بيع زيت الطعام المستعمل ينذر بكارثة صحية

13
بيع زيت الطعام المستعمل ينذر بكارثة صحية
بيع زيت الطعام المستعمل ينذر بكارثة صحية

أفريقيا برس – مصر. انتشرت ظاهرة شراء زيوت الطعام المنزلية المستعملة من قبل مصادر مجهولة، وسط مخاوف من إعادة تدويرها واستخدامها مجددا كزيوت طعام جديدة، أو إعادة بيعها للمطاعم، خاصة مطاعم الأسماك والفول والفلافل الشعبية، ما ينذر بأضرار صحية وخيمة.

وراج بيع زيت الطعام المستعمل بعد ارتفاع أسعار جميع أنواع الزيوت، مثل الذرة وعباد الشمس والخليط (الأقل جودة ويستخدم للقلي)، إلى مستويات قياسية، حيث وصل سعر الطن إلى 40 ألف جنيه، مقابل 21 ألف جنيه نهاية العام الماضي (الدولار يساوي 19.55 جنيها).

ويشتري بائعون جائلون لتر الزيت من المنازل بسعر يتراوح بين 15 جنيها و20 جنيها، وهو سعر مغر بدلا من التخلص منه في الصرف المنزلي، أي أن الأسرة تستطيع استعادة نحو 30% من فاتورة استهلاك الزيوت شهريا، لكن العواقب قد تكون ضارة للغاية.

وفي محاولة لاحتواء الظاهرة، التي نتجت -بحسب مراقبين- نتيجة ارتفاع أسعار زيوت الطعام بنسبة 100% خلال عام، تقدم نواب في البرلمان المصري بطلبات إحاطة، قبل شهور، موجهة إلى الوزراء المعنيين، بشأن ظاهرة شراء وإعادة تدوير زيوت الطعام المستعملة، والأضرار الصحية المترتبة على إعادة استخدامها، لكن حتى الآن لا توجد خطوات واضحة من قبل الحكومة للتعامل مع الأزمة.

وتستورد مصر نحو 97% من احتياجاتها من الخارج، ولا تنتج سوى 3%، بحسب تصريحات وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، ويصل حجم الاستهلاك نحو 2.4 مليون طن سنويا، بمعدل 20 كيلوغراما للفرد.

بلغت واردات مصر من الزيوت نحو 1.4 مليار دولار، خلال أول 10 أشهر من عام 2021، وفق الإحصاءات الرسمية.

خطورة الزيوت المستعملة؟

وفي السياق، وصفت أستاذة التغذية في المركز القومي للبحوث، نيرة شاكر، إعادة استخدام الزيوت المستعملة “بالخطير”.

وقالت شاكر إن “زيوت الطعام المنزلية يجب عدم إعادة استخدامها وتدويرها إلا من قبل شركات متخصصة في بعض الصناعات الكيميائية، والتي لا علاقة لها بالصناعات الغذائية؛ لأنها لم تعد تصلح للاستخدام الآدمي، ومخاطرها مرتفعة على صحة الإنسان”.

وأضافت في تصريحات أن الزيوت المستعملة لا تصلح لإعادة استخدامها حتى بتصفيتها؛ لأنه بعد الاستعمال تتحول إلى زيوت مهدرجة، وهي خطرة على صحة الإنسان بشكل عام، والاستخدام الآمن هو الاستخدام الصناعي، مشيرة إلى أن “هناك شركات متخصصة تعمل في هذا المجال، وتقوم بجمع الزيوت لأغراض غير غذائية”.

واعتبرت أستاذة التغذية أن “قيام بعض المصادر المجهولة بشراء الزيوت وتصفيتها وإزالة اللون، وإعادة بيعها كزيوت جديدة أو إعادة بيعها للمطاعم، هو أمر غير قانوني، ويجب تشديد الرقابة التموينية والصحية والبيئة على مثل تلك الأنشطة غير الشرعية، لما لها من مخاطر كبيرة على الصحة العامة في البلاد”.

وحول الاستخدام الأمثل لزيوت الطعام، أوصت خبيرة التغذية بضرورة تقليل “استخدامها في الطعام أولا، وألّا يزيد عدد مرات استخدام كمية محددة للقلي عن 10 مرات، ولا أنصح بتزويد الزيت بعد تبخره، وإنما بالتخلص منه تماما واستخدام زيت جديد”.

مخاطر صحية وبيئية

أكد الخبير في مجال الصحة، مصطفى جاويش، على أهمية الزيوت النباتية للجسم: “إذ إن من المهم تناول وجبات تكتمل فيها مكونات الغذاء الصحي، والتي تحتوى على فيتامينات ومعادن وجميع العناصر الغذائية، وبعض الفيتامينات تحتاج إلى الدهون لتذوب في الجسم وتغذيه، والدهون النباتية هي التي يحصل عليها الفرد من المصادر النباتية، مثل زيوت الزيتون وبذرة القطن والسمسم ودوار الشمس والذرة؛ لذا فهي تعد من أهم مصادر الطاقة للإنسان، وتمتاز الزيوت باحتوائها على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة”.

وأوضح أنه “من المهم أن تكون الزيوت طازجة وصحية، ولكن عندما يتم تسخين الزيت المستخدم بالفعل مرة أخرى، فإنه ينتج تركيزًا أعلى من المواد الكيميائية السامة المتنوعة مثل الألدهيدات، التي ترتبط بمواطن الخلل الصحية المتعددة، مثل الأمراض المرتبطة بالقلب، والمشاكل الإدراكية مثل الخرف ومرض الزهايمر ومرض باركنسون”.

وفي وقت سابق، حذر وكيل وزارة الصحة في مصر من أن “مشكلة تكرار استعمال الزيوت في عملية قلي الأسماك والأطعمة الأخرى أكثر من مرة، وما تتعرض له من درجات الحرارة العالية دون ضوابط، وما يتسبب ذلك في احتراق مكونات وعناصر الزيت وتصاعد الأدخنة منها، فإن خطورة ذلك على الصحة والبيئة فادحة، ويجب العمل على عدم حدوثه”.

وأرجع جاويش رواج تلك الظاهرة، التي لم تكن منتشرة إلا على نطاق ضيق، إلى “ارتفاع أسعار زيوت الطعام بجميع أنواعها، حيث بات سعر اللتر يتراوح بين 40 جنيها 50 جنيها، ولا يكفي إلا بضعة أيام؛ بسبب اعتماد المصريين على القلي في وجباتهم والطهي بالزيوت”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here