زينب عبد العزيز.. الطبيعة وراء الأكاديميا

10
زينب عبد العزيز.. الطبيعة وراء الأكاديميا
زينب عبد العزيز.. الطبيعة وراء الأكاديميا

افريقيا برسمصر. تنوّعت اهتمامات الباحثة والمترجمة المصرية زينب عبد العزيز (1935) حيث وضعت ترجمة لمعاني القرآن عملت عليها لثماني سنوات صحّحت خلالها الاخطاء الذي وقع فيها المستشرق الفرنسي جاك بيرك في ترجمته للقرآن، كما وضعت كتباً مثل “محاصرة وإبادة.. موقف الغرب من الإسلام”، و”الفاتيكان والإسلام”، و”حائط البراق” وغيرها.

إلى جانب ذلك، ترجمت أستاذة الحضارة وتاريخ الفن رواية “الريح” لـ كلود سيمون، وكتاب “هيغل والمسيحية” للأب غاستون فيسار، وألّفت أيضاً “لعبة الفن الحديث” و”النزعة الإنسانية عند فان غوخ”، و”يوميات فنان”، و”فولتير رومانسياً”، وانخرطت أيضاً في ممارسة الفن منذ خمسينيات القرن الماضي.

تتنوّع اهتمامات الفنانة بين البحث في تاريح الإسلام ونقد الفن والترجمة إلى جانب التشكيل يُفتتح عند السابعة من مساء غدٍ الثلاثاء معرض استعادي لزينب عبد العزيز في قاعة الباب بساحة الأوبرا في العاصمة المصرية، والذي يتواصل حتى بداية الشهر المقبل بتنظيم من قطاع الفنون التشكيلية ويضمّ أعمالاً تُعرض للمرة الأولى.

تشكّل الطبيعة الثيمة الأساسية لدى الفنانة خلال أكثر من ستّ عقود من الرسم، وقد اهتمّت في مجموعة من أعمالها بصحراء شبه جزيرة سيناء الشاسعة، فأبرزت اختلاف التضاريس في مساحات الرمال اللامنتهية في أسلوب انطباعي يوحي بأثر الإنسان وتراكم فعله عبر السنين.

تظهر ايضاً قوة الخطوط وضربات الفرشاة القوية على سطح اللوحة، كما في معرضها السابق “النور والطبيعة” الذي أقيم عام 2014، والذي أشارت الكاتبة فاطمة علي إلى مفردات لوحاتها من زهور كعباد الشمس وعصفور الجنة واللافندر، موضحة أن رؤية عبد العزيز “ليست مباشرة أو عابرة فى تعاملها مع عناصر الطبيعة كما يبدو إلى درجة ما من كثير من الكتابات المباشرة عن أعمالها، وأنها لم تنل حق قدرها من رؤيتها العميقة لمعطيات الطبيعة”.

ولفتت إلى أن الفنانة “لم تتبع منهجاً معيناً غير أنها فى البداية جرّبت نقل الطبيعة، ثم وضحت تأملاتها لها بعد ذلك في سلسلة من اللوحات تلخص بها عنفوان الطبيعة مجسداً في الزهرة لتعبر عن الطاقة الداخلية العنيدة فى أوراق وبتلات رقيقة تهفو لممارسة الحياة خاصة”، مضيفة “لا أرى زينب ترسم الطبيعة ولا النور وإنما ترسم طاقة الحياة حتى ولو أتت من داخل زمن قصير محدود”.

يتضمّن المعرض الحالي لوحة تحتوي أشجاراً عارية من أوراقها وخضرتها في مشهد خريفي وخلفها تتراءى مساحات صفراء وزرقاء مخضّرة وفي الأرض تنتشر أعشاب وزهور ملونة، في تصوير لجماليات لحظة انقلاب في الطبيعة. وفي لوحات أخرى تركّز على الضوء الآتي من السماء وانعكاساته على المكان.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here