زهران سلامة.. استعادة رسام “المسافر خانة”

18
زهران سلامة.. استعادة رسام
زهران سلامة.. استعادة رسام "المسافر خانة"

أفريقيا برس – مصر. شكّل الريف الذاكرة المرجعية الأساسية للفنان التشكيلي المصري زهران سلامة (1939 – 2012)، والذي ظلّ يرسم مشاهد من الحياة اليومية في قريته زاوية جروان بمحافظة المنوفية حتى رحيله، حيث الحقول الشاسعة والفلاحين وأسراب الحمام وغيرها من التفاصيل.

باللونين الأزرق والرمادي اللذين هيمنا على العديد من أعماله، انتقل بعد ذلك إلى مساحات أخرى مثل أسواق الصعيد، والصيادين ورحاتهم في النيل، إلى جانب اهتمامه بمعمار القاهرة المملوكية، حيث قدّم لوحات عديدة تضمّنت شوارعها وأسواقها ومساجدها.

“ترانيم مصرية” عنوان المعرض الاستعادي لزهران سلامة، والذي يُفتتح عند السابعة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء في “غاليري بيكاسو” بالقاهرة ويتواصل حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، ويضمّ أعمالاً تمثّل تجربته التي تمتدّ منذ ستينيات القرن الماضي.

اختار الفنان الراحل العزلة في أواخر حياته، حيث ترك العاصمة المصرية واستقرّ في مدينة الغردقة على البحر الأحمر، بعد حريق “المسافر خانة” عام 1998؛ القصر الذي بناه محمود محرم الفيومي عام 1789 في حيّ الجمالية القاهري، والذي وثّق سلامة معالمه في ثلاثين لوحة قدّمها في آخر معارضه.

رسَم سلامة الفضاءات الداخلية للقصر الذي احتوى العديد من النماذج الفنية والمعمارية من أرابيسك ورخام وفسيفساء وزجاج ملوّن ومشربيات خشبية، واجتذب العديد من الفنانين الذي نقلوا زخارفه وأدق تفاصيله في أعمالهم، لكن صلة سلامة توثّقت بالمعلم التاريخي لأنه كان مديراً له لسنوات عدّة.

كما يضمّ المعرض الاستعادي أعمالاً تجسّد أسلوب سلامة الانطباعي الذي كان يعتمد على توزيع الضوء داخل اللوحة بشكل أساسي ليمنحها بعداً درامياً في حركة الأشخاص ووجودهم داخل الأمكنة التي يرسمها، بالإضافة إلى أعماله التي تمثّل الطبيعة الصامتة؛ مثل زهور عباد الشمس فى حديقته، أو المحراث فى الحقل، أو سوق بيع الحيوانات في الأرياف المصرية.

وتُعرض أيضاً بورتريهات رسمها سلامة للعديد من العمّال، وهو الموضوع الذي شغله لسنوات طويلة، حيث ركّز فيه على تعابير وجوههم ولباسهم، إلى جانب بورتريهات أخرى لأطفال ونساء ورجال في مشاهد اعتيادية في الريف والمدينة.

يُذكر أن زهران سلامة نال درحة البكالوريوس من “كلية الفنون الجميلة” في القاهرة عام 1963، وأقام معرضه الفردي الأول بعد عام من ذلك في “قصر ثقافة الأنفوشي” بالإسكندرية، كما أقام معارض أخرى في بلغاريا ورومانيا والمملكة العربية السعودية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here