متحف التحنيط المصري.. الطريق إلى “الخلود الفرعوني”

10
متحف التحنيط المصري.. الطريق إلى
متحف التحنيط المصري.. الطريق إلى "الخلود الفرعوني"

أفريقيا برس – مصر. مطلا على نهر النيل جنوب مصر، وقريبا من معبد وجبل يعجّان بآثار تاريخية، يقع متحف التحنيط الوحيد في العالم، والذي يحتفظ بداخله أسرارا فرعونية تبوح بتجهيزات ما بعد الموت.

يقع المتحف في محافظة الأقصر الواقعة على ضفاف نهر النيل، والتي عرفت قديما باسم “طيبة”، وكانت عاصمة مصر.

“الخلود الفرعوني”

يعد المتحف قبلة السياح القادمين من رحلات نيلية من الغرب المليء بالمزارات التاريخية، كمعبد الكرنك وجبل القرنة التاريخي، متطلعين لرؤية أسرار التحنيط الفرعوني.

يعد متحف التحنيط بالأقصر الوحيد بمصر والعالم المتخصص في عرض تجهيزات ما بعد الموت لدى المصريين القدماء وأساليب حفظ جثث الموتى وتحنيطها، وفق معلومات متطابقة.

وافتتحت السلطات المصرية متحف التحنيط عام 1997، محتفظا بنحو أكثر من 150 قطعة أثرية، أشهرها مومياء تمثل “الكمال في التحنيط”، وتظهر أحد أشهر المصريين القدماء بحالته كاملة.

مراحل التحنيط

في معتقدات المصري القديم كان من المهم “الحفاظ على الجسد بعد الوفاة لضمان الخلود في العالم الآخر”.

“لذا كان التحنيط عنصرًا أساسيًا في الممارسات الجنائزية للمصريين القدماء، وكان يشرف عليه رمزيًا المعبود أنوبيس (إله الموت والتحنيط عند المصريين القدماء)”، بحسب المعلومات الرسمية التي نشرتها وزارة الآثار المصرية عبر موقعها الإلكتروني.

تتضمن عملية التحنيط العديد من الخطوات المعقدة التي كانت تستغرق حوالي 70 يومًا، وتكون مصحوبة بإقامة العديد من الطقوس وقراءة التعاويذ.

بينما تحفظ أعضاء المتوفى في أوان تعرف باسم الأواني الكانوبية، ثم يجفف الجسم باستخدام ملح النطرون.

وبالمرحلة النهائية من التحنيط، يلف بلفائف من الكتان، كما توضع التمائم السحرية داخل اللفافات حول أجزاء مختلفة من المومياء لحماية الجسد، وفي النهاية تُحمل لوضعها في تابوت لدفنه، بحسب معلومات وزارة الآثار المصرية.

3 آلاف عام

وبمجرد أن تطالع لافتة في الأقصر عليها كلمتا “متحف التحنيط”، سيكون خلفها جسر النيل الشهير، وبالقرب منها معبد الأقصر الذي يضم العديد من الآثار القديمة، وعلى بعد نحو 5 كلم، جبل القرنة الشهير الذي يعج بمقابر فرعونية تاريخية.

يمكن دخول المتحف عبر سلم منحدر للأسفل مزين بالرسوم الفرعونية واللوحات الجدارية، وكأن الزائر يدخل رحلة فرعونية في حجرات دفن المصريين القدماء.

وعبر هذا السلم، يبدأ الوصول إلى الآثار المحنطة التي تحفظ في صناديق زجاجية، وحولها أضواء خافتة، تزداد إنارتها حول القطعة المحنطة في نظام إضاءة محكم.

وبداخل الصناديق الزجاجية تتنوع المعروضات القديمة التي تحوي أسرار التحنيط الفرعوني، من مومياوات محنطة وتوابيت مزينة وتماثيل، وأوان مستخدمة في التحنيط، والطقوس المرتبطة بها.

ومن “أهم القطع الأثرية بالمتحف” مومياء ماسحرتي، وهو ابن الملك بانجم من الأسرة المصرية 21 (من 1085 قبل الميلاد إلى 950 قبل الميلاد) ، وكان يعمل كبير لكهنة آمون رعـ ملك الآلهة وقائداً للجيش، في الوجهين القبلي والبحري.

واكتشف هذه المومياء التي تمثل “عصر الكمال الفرعوني في فن التحنيط”، عالم المصريات الفرنسي، جوستاف ماسبيرو عام 1881م.

وتلك المومياء في “حالة جيدة من الحفظ”، وتابوتها مزين بمشاهد جنائزية شهيرة في العهد الفرعوني.

ويضم المتحف “الأواني الكانوبية” نسبة لمدينة قديمة بالإسكندرية تسمى كانوب، وهي أوان “تستخدم لحفظ أحشاء المتوفي بعد تحنيطها وكانت أغطيتها على هيئة أبناء حورس الأربعة (فرعوني شهير)”.

وهناك أدوات أخرى تستخدم في عملية التحنيط، مثل السرير الخشبي ووسادتين مصنوعتين من الكتان ومحشوتين بالريش.

وبخلاف التوابيت وأواني التحنيط وتماثيل، تحتفظ تلك الصناديق الزجاجية بعدد من المومياوات للحيوانات والطيور المقدسة لدى الفراعنة، مثل: مومياء لقطة و لتمساح وغيرها.

كما تبرز الأضواء بالمتحف مركب نقل الموتى الشهير لدى الفراعنة داخل الصندوق الزجاجي، التي تنقل موتى المصريين القدماء إلى عالم “الخلود الفرعوني”، كما كان يعتقدون.

ويستقبل المتحف يوميا وفودا من السياح والمواطنين، غير أنه لا إحصائيات رسمية بأعداد الزوار.

وفي يوليو/تموز الماضي قال وزير السياحة المصري أحمد عيسى، إن بلاده استقبلت في النصف الأول من العام الجاري 2023، قرابة 7 ملايين سائح بكافة أنحاء البلاد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here