معابد الكرنك بمصر.. منبع أسرار الفراعنة

8
معابد الكرنك بمصر.. منبع أسرار الفراعنة
معابد الكرنك بمصر.. منبع أسرار الفراعنة

أفريقيا برس – مصر. في محافظة الأقصر جنوبي مصر ترتفع أبنية تاريخية شاهقة تعود إلى ما قبل 4 آلاف عام، ومدونة على جدرانها فصول من تاريخ وحضارة المصريين القدماء.

في أحد جوانب هذه الأبنية توجد بحيرة “مقدسة” لا يُعرف سر بقاء مياهها لأكثر من ألفي عام، رغم عدم اتصالها بأي ممر بمائي، وتزور الشمس تلك الأبنية في ظاهرة سنوية تجلب زوارا من أنحاء العالم.

إنه مجمع معابد الكرنك، المعروف إعلاميا في مصر بـ”معبد الكرنك”، بدأ إنشاؤه أيام الدولة الوسطى عام 2000 ق.م، واستمر حتى انتهاء التاريخ المصري القديم (الأسرة الـ 30، وتعود إلى 332 ق.م).

وكان كل ملك يضيف جديدا إلى تلك المعابد “تقربا إلى الآلهة، ورغبة في الخلود والحصول على شهرة كبيرة بين أفراد الشعب”، وامتد تشييدها لنحو ألفي عام، وفق الهيئة العامة للاستعلامات المصرية (رسمية).

في تلك البقعة التاريخية، تجتمع معابد وآثار فرعونية عديدة ومتنوعة، منها معبد آمون (إله بالمعتقد المصري القديم)، وتماثيل ومسلات.

وفي ظاهرة هندسية فريدة، تتعامد الشمس على محراب “قدس الأقداس” في معبد الكرنك مرة واحدة سنويا في 21 ديسمبر/ كانون الأول، وهو يوم الانقلاب الشتوي، أي مع بدء فصل الشتاء.

وتبلغ المساحة الكلية لمعابد الكرنك 247 فدانا، بينها 46 فدانا هي مساحة معبد آمون، وتقدم وزارة الآثار والسياحة بداخلها عروضا بالصوت والضوء تروي قصتها بلغات عديدة.

جولة غير مسبوقة

“أكبر دار عبادة قديمة في العالم”.. هكذا بدأ كبير الأثريين في وزارة السياحة المصرية مجدي شاكر حديثه عن مجمع معابد الكرنك.

وأضاف شاكر، الذي عمل لنحو 23 عاما بالأقصر: “الصحيح أن نقول عليها معابد الكرنك وليس معبد الكرنك؛ لأنها تضم العديد من المعابد. وهذه المعابد كانت ذات نفوذ ديني كبير، وحرص الملوك على تسجيل (تدوين) مواقف (لهم) فيها”.

وتنقسم الحقبة الفرعونية إلى 30 أسرة حاكمة، ومر تشييد معابد الكرنك بفترات الدولة الوسطى، وتشمل الأسر من 11 إلى 14 (حوالي 2060 – 1710 ق.م )، وعصر الانتقال الثاني (من 1785 إلى 1580 ق.م)، والأسر من 13 إلى 17.

كما تشمل الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية، وتضم الأسر من 18 إلى 20 (حوالي 1580 – 1085 ق.م)، ثم العصر المتأخر، أي الأسر من 21 إلى 30 (1085 ق. م- 332 ق. م).

ووفق شاكر، فإن أصل كلمتي الكرنك والأقصر المحافظة التي تحتضن تلك المعابد “لها تفسيرات عديدة، الأولى تعود إلى كلمات تعني القوة والحصن، والثانية تعود لكثرة القصور والمقصورات الفرعونية”.

والسياح سيكونون أمام “جولة غير مسبوقة”، كما أضاف شاكر، “عندما يصلون معابد الكرنك التي تشهد إقبالا في الشتاء أكثر من الصيف”.

وتابع: “سيكونون أمام أكبر دار عبادة قديمة في العالم، بالإضافة إلى أكبر صالة أعمدة في العالم تضم 136 عمودا، والعمود الواحد يرواح ارتفاعه بين 19 و22 مترا”.

البحيرة المقدسة

كذلك في معابد الكرنك سيستمتع السياح، حسب شاكر، بـ”البحيرة المقدسة التي تتواجد فيها مياه حتى الآن، دون أن تكون متصلة بأي ممر مائي، وهذا سر فرعوني”.

وزاد بأن “المعابد تضم أيضا 10 صروح مسجلة على جدرانها معارك الملوك الحربية وبعض من حياتهم، بخلاف طريق يمتلئ بتماثيل يتجاوز عددها 300 عبارة عن جسم أسد ورأس كبش، وهي رموز قوة بالتاريخ المصري القديم”.

وتضم معابد الكرنك أيضا مسلات فرعونية، وتشهد ظاهرة تعامد الشمس كل عام، وتلك المعابد محط زيارة المشاهير من أنحاء العالم، ومكان جاذب لتصوير أفلام سينمائية مثل الفيلم المصري “غرام في الكرنك” عام 1967، وفق شاكر.

وأردف: “ينضم لتلك المشاهد الجاذبة في معابد الكرنك، عروض الصوت والضوء، التي تحتاج إلى إضافة الهولوغرام، وهي تقنية تسمح بإنشاء صور ثلاثية الأبعاد، ويمكن من خلالها تقديم الشخصيات الفرعونية بإبهار كبير”.

واقترح شاكر “استخدام ساحات المعابد في تقديم فعاليات غنائية وعروض أزياء عالمية. وفي النهاية سيكون الزائر لمعابد الكرنك، أمام مشاهد خيالية لم تُر من قبل تستعرض تاريخ مصر القديم بعبقرية وإبداع”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here