محمد سالم.. استعادة فنان الجداريات والزجاج الملوّن

12
محمد سالم.. استعادة فنان الجداريات والزجاج الملوّن
محمد سالم.. استعادة فنان الجداريات والزجاج الملوّن

أفريقيا برس – مصر. في نيسان/ أبريل الماضي، رحل محمد سالم الذي جمع بين التدريس وممارسة الفن لأكثر من خمسين عاماً، حيث عمل أستاذاً في كلية الفنون الجميلة بمدينة الإسكندرية، إلى جانب الرسم الذي انطلق من تجريد الطبيعة قبل أن يقدّم أعمالاً بارزة في الجداريات والزجاج الملوّن منذ الثمانينيات.

استفاد الفنان التشكيلي المصري (1940 – 2022) من تخصّصه في الفسيفساء في إيطاليا، من خلال سعيه للتجريب في المواد المستخدمة والمزج بينها، وكذلك التطوير في تقنياتها ومحاولة تعميمها ضمن منظوره للفن عبر إخراجه من صالات العرض، وتوجّهه للناس في الفضاءات العامة.

“محمد سالم: الصمت البليغ” عنوان المعرض الذي افتتح عند الثانية من بعد ظهر الأربعاء الماضي في “مكتبة الإسكندرية”، ويتواصل حتى الرابع من الشهر المقبل، ويتضمّن استعادة لتجربته من خلال مختارات تمثّل مراحل مختلفة منها.

تُعرض مجموعة من لوحاته التي تشكّل الطبيعة في مصر مصدراً أساسياً لها عبر محاكاته الأحجار والصخور في مناطق جغرافية متنوّعة، وتركيزه على توزيع الظلّ والنور بين تضاريسها المتعرجة ضمن مساحات تكوينها المجرّدة باستخدام الأكريليك أو مواد مختلطة.

كما تبرز في أعمال أخرى لغة تجريدية مشابهة في تصوير المدينة وشوارعها وناسها على نحو يشابه المخططات الطوبوغرافية، حيث لا تظهر تفاصيل المشاهد التي ينقلها ولا وجوه الشخصيات التي تتحرّك خلالها، لكن التكوين يشير إلى معالم من الأحياء الشعبية.

في حديثها عن تجربته، تشير الفنانة والناقدة التشكيلية أمل نصر إلى أنه ينشّط سطح اللوحة من خلال بحثه عن صيغ جديدة للعلاقة بين الشكل والفراغ، اللون والخط، وبين كل متناقضات العمل الفني، حيث الثراء البصري للعمل الفني كان هو الشاغل الأهم للفنان، فهو لا يقدم بهرجة لونية ولا زخماً في الأشكال أو العناصر، بل غالباً ما يتوحد بناء الصورة عنده في شكل واحد موحٍ بضم عناصرها وتفاصيلها، أو يفرد تصميم اللوحة على شكل مستطيل متوحد مع حدود العمل، من دون أن يعبأ بالمفاهيم القديمة لعلاقة الشكل والأرضية.

يُذكر أن محمد سالم حاز درجة الماجستير عن أطروحته التي حملت عنوان “دراسة الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة”، وحصل أيضاً على درجة الدكتوراه في فلسفة الفنون عام 1982 في تخصص في التصوير الجداري، وله كتاب صدر بعنوان “الفسيفساء تاريخ وتقنية”. وأقام معرضه الشخصي الأول عام 1970، وشارك في العديد من المعارض في فرنسا وإيطاليا وألمانيا واليابان واليمن ومصر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here