطقة بين الأكاديمي والصحافي.

من خلال “سينا”، ظهرت أعمالٌ لرضا هلال ونوال السعداوي ومحمود إسماعيل وطارق البشري وخليل عبد الكريم وسعيد العشماوي وغيرهم، وقد تميّزت منشورات هؤلاء بافتاحها على أفق من الحرية لم يكن متوفراً عند معظم الناشرين الآخرين فجرى تناول قضايا التشدّد الديني والطائفية والتمييز ضد النساء وتمحيص السرديات التاريخية ومناقشة أنظمة الحكم.

هكذا وفّرت رواية عبد العظيم مساحة لم يتحرّك فيها بقية الناشرين، فكان للدار رأسمال معرفي بارز حتى وإن بدت تشكو من قلة التوزيع، ومن المعلوم أن الخيارات المضمونية التي دافعت عنها عبد العظيم لا تملك سوقاً واسعة.

تجربة عبد العظيم مع النشر يمكن النظر إليها من زاوية نسوية أيضاً، فميدان النشر يبدو – وبدون سبب معقول – مسيّجاً لا تدخله النساء. وبعدها بدأت مصر تعرف مبادرات أخرى لناشرات، ومن الفريد أن كل واحدة منهم حقّقت شخصية مختلفة لدارها، وهوية بصرية جديدة، وقدّمت رؤية لها أصالتها في عالم النشر مثل فاطمة البودي وكرم يوسف وبيسان عدوان وسوسن بشير.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here