سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. تحمل زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الكثير من التوقعات والآراء حول أهدافها، فالبعض يرى أنها ترمي لتحسين العلاقات السياسية والتي تشهد توترا خلال الفترة الحالية، بينما يؤكد البعض الآخر أنها تهدف لتحسين العلاقات الإقتصادية والعسكرية ومناقشة القضايا الإقليمية، ويرى آخرون أنها ستبحث أمر المعونة الأمريكية إلى مصر، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد سلطان في الحوار الصحفي التالي
يرى البعض أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى واشنطن تعتبر محاولة للسيطرة على التوتر الذي تمرّ به العلاقات بين القاهرة وواشنطن في الوقت الراهن فهل تتفق مع ذلك؟
لا أظن أن هناك توتر في العلاقات بين البلدين وهذا إفتراض خاطئ، فالبعض روج قبل وصول الرئيس الحالي بايدن الي السلطة، بأن بايدن سيضغط على مصر وأنه لن يتعامل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وما إلى ذلك، وقد ثبت عدم صحته في أكثر من مناسبة، وحتى أن الرئيس الأمريكي نفسه هو من طلب التحدث لرئيس مصر، ففكرة أن هناك علاقات متوترة هذا أمر خاطئ من وجهة نظري، فالعلاقات بين الدول تحكمها العديد من المصالح، والزيارة المصرية إلى واشنطن لا تعني محاولة إحتواء توتر غير موجود، والزيارة تأتي في إطار تحسين العلاقات الثنائية والإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، ولا يوجد هناك توتر في الوقت الراهن، ولكن هناك أزمات تطرأ على الساحة الإقليمية والدولية وهناك محاولات لاحتوائها.
تشمل زيارة شكري، لقاءات مع عدد من النواب المؤثرين في الكونغرس، بسبب مواقف سلبية صدرت تجاه القاهرة أخيراً فما هي تلك القرارت و كيف تتوقع نتائج المباحثات في المرحلة المقبلة؟
أولا هناك شراكة إستراتيجية كما قلت، وأحيانا بعض نواب الكونغرس لديهم أجندة إنتخابية وهذه الأجندة جزء منها دعائي سواء بالهجوم على مصر أو الهجوم على بعض الدول الخليجية، وذلك لبعض الاعتبارات السياسية والإنتخابية المتعلقة بهم، ولا يعني ذلك أن هؤلاء يشاركون أو لهم دور فاعل في صناعة القرار، لكن في النهاية الواقع يثبت أن كلامهم فقط للدعاية وليس مؤثرا، أما فكرة لقاء الوزير سامح شكري بالنواب المؤثرين فهذا له دور في تدعيم علاقات مصر الخارجية، وله دور في التفاهمات المستقبلية التي يمكن أن تحدث، فمصر تريد تكوين لوبي قوي لها داخل الكونغرس الأمريكي، وتلك اللقاءات تساهم في تحقيق ذلك.
تدرس المباحثات وجود عدد من الأسلحة والمقاتلات الحربية المصرية، التي حلت مواعيد الصيانات الخاصة بها، وكان مقرراً إرسالها إلى الولايات المتحدة لإجراء عمليات الصيانة، بخلاف الحاجة إلى قطع غيار لعدد آخر من القطع الحربية فكيف تعلق على ذلك؟
بالنسبة لمسألة الأسلحة والمقاتلات فهناك أكثر من إتفاقية للتعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، ومصر شريك عسكري للولايات المتحدة الأمريكية، وتحصل سنويا على أسلحة بقيمة تفوق المليار دولار من خلال برنامج المعونة الأمريكية العسكرية للدول الصديقة، وهناك إتفاقيات أخرى أبرمت بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لشراء وتحديث قطع معينة، وفكرة أن هناك ميعاد دوري للصيانة لبعض القطع فتلك مسألة دولية وعسكرية وهناك سايسين وعسكرين يتولون هذا الأمر، وهناك تعاون كبير في تلك القضية، وأتوقع حدوث إتفاق وتعاون حول تلك القضية.
