مستقبل الطاقة المتجددة في مصر

58
محطة بنبان في أسوان لإنتاج الطاقة الشمسية

حوار: سحر جمال

افريقيا برسمصر. أصبحت الطاقة المتجددة هي السبيل الوحيد للعالم بأكمله لتأمين احتياجاته وتوفير مصادر الحياة الاساسية وتحقيق النمو الصناعي والتنمية الاقتصادية، ومع نفاذ الطاقة غير المتجددة ونفاذها في المستقبل، أصبحت الطاقة المتجددة هي البديل الوحيد لاستمرار الحياة ومن هذا المنطلق اتجهت مصر أيضاً لإنشاء محطات للطاقة المتجددة والنظيفة وفي هذا الاطار يتحدث الى “أفريقيا برس” المحلل الاقتصادي والكاتب الصحفي محمود العربي في الحوار الصحفي التالي:

محمود العربي – كاتب صحفي

ماهي أهمية قطاع الطاقة المتجددة بالنسبة لمصر في فترة تضع فيها الدولة الكثير من المخططات لتحقيق التنمية؟

الطاقة المتجددة في مصر تعتبر من أرخص انواع الطاقة في ظل وجود وفرة سطوع الشمس بشكل كامل معظم أشهر العام باستثناء شهور قليلة في فصل الشتاء، أيضا هناك الكثير من المناطق ذات الرياح المستمرة والتي يتم استغلالها لإنتاج الطاقة بجانب الترويينات والطاقة التي تنتج من المياه من خلال السد العالي في أسوان وهذا القطاع يعتبر قطاعا هاما وواعدا جدا.

ووفقا للتصريحات الرسمية لوزارة الكهرباء والطاقة فسيشهد عام 2035 زيادة إنتاج الطاقة ليصبح 42% من حجم استهلاك الكهرباء من الطاقة المتجددة، وايضا تعتبر هذه الطاقة مصدرا مستداما خلافا للطاقة غير المتجددة والقابلة للنفاذ، لكن طاقة الشمس والرياح في تجدد مستمر فبالتلي هي مصدر مستدام للطاقة وهذا يوجه استراتيجية الحكومة للاعتماد عليها بشكل كامل.

بدأ الحديث حول استخدام الطاقة الشمسية في عام 1982 بشكل مبدئي ولم ينفذ وقتها على أرض الواقع وايضا خلال عام 2011 والأحداث السياسية التي مرت على مصر غيرت كثيرا من اهتمامات الدولة التي عادت مرة للطاقة المتجددة منذ عام 2014 وبدأت الدولة في الاهتمام بالطاقة الجديدة والمتجددة فتم إنشاء محطات الطاقة الشمسية في أسوان من خلال محطة بنبان كأكبر مركز لإنتاج الطاقة المتجددة في العالم خاصة وأن أسوان تحظى بطقس مشمس طوال العام وهذا يعتبر مشروعا عملاقا ضمن مجال إنتاج الطاقة والكهرباء ومع دخول محطات سيمنز اصبح لدينا وفرة في الكهرباء ومع مشروع الربط الكهربائي بين مصر والأردن إضافة للعراق؛ فأتوقع وجود زيادة في الطلب على الكهرباء وحدوث طفرة في هذا القطاع خلال الفترة المقبلة.

 

ما هو حجم الاستثمار الداخلي والخارجي بقطاع الطاقة المتجددة وأكثر الدول إستثمارا في هذا المجال في مصر ؟

حجم الاستثمار في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة وفقا لبيانات وزارة الكهرباء والطاقة المصرية حوالي 2 مليار دولار ومعظم هذا المبلغ في مجال الطاقة الشمسية خاصة في محطة بنبان في أسوان والتي تعتبر عاصمة الطاقة الشمسية في العالم كأكبر تجمع لأكبر محطة طاقة  شمسية في العالم وفيها حوالي 40 محطة شمسية كل محطة لها قدرة إنتاجية تصل ل50 ميجاواط للمحطة، وهذا جاء عبر استثمارات كبرى وتضم مستثمرين بالقطاع الخاص وشركاء أجانب من دول عربية وأوروبية وفي مجال توليد الكهرباء أيضا طاقة الرياح حيث تم تشغيل العديد من محطات كمحطة جبل الزيت في محافظة البحر الأحمر بتكلفة 12 مليار جنيه.

 

ما أهم المشاريع التي تطلقها الدولة في هذا المجال وأكثرها تاثيرا علي المستقبل الصناعي؟

مشروع «بنبان» للطاقة الشمسية في أسوان

أهم المشروعات هو مشروع بينبان في أسوان لتوليد 1600 ميجاواط ومحطة الرياح في جبل الزيت في البحر الأحمر ويصل انتاجها 580 ميجاواط  ويضاف إليها محطة الضبعة في مرسى مطروح ومحطة الحمراوين على ساحل البحر الأحمر لإنتاج 6000 ميجاواط ولكن الأهم هي محطة بنبان التي تعبر مركزا عالميا لإنتاج الطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 50 ميجاواط لكل محطة من محطات الطاقة الشمسية.

 

ماهي أهم التحديات التي تواجه قطاع الطاقة ؟

أهم التحديات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة في مصر التسهيلات المصرفية والتحفيز من قبل الدولة ومعاناة المستثمرين مع الناحية التسعيرية وعدم وجود رؤية واضحة في التسعير وعدم وجود خطط تسويقية للمحطات خاصة مع زيادة تكلفة إنتاج المحطات فالميجا الواحدة تكلف مليون دولار فعند إنشاء محطة لإنتاج 50 ميجا يحتاج الأمر لتكلفة 50 مليون دولار، الأمر الذي يجعل الأرباح غير مضمونة ولكن أتوقع انتهاء تلك العقبة خلال الفترة المقبلة نتيجة لمشروع الربط الكهربائي وتحويل مصر لمصدر تصدير للطاقة الكهربائية لدول الجوار   كالأردن ولبنان والدول العربية الشقيقة، فمع زيادة الطلب سيقبل المستثمر على هذا المجال ومن ضمن المعوقات أيضا إرتفاع التكلفة الاستثمارية الأولية وعدم وجود آليات تمويل مشجعة للإستثمار في هذا المجال، فمعظم ألواح الطاقة الشمسية التي يتم استيرادها من الخارج يتم تخصيصها للقطاع الزراعي في الأراضي الصحراوية و معظم هذه الأراضي غير مقننة

 

 

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here