الخبز السوداني يغزو الأسواق المصرية ويثير الجدل

4
الخبز السوداني يغزو الأسواق المصرية ويثير الجدل
الخبز السوداني يغزو الأسواق المصرية ويثير الجدل

أفريقيا برس – مصر. ظهر منتج جديد على موائد المصريين، جذب انتباه الكثيرين واستحوذ على اهتمامهم.. إنه “الخبز السوداني” ذو اللون الوردي والطعم المميز، والذي وصل إلى الأسواق المصرية ليصبح حديث الشارع في الأسابيع الأخيرة، وموضوع نقاش في وسائل التواصل الاجتماعي.

يتميز الخبز السوداني بحجمه الكبير، ويعادل وزنه 3 أضعاف الرغيف السياحي المصري (غير المدعم)، ويباع بسعر اقتصادي لا يتجاوز جنيهين للرغيف، ما أثار تساؤلات حول الفروق بينه وبين الخبز المصري، خاصة من حيث الجودة والتكلفة.

ومع تصاعد وتيرة الاشتباكات في السودان بين الجيش السوداني ومليشيات قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، شهدت مصر موجات من النازحين السودانيين الفارين من آثار النزاع. هؤلاء الوافدون إلى المدن المصرية، حملوا معهم ليس قصصهم وأحلامهم فقط، بل ملامح ثقافتهم اليومية، ومنها الخبز السوداني الذي سرعان ما وجد طريقه إلى موائد المصريين.

ورغم عدم وجود إحصائيات مصرية معلنة عن إجمالي السودانيين بمصر خاصة بعد تزايد أعداد الذين وصلوا إلى مصر عقب اندلاع الحرب في السودان في إبريل/نيسان الماضي لكنه وفق تصريحات صحافية لوزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي يوجد ما لا يقل عن 5 ملايين سوداني يقيمون في مصر في عدة محافظات منها القاهرة، والجيزة، والإسكندرية (شمال مصر) وأسوان (جنوب) والشرقية ومدن القناة (شرق).

وعلى الرغم من أن هذا الخبز المشهور في ظاهره لدى الجالية السودانية الذي لاقى استحساناً من المصريين وجنسيات عربية أخرى مقيمة في مصر، طرح تساؤلات جوهرية تتجاوز شكله المميز وسعره المناسب، ليضع أصابع الاتهام تجاه ارتفاع أسعار الخبز السياحي المصري.

تقول سحر عبد الفتاح، ربة منزل، إن الخبز السوداني قوامه طري ويبقى طازجاً لفترة طويلة مقارنة بأنواع الخبز الأخرى، كما أن حجمه الكبير يجعله مناسباً لعائلات تبحث عن بدائل اقتصادية وسط ارتفاع الأسعار، ومذاقه فريد، ما يجعله خياراً أفضل من الخبز السياحي الذي تطرحه المخابز المصرية الخاصة”.

وأشارت إلى أن الخبز السوداني بمكوناته البسيطة للغاية أصبح منتشراً ومتوفراً، وبأسعار في متناول الجميع خاصة لدى بعض الإخوة السودانيين المقيمين في المنطقة التي تقطنها. وتتساءل عن السبب الذي يجعل سعر الرغيف جنيهين ويعكس التكاليف الحقيقية للإنتاج ويوفر هامش ربح لصاحبه، في الوقت الذي يبالغ غالبية أصحاب المخابز المصرية في الأسعار بدعوى ارتفاع أسعار المواد.

محمد حسين، موظف وأب لثلاثة أطفال، يقول: “العيش السوداني خيار ممتاز، يوفر لي ما أحتاج إليه لأفراد أسرتي، التي استحسنت مذاقة من دون أن أضطر إلى دفع أسعار مبالغ فيها للعيش السياحي (الخبز غير المدعوم)”.

بينما خرج عدد من أصحاب المخابز السياحية للرد على تلك الانتقادات، موضحين أن تكلفة إنتاج الخبز السياحي في مصر تعتمد على عدة عوامل منها تكلفة الكهرباء، وأجور العمال، وأسعار الدقيق التي تختلف بناءً على جودته واستيراده من الخارج.

“فارق الأسعار بين الخبز السوداني والخبز المصري السياحي يمكن أن يُعزى إلى اختلاف عمليات الإنتاج والمواد الخام المستخدمة، بالإضافة إلى الضرائب والإيجارات التي تتحملها المخابز، ولا يمكننا تخفيض الأسعار من دون التأثير على الجودة، فالسوق يفرض تحديات كبيرة على الجميع”.. كما يقول عطية أبو الحمد، صاحب أحد المخابز السياحية وسط الإسكندرية شمال مصر.

وفي المقابل يؤكد حامد عبد الله، صاحب مخبز سوداني في إحدى المناطق الشعبية بالإسكندرية، أن العيش (الخبز) السوداني يتم تحضيره وفق وصفة بسيطة، لكنها غنية بالدقيق الطبيعي وبعض المكونات التي تمنحه القوام الطري والنكهة المميزة.

ويشير ألي أن الزبائن أغلبهم من السودانيين ممن هربوا من الحرب وفى أحيان كثيرة يقبل عليه الزبون المصري مضيفاً: “نحن نحاول توفير العيش السوداني بأسعار مناسبة ليكون خياراً في متناول يد الجميع، خاصة مع الظروف الصعبة التي يمر بها الناس، وهدفنا ليس منافسة الخبز السياحي المصري، بل تقديم منتج مختلف يرضي الأذواق ويعبر عن ثقافتنا السودانية”.

ويتابع قائلاً: لا توجد منافسة بين الخبز السياحي المصري ونظيره السوداني الذي يعتمد على دقيق من نوعية خاصة مع استخدام مواد ملونة طبيعية تضفي عليه لونه الوردي المميز، وهو اللون الذي أثار اهتمام المستهلكين المصريين، مما دفع بعضهم إلى البحث عن مكوناته وتأثيره الصحي.

ويرى أحمد سعد صاحب مخبز وعضو في شعبة المخابز في الغرفة التجارية بالإسكندرية، أن انتشار الخبز السوداني في مصر قد يكون إيجابياً من جهة أنه يوفر خيارات إضافية للمستهلكين، وقد يكون دافعاً لتحسين مستوى الإنتاج بين المخابز قد تدفع أصحاب الأفران السياحية إلى إعادة النظر في سياسات التسعير وضبط تكاليف الإنتاج.

ويضيف أن “العيش السوداني يطرح نموذجاً لتوفير منتج اقتصادي بجودة جيدة، وقد يساهم ذلك في خلق بيئة عادلة تخدم مصلحة المستهلك وتتيح تنوع الخيارات في السوق”. ويوضح سعد أن وجود ثقافات غذائية متنوعة يعكس الطبيعة الحيوية للسوق، بخاصة في ظل موجات النزوح، حيث يمكن أن تكون فرصة لتطوير منظومة المخابز وغيرها من المنتجات الغذائية بما يضمن توازن الأسعار ويحقق معادلة اقتصادية بين الجودة والتكلفة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here