يرى البعض أن القاهرة ترغب في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية نظرا للظروف الإقتصادية التي تمر بها مصر؟
مصر لديها علاقات عديدة مع الكثير من الدول ليست قائمة على مسألة العلاقات الإقتصادية فحسب، فهي قائمة على محددات عديدة و العامل الإقتصادي أحدها، بالنسبة لفكرة العامل الإقتصادي فهناك بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية تبادل تجاري ببضعة مليارات من الدولارات، أما فكرة الأزمة الإقتصادية كدافع أساسي فمصر تحاول على جميع الأصعدة أن تتجاوز تلك الأزمة التي تمر بالعالم أجمع وليست مصر فقط، خاصة مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، لكن لا أظن أن هدف تلك الزيارة إقتصادي بحت، ولكنها تأتي في ظل التوترات بالقضية الفلسطينية وإقتحامات للمسجد الأقصى وما إلى ذلك، ومصر بالطبع ضامن لاتفاقيات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وأيضا هناك الحرب الروسية الأوكرانية والدور الأمريكي فيها، والعالم العربي يلعب دور الوساطة، فهناك أكثر من سبب للزيارة والسبب السياسي في الأساس، والمسائل الإقتصادية ربما تأتي بعد ذلك.
هل تسفر المباحثات عن حل لعودة المعونات الأمريكية التي توقف بعضها منذ فترة؟
لم تتوقف المعونات الأمريكية لمصر، ربما كان هناك محاولات من الكونغرس وبعض النواب لتعليق تلك المعونات، بدافع من بعض النواب لكن لم يتم ذلك، المعونات الأمريكية مازالت تصل إلى مصر و أحيانا يتم تأخير بعض شحنات السلاح أو تنفيذ بعض الإتفاقيات، لأن المنحة تفعل على أجزاء، وأظن أن الزيارة ستثمر عن تعزيز التعاون وحل النقاط الخلافية، وأظن أنها ستكون خطوة للمضي قدما لحل تلك المسائل.
هل تدفع الضغوط الأمريكية مصر لاتخاذ موقف واضح من الحرب في أوكرانيا؟
فيما يخص الضغوط الأمريكية فمصر لديها موقف واضح، وسياسية مصر الخارجية واضحة ولا يوجد بها قفزات ثورية ابدا، ولم تكن يوما تابعة لأحد، فمصر أعلنت موقفها من رفض العدوان ودعت إلى الحل السلمي، ومع ذلك رفضت المغالة الغربية في فرض العقوبات على روسيا، ومحاولة إقصائها من مجلس الأمن و ازدواجية المعايير لدى الغرب، فمصر لديها سياسة خارجية مستقلة وليست تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، ولم تتأثر بضغوط واشنطن، وكان هناك محاولات عديدة من بعض الدول للضغط على مصر و للضغط على دول خليجية، لكن تلك المحاولات لم تفلح.
يبقى ملف حقوق الانسان في مصر وخاصة فيما يتعلق بالمعتقلين السياسيين من الملفات الشائكة بين البلدين، فهل ستدفع الضغوط الأمريكية القاهرة إلى إطلاق سراح بعض السياسيين؟
ملف حقوق الإنسان من الملفات الشائكة لأن مفهوم حقوق الإنسان لدى الغرب ربما يختلف نسبيا عن حقوق الإنسان في الدول العربية وخاصة مصر، ومسألة الضغوط مسألة معقدة، ولا أظن أنه كان هناك حديث عنها خلال الفترة الماضية، فإذا كان هناك من يحمل الجنسية الأمريكية والمصرية ويريد التنازل عنها مقابل ترحيله لبلده، ليقضي مدة العقوبة بموجب الإتفاقيات الدولية، فربما يحدث ذلك، وربما يتم بحث المسألة بالنسبة لمزدوج الجنسية، أما من أدينوا بأحكام القضاء فالقرار في النهاية قرار قضائي، يفترض أن يكون بعيدا عن السياسة والنظام القضائي هو نظام مستقل بعيدا عن السياسة، وليس جزء من السلطة التنفيذية، فمسألة التعليق على أحكام القضاء أو وقف أحكام القضاء، أحيانا تكون هناك بموجب القانون سلطة لرئيس الجمهورية في العفو، وأيضا لرئيس الوزراء العفو عن بعض المدانين، ولكن ليس معنى ذلك أنه سيتم فرض قيود معينة أو مطالب معينة على الإدارة المصرية فيما يخص مسألة السجناء، فمسالة السجناء مسألة واسعة لكن أظن أن الإدارة الأمريكية الحالية ستحاول أن تبيض وجهها وأن تتحدث عن الملف كما تفعل دوما، وسننتظر ماذا يسفر عنه هذا الحوار.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس