لافروف يؤكد أهمية مصر كشريك سياسي واقتصادي لروسيا

4
لافروف يؤكد أهمية مصر كشريك سياسي واقتصادي لروسيا في المنطقة
لافروف يؤكد أهمية مصر كشريك سياسي واقتصادي لروسيا في المنطقة

افريقيا برسمصر. أجرت جريدة “الأهرام” المصرية مقابلة صحفية خاصة مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تطرق خلالها إلى العلاقات بين روسيا ومصر في مختلف المجالات وآفاق تطويرها، بالإضافة إلى حديثه عن السياسة العامة والعلاقات الدولية في المنطقة.

ورد الوزير سيرغي لافروف على سؤال صحيفة “الأهرام” بشأن زيارته الأخيرة إلى مصر التي تاتي بعد سلسلة من الزيارات المتعددة إلى الدول الخليجية وعن هدف الزيارة وعلاقتها بزيارة المبعوث ال”إسرائيل”ي إلى موسكو، قائلا: “لا ينبغي للمرء أن يبحث عن أي خلفية خفية لهذه الزيارة الأخيرة إلى مصر وإلى عدد من الدول العربية والخليجية. فهذه الخطوة مطلوبة دبلوماسيا وهي جزء لا يتجزأ من حوارنا المنتظم والموثوق بشأن السياسة الخارجية واسمحوا لي أن أذكركم بأن وزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية زاروا موسكو في الفترات الأخيرة ونحن نقوم أيضا بهذه الزيارات إنها أمر طبيعي”.

وأضاف لافروف، قائلا: “خلال اجتماعاتنا ومحادثاتنا، ناقشنا آفاق تطوير العلاقات الثنائية مع مصر بشكل أكبر. بالطبع، درسنا بالتفصيل الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التركيز على الحاجة للتغلب على الأزمات والصراعات بالوسائل السياسية فقط، وذلك من خلال حوار واسع النطاق مع التقيد الصارم بقواعد القانون الدولي وجميع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”، مشيرا أنه “يفترض مسبقا رفض التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، واحترام سيادتها وسلامتها الإقليمية واتفقنا على مواصلة تنسيق الجهود بشكل وثيق، بما في ذلك في مختلف المحافل المتعددة الأطراف”.

وبشأن العلاقات المصرية الروسية، قال لافروف: “تتطور العلاقات الروسية المصرية بصورة تدريجية في مجالات كثيرة على الرغم من جائحة فيروس كورونا حيث يجرى الحوار السياسي المكثف، فقد شهدت القاهرة في مارس الماضي، جولات من المشاورات بين وزارتي الخارجية على مستوى مساعد الوزير حول القضايا الأوروبية والتعاون في الأمم المتحدة وفي مجال حقوق الإنسان”، مشيرا أن “هناك آفاق واعدة في المجالات الأخرى وبالأخص في السياحة فمنذ سنوات أصبحت المنتجعات المصرية مكانا مفضلا للسياح الروس حيث يشكل تدفق السياح الأجانب إلي مصر مصدرا مهما للدخل القومي”.

واعتبر لافروف أن “مصر كأحد الشركاء الرئيسيين لروسيا الاتحادية في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، وتشكل الاجتماعات المنتظمة لوزراء الخارجية والدفاع في صيغة “2+2″ جزء مهم للحوار السياسي الثنائي، وفي نفس الوقت يتم تحدید توقيت عقد الدورة المقبلة للمشاورات بالتنسيق مع الطرف المصري خاصة في ظل المتغيرات والأحداث المتلاحقة التي يشهدها العالم، والتي تزحم دون شك أجندة الجانبين بالكثير من الاجتماعات واللقاءات”.

كما تطرق لافروف إلى الجانب الاقتصادي، حيث قال إن “تطوير الحوار السياسي الوثيق يتم تعزيز التعاون على أساس المنفعة المتبادلة في المجال التجاري والاقتصادي. وللأسف أسفرت جائحة كورونا عن انخفاض دينامكية التبادل التجاري بين البلدين وانخفض حجمه من 6.25 مليار دولار في عام 1920 إلى 4.54 مليار في عام 2020”.

وأشار أنه “بالرغم من ذلك استمر تنفيذ بعض المشاريع المشتركة الكبرى ومن بينها بناء محطة الضبعة النووية، وفقا للنمط الروسي وإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وكذلك توريدات عربات سكة الحديد إلى مصر ومن المخطط تنظيم بعض الفعاليات المهمة في روسيا ومصر في إطار عام التعاون الإنساني المشترك”، مؤكدا أن “تسجيل اللقاح الروسي “سبوتنيكV ” في فبراير الماضي في مصر خلق الشروط المناسبة لتنشيط الاتصالات بين هيئات البلدين المتخصصة بشأن التوريدات المحتملة لهذا اللقاح إلى مصر”.

وعن استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا ومصر، شدد لافروف على الاهتمام باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا والمنتجعات المصرية وتوقع أن الرحلات الجوية إلى الغردقة وشرم الشيخ ستستأنف قريبا.

وفي سؤال بشأن الوضع في اليمن وموقف روسيا من الصراع الدائر هناك، قال لافروف: “تم التطرق إلى الوضع اليمني خلال المحادثات مع السعودية حيث نتابع عن كثب تطورات الوضع في هذا البلد، وما يثير القلق بشكل خاص استئناف الأعمال العسكرية في محافظة مأرب في بداية فبراير من هذا العام، بالإضافة إلى الاشتباكات الدامية بين الحوثيين والتشكيلات الموالية لرئيس الجمهورية اليمنية”.

وتابع لافروف، قائلا: “روسيا ترحيب بالاتفاقيات الأخيرة بشأن اليمن، وعبرنا عن أملنا في أن تنفيذها سيؤدي إلى تحسين الأمن العام وسيسمح بالتركيز على حل المشاكل في المجال الاقتصادي والاجتماعي في هذا الإقليم وسيخلق الظروف لانطلاق المفاوضات بين الوفد الموحد للسلطات اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي من جانب وقادة أنصار الله من جانب آخر حول الترتيبات السياسية المقبلة”.

واستطرد قائلا: “ومن جانبنا ندعو الأطراف اليمنية المتصارعة إلى رفض استخدام القوة واتباع المسار السلمي لتسوية التناقضات، حيث تهدف المبادرة السياسية السعودية الأخيرة إلى الحل السياسي الذي رحبنا به. وفي الوقت نفسه، ننطلق من أن إقامة السلم الدائم يمكن التوصل إليه على أساس مراعاة المصالح لكل القوى السياسية اليمنية، ويترتب على ذلك انطلاق الحوار الوطني الشامل ورفع الحصار البري والجوي والبحري وتنفيذ الخطوات العاجلة الأخرى في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية”.

خلص قائلا: “نعتزم مواصلة الدعم لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث والتشجيع بنشاط الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقادة أنصار الله على إبداء المنهج البناء والاستعداد للحلول التوفيقية بشأن الخلافات القائمة”.

وبشأن الوضع السوري وموقف روسيا منه وعودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، قال لافروف: “سوريا هي دولة عربية شاركت في تأسيس جامعة الدول العربية وقد لعبت دورا بارزا في منطقة الشرق الأوسط”.

تابع قائلا: “الأحداث الدراماتيكية التي لم تكن بمنأى عنها مصر خلال السنوات الماضية أدت إلى تصعيد التوتر الملحوظ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولذا من المهم إدراك الظروف التي تم اتخاذ القرار فيها في نوفمبر2011 بشأن تجميد عضوية سوريا في الجامعة، وفي الوقت الحالي وبعد مرور 10 سنوات تدرك معظم الدول العربية أهمية إعادة الاتصالات مع دمشق، ونحن من جانبنا نؤيد بالكامل هذا الاتجاه”، مضيفا أنه “على سبيل المثال خلال المباحثات الأخيرة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قد أكدنا وزملاؤنا على التزامنا بسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها بالإضافة إلى حق السوريين في تقرير مصيرهم وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة 2254 ونتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي، ويبدو أن قادة السعودية والإمارات ينظرون بايجابية إلى عودة سوريا إلى “الأسرة العربية” التي كانت سوريا ولا تزال جزء لا يتجزأ منها”.

وخلص لافروف، قائلا: “نحن على يقين من أنه كلما اتخذت هذه الخطوة بشكل أسرع كلما كان ذلك أفضل، علاوة على ذلك يمكن هذه الخطوة أن تسهم في خلق المناخ الملائم للتوصل إلى التفاهم بين السوريين فيما يتعلق بالتسوية الشاملة للنزاع في الجمهورية العربية السورية بما في ذلك في المجال السياسي”.

وتطرق لافروف إلى العلاقات الأفريقية الروسية، حيث كشف عن الإعداد لإجراء قمة روسيا – أفريقيا الثانية في إحدى الدول الأفريقية في عام 2022، وسيحدد مكان انعقادها وموعدها في أقرب وقت ممكن عبر القنوات الدبلوماسية.

وأضاف قائلا: “تم التوقيع على الوثيقتين المهمتين خلال القمة الروسية الأفريقية في سوتشي، وهما مذكرة التفاهم بين الحكومة الروسية والاتحاد الأفريقي حول أسس العلاقات والتعاون وكذلك مذكرة التفاهم بين اللجنة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية والاتحاد الأفريقي في مجال التعاون الاقتصادي”.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here